إليكِ.. أمي!
يقولون أن لكل شيئ في هذه الدنيا مرجِِعٌ وملجـأ يحتمي به كل ذي جناح ليِّن، يقولون أن هنالك إسماً دائم اللمعان في سماء الحب وأفق الحنان لا يخبو أبدتا، يقولون أن لكل شيئ نهاية، ونهاية التضحية مع بداية الأخرى... يقولون ويقولون، ومهما قالوا يبقى العنوان واحد؛ الأم !
هي سحابة مشَبَّعة بأمطار الحب والحنان، عطر يفوح في أرجاء القلب ليعطِّر بشذاه جدرانه الصمّاء، إنه عطف الأم وحبُّها والحنان، دفئ يلتحف به كل فقير للمسة خير وعطاء، هي.. الرَوح والريحان.
أمام تضحيات الأم الحنون يخجل القلم من البيان، أمام حشد عطاءاتها يعجز اللسان عن الكلام، كم وكم سهرت عيناها والكل نِيَام؟! تكفكف أدمعها عن خدَّيْها لوجع طفلها، تبلسم بيدّيها ألم الجراح. فيا قمَّة التضحية والوفاء، يا قلعة الحب والحنان، أرواحنا ترخص أمام عطاياكِ يا بحر الجود والسخاء...
إلهي، أدعوك بحق أنبيائك ورسلك، وملائكتك وحملة عرشك، ومن بعثت من خلقك لهداية البشر أجمعين، أن تحمي وتترأف، وتعين وتتلطَّف، وتستغفر وترحم، من حملتني تسعاً في أحشائها كي أبصر النور من عينيها، من ربّتني وغذّتني على حب الله وأوليائه، من قامت ليلها في محرابها تدعو لي، أمي ورفيقة دربي، والدتي الحنونة.
صحيح ما يُقال أن الإنسان لا يقدر على شكرها، فهي التي حملتني حيث لا يحمل أحداً أحدا، وأطعمتني من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحداً أحدا، ووقتني بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك فرحي، إلى من رضيت أن أشبع وتجوع هي، وتكسوني وتعرى هي، وترويني وتظمأ هي، إلى هذه الإنسانة العظيمة، أنحني لأقدامها كما تنحني لها الجبال، فهي.. أمي الحنون.
يقولون أن هذا اليوم هو يوم عيدك يا أمي، أوَلَم يعرفوا أن كل يوم تكونين فيه بحياتي هو عيد بالنسبة لي؟! أوَلَم يعرفوا أن كل يوم أعيشه تحت ظل جناحك هو عيد بالنسبة لي؟! هنيئاً لي بكِ يا غاليتي، ومبارك لي بهذه النعمة العظيمة؛ أنتِ يا أمي، وبارك الله لكم جميعاً بأمهاتكم.
وكل يوم وأمهاتنا بألف خير.
تنمية مجتمع
1230قراءة
2016-01-06 10:38:40