الصحافة علم وفن
الصحافة فن، والراغب في العمل فيهـا لا بد أن يكون موهوباً الصحفي يولد، وفي يده القلم، وفي رأسه الفكرة الصحافة مهنة، كسائر المهن، في المجتمع، تحتاج إلى استعداد طبيعي، ولكنها، كأي مهنة، لها مكونات ثلاثة هي: المعارف، والمهارت، والقيم، التي يمكن اكتسابها، وتطويرها، تعليماً وتدريباً.
"لا يكفي أن يكون صحفي الغد متعلماً، تعليماً جامعياً عاماً، بل لا بد من إعداده، لمهنته الجديدة، إعداداً خاصاً".
1. إن الصحافة، هي مهنة مفتوحة، لا مغلقة، تحتاج إلى ثقافة ذوي المهن الفكرية الأخرى. فالطبيب، مثلاً، بوسعه أن يكون مراسلاً، أو محرراً طبياً، كذلك المحامي أو المهندس. لكن ليس بوسع من تخصص، في الصحافة وحدها، أن يكون طبيباً أو مهندساً أو محامياً، ومادام الأمر كذلك، فإن التدريب المهني فوق الجامعي للصحفيين، سيتيح الفرصة للصحافة كي تستفيد، من كل ذوي المعرفة المتخصصة، على اختلاف ألوانهم.
2.إن التدريب المهني للصحفيين، على المستوى فوق الجامعي، هو أقل أنواع التدريب المهني تكلفة، وأسرعها عائداً، كما إنه أقلها ازدحاماً بالمواد المختلفة، التي يدخل بعضها في اختصاصات الشُّعب، والكليات الجامعية، الأخرى.
3.إن التدريب سيؤدي إلى المزيد من التعاون والتنسيق، بين الصحافة، والجامعات، فقد تطلب بعض المؤسسات الصحفية، من إحدى الجامعات، تخصيص دورة تدريبية، على المستوى فوق الجامعي، لتدريب من يعملون فيها كمراسلين تربويين، ومثل هذا التدريب، سيعين المراسلين حتماً على فهم أحدث التيارات والأفكار، في عالم التربية.
خطوات اصدار المطبوعة
لإصدار صحيفة (جريدة أو مجلة) لأول مرة لابد من اتخاذ عدة خطوات مهمة قبل الإصدار، هي:
1. دراسة الجمهور ومعرفة احتياجاته.
2. دراسة الصحف المنافسة.
3. تحديد الهدف من الإصدار.
4. رسم السياسة التحريرية.
5. وضع التصميم الأساسي للصحيفة.
6. اختيار النظام الإنتاجي للصحيفة (مراحل ما قبل الطبع والطباعة).
7. اختيار الكادر البشري المؤهل، وتوزيعه، على الأقسام المختلفة.
8. الحصول على ترخيص قانوني للإصدار، أو التقدم بإخطار.
9. تدبير التمويل اللازم، ووضع الميزانية، وحساب التكاليف.
10. توفير المقر، والتجهيزات التكنولوجية المختلفة، للإصدار.
11. الاتصال بالمعلنين، وحثهم على الإعلان، في الصحيفة.
12. وضع خريطة تنظيمية للصحيفة، تحدد خطوط السلطة، والمسؤوليات والعلاقات وخط سير النص الصحفي، من المحرر إلى المطبعة.
13. الاتفاق مع وكالات الأنباء، ووكالات الخدمات الصحفية، كوكالات الصور والرسوم والمقالات والمعلومات، وكذلك، وكالات الإعلان والتسويق، للاستفادة من خدماتها.
14. إعداد الحملة الإعلانية عن الصحيفة، وجدولتها.
15. إصدار الأعداد التجريبية، (الأعداد الزيرو)، وتحديد موعد نهائي لصدور العدد الأول.
فن التحرير الصحفي
1. تبدأ عملية التحرير الصحفي فور عملية الكتابة الصحفية.
