المشاركة
• مفهوم المشاركة:
يشير مفهوم المشاركة إلى عمليّة اندماج الأفراد فى صناعة القرارات التي تؤثّر على حياتهم، ويتضمّن ذلك مساهمتهم فى تحديد احتياجاتهم الشخصيّة واحتياج مجتمعهم، مع طرح الحلول واقتراح أساليب التدخّل التى تعمل على تطوير وتحديث مجتمعاتهم.
• أهميّة المشاركة:
تأتي أهميّة المشاركة بأنّها تنمّي مجموعةً من القيم عند الأفراد: كالتعاون، الأخوّة، الصداقة، المحبّة... وتساعد على خلق:
1. التعاون مع باقي الأفراد لتطوير قدراتهم.
2. تبادل الأفكار والآراء والخبرات والثقافات مع الآخرين.
3. فرصةً للابتكار والتجديد ومواكبة تطوّرات العصر.
والأهمّ، أنّ المشاركة تتطلّب إنكارًا للذات، وسيادة روح الفريق ومصلحة الفريق على روح الفرد والمصلحة الشخصيّة.
• فوائد المشاركة:
للمشاركة فى الحياة العامّة فوائدٌ عدّةٌ تعود على الأفراد وعلى المجتمع، تتمثّل في:
أوّلًا: فوائد المشاركة على الأفراد
1. تكسب الأفراد مهاراتٍ كالمهارات الإداريّة، والقياديّة مثال: العمل الفريقي، اتّخاذ القرارات، حلّ المشكلات... والعديد من المهارات الحياتيّة الأخرى.
2. تنمّي لديهم الإحساس بالمسؤوليّة تجاه الآخرين.
3. تنمّي لديهم الثقة في قدراتهم ومهاراتهم.
4. تمكّنهم من اكتساب الخبرات، وتساعدهم على تطوير مهاراتهم.
ثانيًا: فوائد المشاركة على المجتمع وتتمثّل في:
1. امتلاك المجتمع أفراد تتوفّر لديهم قدراتٌ إبداعيّةٌ تمكّنهم من إيجاد حلولٍ جديدةٍ ومبتكرةٍ للعديد من المشكلات.
2. وجود أفرادٍ في المجتمع لديهم مهاراتٌ قياديّةٌ، قادرين على تحمّل المسؤوليّة والحفاظ على سلامة وأمن المجتمع.
3. وجود أفرادٍ يساهمون في عمليّة الحفاظ على البيئة وخدمة وتنمية المجتمع.
4. وجود أنشطةٍ لمختلف الفئات العمريّة غنيّةٌ ومبتكرةٌ، تضفي الحيويّة والتجدّد على المجتمع.
• كيف تكون المشاركة؟
وأين تشارك؟
بعد أن تطرّقنا لمفهوم وأهميّة وفوائد المشاركة، لا بدّ من التعرّف إلى كيفيّة المشاركة:
1. ينبغي أن تكون المشاركة في أيّ نشاطٍ قربةً لله تعالى، وأن يكون خالصًا لله تعالى، ويخدم صاحب العصر والزمان(عجّل الله تعالى فرجه).
2. ينبغي أن تبادر للمشاركة، أي تذهب للمشاركة من تلقاء نفسك.
3. ينبغي أن تحدّد الهدف الذي تسعى إليه من المشاركة.
4. تعرّف على الأنشطة والبرامج التي تخدم هدفك.
•• المعوّقات الخاصّة بالأفراد
1- ضعف الدافع الذاتيّ للمشاركة بالعمل التطوّعيّ.
2- تعارض العمل التطوّعيّ مع ثقافة الفرد.
3- وقت وزمن العمل التطوّعيّ قد لا يكون مناسبًا للفرد.
4- التجارب السلبيّة السابقة للفرد في العمل التطوّعي.
5- نقص المعارف المرتبطة بعمليّة المشاركة، مثل المعارف المرتبطة بفرص التطوّع داخل المجتمع، المفاهيم الجديدة.
6- قلّة المهارات الحياتيّة، مثل مهارات الحوار، والتواصل، والعرض...إلخ
7- انتشار بعض مظاهر الشخصيّة، مثل الخجل الشديد، أو الخوف من العمل الجماعي...إلخ
•• التحدّيات المجتمعيّة للمشاركة:
1- ضعف ثقافة الحوار داخل المجتمع.
