حق أمك
حق الأم في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع) :
وأمّا حَقّ أمّك أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا حَمَلَتكَ حَيْثُ لا يَحْمِلُ أَحَدٌ أَحَدًا وَأَطْعَمَتكَ مِنْ ثَمَرَةِ قَلْبها مَا لا يُطْعِمُ أَحَدٌ أَحَدًا، وَأَنَّهَا وَقَتكَ بسَمْعِهَــا وبَصَرِهَــــــا ويَدِهَـــا وَرِجْلهـــا وَشَعْرِهَا وبَشَرِهَا وَجَمِيعِ جَوَارِحِهَـــا مُسْتَبشِرَةً بذَلِكَ، فَرِحَـــــةً مُوَابلَةً، مُحْتَمِلَةً لِمَــــا فِيهِ مَكْرُوهُهــا وأَلَمُهـــا وثِقْلُهـــا وَغَمُّهَا حَتَّى دَفَعَتهَا عَنْكَ يَدُ الـــقُدْرَةِ وَأَخرَجَتكَ إلَى الأَرضِ فَرَضِيَتْ أَنْ تَشْبَـــعَ وتجـــُوعُ هِيَ، وَتَكْسُوكَ وَتعْرَى، وَتُرْوِيكَ وَتَظْمَــأُ، وَتُظِلُّكَ وتَضْحَى، وَتُنَعِّمَـــكَ ببُؤْسِهَــا، وَتُلَذِّذُكَ بالنَّوْمِ بأَرَقِهَا، وَكَانَ بَطْنُهَـــا لَكَ وِعَاءً، وَحِجْرُهَــا لَكَ حِوَاءً، وثَدْيُهَا لَكَ سِقَاءً، ونَفْسُهَــا لَكَ وِقَــاءً، تُبَاشِرُ حَرَّ الدُّنيَا وبَرْدِهَــا لَكَ وَدُونَكَ، فَتَشْكُرَهَا عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَلا تَقْدِرُ عَلَيْهِ إلاّ بعَونِ اللَّهِ وَتَوفِيقِهِ.
كلّ عام وأنتنّ بألف خير أيتها الأمهات الفاضلات
تنمية مجتمع
1746قراءة
2016-01-06 11:33:50