صلاح المجتمع من صلاح النفوس
في أحد الأيام دخل المقهى صبي لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، وجلس على الطاولة، فوضعت النادلة كأساً من الماء أمامه.. فسألها الصبي: (بـِكم الآيس كريم بالكاكاو؟) فأجابته النادلة: (بخمس ريالات) فأخرج الصبي يده من جيبه وأخذ يعد النقود، وسألها ثانية: (حسناً، وبكم الآيس كريم العادي؟).
في هذه الأثناء، كان هناك الكثير من الناس في انتظار خلو أية طاولة في المقهى للجلوس عليها.. فبدأ صبر النادلة في النفاذ، وأجابته بفظاظة: (بأربع ريالات) فعد الصبي نقوده ثانية، وقال: (سآخذ الآيس كريم العادي).
أحضرت له النادلة الطلب، ووضعت فاتورة الحساب على الطاولة، وذهبت.
أنهى الصبي أكله للمثلجات الشهية، ووضع نقوده على الطاولة وغادر.. وعندما عادت النادلة إلى الطاولة، اغروْرقت عيناها بالدموع أثناء مسحها للطاولة، حيث وجدت بجانب الطبق الفارغ، خمسة ريالات.
لقد حرم الصغير نفسه من شراء الآيس كريم بالكاكاو.. التي كان يتمنى أكلها، حتى يوفر الإكرامية النادلة.
لا تستخفنّ بأي أحد.. حتى لو كان صغيرا.
هذه الحادثة تبرهن أن صلاح المجتمع يبدأ من صلاح داخل الفرد، من صلاح نفوس أفراد هذا المجتمع وطهارة روحهم ونقاوة تفكيرهم لأنها جميعها منطلق ونقطة إنطلاق نحو التغيير والإصلاح وتحسين المجتمع.
تنمية مجتمع
1199قراءة
2016-01-06 11:41:27