2- افتقاد القدوة.
3- تدنّي النظرة التحفيزيّة للأفراد، مثالٌ على ذلك بعض العبارات التي نسمعها: "هم غير عمليّين، طائشين، تنقصهم الخبرة، يفضّلون اللهو عن الجدّ، لا يستمعون لنصائح الكبار...إلخ"
• ضعف البرامج التنمويّة الموجّهة لإشراك الأفراد فى عمليّة التنمية وصناعة القرار داخل المجتمع.
• عدم تهيئة المكان المناسب للعمل التطوّعي.
• عدم الاهتمام والعناية بالمتطوّعين.
•• دور القائد فى تحفيز الأفراد على المشاركة الفعّالة:
يلعب القائد دورًا مهمًّا فى عمليّة تحفيز الأفراد على المشاركة، فالفرد يواجه تحدّياتٍ في اندماجه فى المجتمع، لذلك يكون دور القائد هو مساعدة الأفراد على إدراك أهمّيّة المشاركة الإيجابيّة وتحفيزهم على المشاركة الفعّالة
1. ويمكن للقائد أن يستفيد من مجموعة القواعد التالية:
• قم بتكوين مجموعاتٍ وفق نظام الجماعات الصغيرة، وشجّع أفرادها على الاستمرار فى العمل الفريقي، وشاركهم فى تنفيذ أنشطتهم، لأنّ مشاركتك تحفّزهم أكثر.
• تعامل معهم بمبدأ التعاون والشراكة وليس بمبدأ الرئيس والمرؤوس.
• أعطِ أمثلةً عن نماذج ناجحةٍ لأفرادٍ ارتقَوا بحياتهم من خلال مشاركتهم فى العمل التطوّعي.
ولا تنسَ أنّ الابتسامة الدائمة تذيل الخوف، والخجل، والتردّد وتشجّعهم على التواصل معك، وتخلق الانتماء.
2. ماذا يريد الفرد من القائد:
• الاحترام والثقة، والتعامل بشفافيّة.
• مساعدته على تحقيق أهدافه.
• مساعدته على تطوير مهاراته وقدراته.
• تيسير مسألة التدريب والتأهيل.
• إطلاعه على الأنشطة والبرامج المساعدة لتحقيق أهدافه.
• الاصغاء والاستماع له، ومساعدته على اتّخاذ القرار المناسب.
• تقديم النصح والمشورة له.
•• المهارات التي ينبغي توفّرها لدى القائد لمساعدة الفرد على المشاركة الفعّالة:
لكي تنجح فى مهمّتك كقائدٍ، عليك بامتلاك مجموع ةٍ من المهارات، لمساعدة الفرد على المشاركة الفعّالة، وتذكّر أنّ جميع المهارات يمكن تعلّمها واكتسابها من خلال العمل الجادّ عليها، وإليك بعضٌ من هذه المهارات:
1. مهارة عقد الاجتماعات:
الاجتماعات وسيلةٌ مهمّةٌ لفريق العمل؛ فهي تتيح الفرصة للأفراد لإبداء آرائهم وتعلّم فنّ الحوار والمناقشة ومهارات الانصات.
• حدّد الهدف من اجتماعك.
• حدّد الموضوعات التي تودّ مناقشتها داخل الاجتماع.
• قم باستشارة باقي الفريق فى الموضوعات التي سوف تتمّ مناقشتها داخل الاجتماع.
• أضف الموضوعات الجديدة التي يقترحها أفراد المجموعة إذا كانت ذات علاقةٍ بهدف الاجتماع.
• تأكّد من أنّ الجميع على علمٍ بمكان وتوقيت الاجتماع.
• اختَر أحد الأعضاء ليكون مقرِّرًا للاجتماع.
• سجّل جميع مناقشات الاجتماع.
• فى بداية الاجتماع، ضع مجموعة قواعدٍ منظّمةٍ للاجتماع، مثل: الانصات، عدم مقاطعة المتحدّث، عدم إبداء النقد من أجل النقد ...إلخ.
• إتاحة الفرصة للجميع للمشاركة وإبداء الرأي.