2. المحرر يكتب المادة، في الشكل، الذي اختاره بنفسه.
3. قد يكتب المحرر، ويراجعه المحرر المسؤول، أي يحرر ما كتبه.
4. قد تبدأ العملية، وتنتهي مع المحرر، الذي يقوم بالعمليتين معاً، الكتابة Writing، والتحرير Editing.
5. تعني كلمة تحرير editing إعداد كتابات الآخرين للنشر، ومنها جاءت كلمة Editor، أي محرر، أو رئيس تحرير.
6. المحرر الصحفي الناجح هو، الذي ينجح في الكتابة، بلغة صحفية مناسبة وجيدة، مما يجعل هذا النص الصحفي، خبراً كان، أو موضوعاً، لا يحتاج إلى عملية تحرير جديدة.
7. يقوم المحرر بالمراجعة، وإعادة صياغة بالحذف، أو الإضافة أو تغيير الأسلوب، أو البناء الفني للنص
الأسلوب الصحفي
مكونات الأسلوب الإعلامي البليغ بعامة وأسلوب التحرير الصحفي بخاصة في المكونات الأربع التالية:
- المكون الأول
يتصل بالصحة النحوية والصرفية وهي تحديد أبنية الكلمات من حيث ما طرأ عليها من تغيير أو تبديل من طرف، وضبط العلاقات التي تربط بينها من خلال حركات الإعراب وعلامات البناء في طرف ثاني، وأصول النطق أو الهجاء السليم لأنه يحدد المعنى ويجلوه من طرف آخر.
- المكون الثاني
ويتصل بالصحة المنطقية، وهي ضرورة ترتبط بالبناء الفكري للنص الصحفي بعامة، والجملة بصفة خاصة، بحيث تأتى النتائج والأحكام، متفقة مع المقدمات، وأن تنتظم الفكرة الواحدة في عقد منظوم مع الأفكار، المرتبطة بها، أو المكملة لها خلال السياق أو المضمون الواحد، وتتضمن الصحة المنطقية أن ينتظم الكلام إيقاعاً فكرياً داخلياً، لا تتناقض فيه المعاني مع بعضها البعض ولا تتعارض مع ما ينشد الكاتب من دعوة إلى رأي أو قيمة من القيم الإنسانية من ناحية ولا تتناقض مع الحقيقة من ناحية أخرى سواء كان ذلك في ميدان العلم أو التاريخ أو الحياة أو الطبيعة.
- المكون الثالث
يتصل بالصحة الأسلوبية العامة أو البلاغة: ويعني بها أن ينحت الأسلوب وفقاً لمتطلبات الأساليب العربية الفصيحة ويحقق شروط البلاغة، ولا تناقض هنا بين هذا المطلب أو هذا المكون وطابع البساطة واليسر والوضوح في لغة الإعلام.
- المكون الرابع
يتصل بالصحة الأسلوبية الخاصة أو الصحفية: والمقصود بذلك محاولة لغة الصحافة إلى جانب المحافظة على المكونات الثلاثة السابقة، أن تحافظ على خصائص أخرى في الأسلوب من أهمها: البساطة والإيجاز والتأكيد والأصالة والاختصار والصحة.
صحة الاسلوب
1.الاستغناء عن الكلمات الزائدة كأدوات التعريف التي لا لزوم لها، وظروف المكان والزمان وأحرف الإضافة وحروف الربط التي لا ضرورة لها، كما يجب الاستغناء عن الجمل الطويلة وكل تكرار.
2. استخدام الألفاظ البسيطة الصحيحة الواضحة.
3. ضرورة تفضيل الكلمات القصيرة المألوفة.
4. استخدام الفعل المضارع، ولا سيما في العناوين.
5. تجنب استخدام الألفاظ والعبارات التي تحمل معنيين أو التي تنطوي على تنافر لفظي
6. تجنب استخدام الجمع المركب "فالطريق" يجمع على "طرق" لا طرقات. لأن طرقات هنا جمع للجمع.
