رسول الرحمة والهدى
قال تعالى في القرآن الكريم :" لقد جاءكم رسولٌ من انفسكم عزيز ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " (التوبة 128)
إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) نبي الرحمة المهداة لعوالم الوجود كلّها ، وليس للانسانية فحسب.فتعاليمه وحكمه وشريعته الغراء خير ورحمة لعوالم الوجود. من المهم التركيز على تعامل الرسول (صلى الله عليه وآله) مع الطيف المتعدّد من مختلف الاتجاهات. فكان تعامله (صلى الله عليه وآله) مع اتجاهات مختلفة كأصحاب الديانلت اليهودية ، النصارى ، وبعض الملحدين ومع المؤمنين المخلصين; تعامل سعة في الصدر واحترام إنسانية الانسان بغضّ النظر عن توجهه وانتمائه العقائدي وما يحمله من فكر . فالانسان محترم وكريم لديه (صلى الله عليه وآله).
إنّ الكثير من الناس يحسن لمن احسن اليه. وهذا هو ديْدن الفطرة . غير انّ النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكتفِ بالاحسان فحسب،بل جعل الاحسان مستمراً فيذّكر غيره بخير، اكان من الذين آمنوا ام لم يؤمنوا به .وقد نقل المحدثون تعامله الفذ مع من أحسن إليه وزيادة إحسانه، فكان يشيد بالمحسنين، ومنهم زوجه الطاهرة خديجة ع، فهي (ع) قدمت لرسول الله صلى الله عليه وآله أموالها، ووقفت معه في العسر والشدائد و لم يكتفِ النبي صلى الله عليه وآله بالإحسان إليها أُبّان حياتها، بل أشاد بمواقفها بعد موتها ولم يقتصر على ذلك بل أحسن لصديقاتها براً بها، وهذا التعامل الكريم لا يوجد عند كثير من الناس، فهم يحسنون لمن أحسن إليهم أُبّان حياته، وإذا فرّق الموت بينهما قد يذكر بكلمة طيبة، ولا يُذكر بأكثر من ذلك. وقد كان بعد وفاة السيدة خديجة (ع) يحسن اليها ويشهد على موافقها معه (صلى الله عليه وآله) . ويدلِل هذا على إنسانيته الفذّة . فهو (صلى الله عليه وآله) يضع ادباً على انّ الاحسان لا ينبغي ان يُقطع بعد الموت بل ان استمراره صلة.
أمّا معاملة الرسول الاكرم مع المسيئ اليه فيقول البعض انّ الرسول (صلى الله عليه وآله) أُذُن خيرٍ ( اي ان العلاقات الانسانية تسير على طبيعتها ببركته وحسن تعامله) . فإذا جاءه منافق وقال له لم افل ما نقل إليك صذّقه لتبقى العلاقات على سمتها الجميلة .ولعل من أبرز المواقف ما تحدث عنه القرآن عندما كان بعض المنافقين يُسيء إليه صلى الله عليه وآله بالكلمة البذيئة، فقد حدّث بعض المنافقين بعضهم بكلام سيء عن رسول الله صلى الله عليه وآله ثم خشي أن يُنقل إليه صلى الله عليه وآله ويُؤثر ذلك سلباً، ثم رد بأنّ محمداً صلى الله عليه وآله أُذُن، فإذا نقل إليه أحد كلاماً ثم جاء المتكلم وأنكر ذلك وأقسم بالله صدقه، رغم أن جبرائيل عليه السلام يأتيه ويقول إنّ المنافقين تحدثوا عنك بسوء ويذهب المُسيء إليه ويقسم بالله فيصدقه. فيقول الله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِالله وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ}(التوبة 61).
تنمية مجتمع
1548قراءة
2016-01-06 10:26:45
H@ss@n @l @w@d |