• أعٍدَّ تقريرًا حول الاجتماع، وقم بإطلاع جميع أفراد المجموعة عليه.
2. المشورة:
المشورة تعني قدرة الفرد على تقديم النصح والإرشاد للأفراد.
• اعرف ما هي المشكلة بالتحديد.
• اكتشف الأسباب التى أدّت إلي المشكلة من وجهة نظر صاحبها.
• دعه يقدّم لك عددًا من الفروض.
• قيّم معه كلّ فرضٍ على حدة.
• قم بتوجيهه نحو الفرض الأكثر قربًا بكونه السبب وراء المشكلة.
• اطلب منه اختبار هذا الفرض من خلال تحليل أبعاده.
• دائمًا ابدأ بطرح سؤالٍ عليه بصيغة "لماذا" أو "كيف حدث هذا؟".
• عندما يصل إلى تشخيصٍ مناسبٍ لمشكلته، دعه يطرح أكثر من حلٍّ للمشكلة.
• قم بتوجيهه للحلّ الأنسب.
• اجعله يختبر هذا الحلّ، وفى حالة الفشل دعه يبدأ عمليّة التفكير من جديد.
3. مهارات بناء الفريق:
ويعرف الفريق على أنّه مجموعة أفرادٍ لديها هدفٌ واحدٌ مشتركٌ، وتحكمهم قيمٌ وقواعدٌ سلوكيّةٌ معيّنةٌ، يؤدّون أدوارًا لتحقيق هدفهم، ويتبادلون مشاعر وأحاسيس تربطهم برباطٍ وثيقٍ.
•• كيف تبني فريقك؟
1- اختر أعضاء الفريق (فى حالة عدم وجوده منذ البداية).
2- حدّد هدفًا يتّفق عليه الجميع، عليك أن لا تنسى بأنّ كلّ فريقٍ ناجحٍ لا بدّ أن يكون له هدفٌ يجتمع عليه جميع أعضاء الفريق؛ لذلك قم بإتاحة الفرصة لكلّ فردٍ فى إبداء رأيه، وعدّل الهدف بحيث تحصل على موافقة الجميع.
3- قم بإعداد خطّة عملٍ للفريق تتضمّن المهام، المسؤوليّات، توقيت وكيفيّة التنفيذ.
4- وزّع الخطّة على جميع أعضاء فريقك، ولا تنسَ إشراكهم فى وضع الخطّة.
5- حدّد مهام كلّ عضوٍ حسب الخطّة، ولا تنسى أنّ مشاركة الجميع وانتمائهم للفريق تعتمد على شعورهم بالتواجد وملكيّتهم لدورٍ يؤدّونه وسط الفريق.
6- نشّط فريقك من حينٍ لآخرٍ عن طريق عقد الاجتماعات الدوريّة، أو ورش العمل، أو تنظيم حفلات السمر...إلخ.
7- تحفيز أعضاء الفريق ضروريٌّ لاستمراريّته، وقد يكون معنويًّا أو مادّيًّا.
4. الانصات الفعّال:
هو التركيز فى المعاني التي نسمعها، والانصات مرحلةٌ تلي الاستماع، وتُستخدم فيها ليس الأذن فقط وإنّما الأذن، والعين، والعقل، وحركات الجسم.
• النقاط الرئيسة التي يقولها المتحدّث.
• المعنى الحقيقيّ للحديث.
ولكي تكون منصتًا فعّالًا:
1- رتّب معلوماتك التي تسمعها منطقيًّا فى ذهنك.
2- استمع للأفكار كاملةً وليس مجرّد الكلمات.
3- لا تتسرّع فى الحكم ... بل دع محدّثك يكمل حديثه.
4- لا تدع مشاعرك تؤثّر على إنصاتك إذا اختلفت مع محدّثك.
5- لا تُبعد وجهك عن محدّثك.
6- اكتب نقاطًا تتذكّرها إذا طال الحديث.
7- استفسر من محدّثك فى حالة عدم وضوح الحديث.
8- تأكّد من أنّ محدّثك يقول المعنى الذي وصلك (هل تقصد؟).
9- هيّئ الظروف الملائمة لتفادي التشتّت (الضوضاء... إلخ).
برامج
1657قراءة
2015-11-05 19:39:04