7. تجنب جمع أسماء الجنس. لأن مفردها يؤدي الجمع مثل المطر بدلاً من الأمطار.
8. يجب استعمال التثنية في مواضعها الصحيحة، فمن الخطأ القول سار على أقدامه إلى المعهد ولكن يقال سار على قدميه.
على المحرر أن يحترم قدسية الخبر ويسوق أخباره خالية من كل رأي، وذلك بالتزامه الموضوعية عند التحرير واستخدامه للعبارات والألفاظ بدقة.
9. ألاّ يزيد عدد كلمات الفقرة الواحدة عن 75 كلمة، وألاّ تزيد الفقرة عن أربعة جمل. وقد ينقص عدد الجمل إلى جملة واحدة في الفقرة، والجمل الطويلة تسوق القارئ إلى الملل الأمر الذي يجعله يترك الخبر مكتفياً بالعناوين، ويشمل السطر على 30 ـ 35 حرفاً وتقسيم الموضوع إلى فقرات ينبغي ألاّ يطغى على وحدة الخبر ولا على ما فيه من تجانس وتأكيد، وتفضيل الجمل البسيطة القصيرة لا يعني تهلهل الأسلوب وتداعيه.
10. على المحرر أن يذكر مصدر المعلومات صراحة وعليه أن ينقل كلام المصدر بنصه بين قوسين أو أن ينقل فحوى هذا الكلام دون حاجة إلى إيراده بين قوسين. كما أنه من المستحسن التغيير في الأسلوب عند نقل بعض الآراء باستعمال الكلمات: قال، صرح، أعلن، أذاع، أصر، أشار، وغيرها.
11. ترتيب الخبر ترتيباً حسناً منطقياً كان أو زمنياً. ويجب على المحرر أن يحلل الأحداث وأن يربط بينها ليجعل منها قصة إخبارية مترابطة تدور حول محور رئيسي.
12. استخدام الألفاظ المستحدثة حتى ولو ظهرت غريبة بالنسبة للقارئ في بادئ الأمر.
13. استخدام علامات الوقف "الترقيم" ضرورة لوضوح الأسلوب ولسهولة فهم القارئ له كالنقطة، الفاصلة، علامات الوقف الاستدراكي (، الفاصلة المنقوطة (؛) الشرطة (-)، أقواس الاقتباس المزدوجة " " والمفردة ( ) ولكل منها وظيفة وأسلوب في الاستخدام.
14. الحرص على إيراد الاسم الكامل للشخص في أول الخبر، ولا مانع بعد ذلك من ذكر جزء من اسمه كما يجب الحرص على الألقاب العلمية والمدنية أو غيرها. لأن هذه الألقاب تصبح مع الوقت جزءاً من شخصية حاملها ـ وإذا كان الشخص لا يحمل لقباً فيمكن وصفه بالسيد إذا كان عربياً (مثلما تفعل بعض الصحف) وإذا كان على الصحفي أن يتحرى الدقة في الخبر، فعليه أن يقوم بذلك بالنسبة للأسماء والألقاب والمناصب، لأن الخطأ فيها قد يسبب خلطاً بين شخصيتين.
15. مراعاة النصائح الخاصة بالأرقام، لتسهيل القراءة. ويحسن كتابة الأرقام من واحد إلى تسعة بالحروف، وفيما عدا ذلك يكتب بالأرقام، ويكتب كل رقم تبدأ به الجملة وكذلك أرقام القرون وبعض الجمل مثل واحد في المائة أو خمسة في كل عشرين بالحروف. أما الأرقام فتكتب للدلالة على مبالغ المال ونتائج المباريات وللتعبير عن الوقت وفي الإحصائيات وعند استخدام الكسور الصحيحة مثل 5.7 وكذلك في ذكر التواريخ أو عند التعبير عن 20 مليوناً أو 15 ألفاً.
إعلام
2075قراءة
2016-01-10 11:10:34
isra |