12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات المتنوعة >> نصيرة الشّمس

قصّة حول قصة زواج الإمام الخميني قدس سرّه

نصيرة الشمس
"قدس إيران" فتاة في الرابعة عشر من عمرها تحيا حياة ملؤها السعادة، الدلال على عكس بنات زمانها، فلقد كانت تذهب الى مدرسة إعداديّة في مدينة طهران وكان لديها مدّرّسة خصوصيّة للّغة الفرنسيّة في زمن ندر فيه البنات المتعلمات. قدس إيران ابنةٌ معاصرة تواكب عصرية زمانها في زمن قلّت فيه الحريّة والإنفتاح للمرأة....تقدّم لطلب يدها شابٌ في السابعة والعشرين من عمره._ روح الله هو طالب حوزوي في مدينة قم المقدّسة. أرسل أحد زملائه لطلب يدها للزواج بعد حوار دار بينه وبين رفيقه أخبره فيها أن لدى السيد ثقفي بنتان ولم يبدِ معارضة في طلب يد إحداهن.
رحبّ السيد ثقفي بطلب روح الله الزواج من ابنته، وذهب الى طهران من أجل تحصيل موافقة ابنته، لكنها رفضت بشدة لأنها لا تريد الزواج ولا تحب قم ولا حياة الطلبة الحوزويين هناك. أُعيد طلب يد الفتاة أكثر من مرّة، وفي المرة الخامسة وبعد انتظار عشرة أشهر وافقت، على أثر منامٍ رأته فسّرته لها جدتها بأن الرسول صلّى الله عليه وآله والإمام علي عليه السلام مستاؤون منك لرفضك الزواج من حفيدهما.
في اليوم التالي لرؤية المنام أعاد الأب القول لإبنته بأن السيد روح الله أرسل مجددًا لطلب يدها ولكن هذه المرّة لم ترفض كالمرات الأربع السابقة بل صمتت وكان صمتها دليلاً على موافقتها. فعُقِد القرآن في الأول من شهر رمضان المبارك، أمّا زفاف العروس كان في الخامس عشر أو السادس عشر منه. والمفاجأة كانت شديدة على العروس إذ أنّ المنزل الزوجي هو نفسه الذي شاهدته في المنام بكل تفاصيله من الحجرة الى الستائر وما شابه..
وعاش الإثنان حياة ملؤها السعادة والراحة، كانت تقوم هي بكافة أعمال المنزل من إعداد الطعام، وغسل الأواني ... وكان هو من وقت لآخر يقوم بمساعدتها._ فكم هو رائعٌ ذلك الإمام الّذي هزّ العالم بيديه وغيّر مسيرة الشرق والغرب بحكومته_ فلقد كان "حينما يدخل البيت يهدي السلام إلى زوجته ويلقي في حجرها زهور الإبتسام ثمّ يعلق عباءته ويذهب إلى المطبخ، ويجلس إلى جوارها مع آنية فيها فنجان شاي وقد يشمّر عن ساعده أحيانًا فيساعدها في وضع أطباق الطعام على الخوان، فتقول له وهي تشعر بالخجل لماذا أنت؟ فيجيبها بابتسامة تحيل أعماق الروح الى الربيع: "جاءت المساعدة من الجنّة."
كانت قدس إيران سكنًا آمنًا للإمام قده ملؤه المودة والرحمة، فحياتهما لم يكن يشوبها أية شائبة بل على العكس كانت على درجة عالية من الرقي والحضارة فحياتهما مثالاً رائعًا للحياة الزوجيّة الإسلاميّة في الزمن المعاصر. فمنذ لحظة دخول السيدة قدسي منزل الإمام إلى حين خروجه إلى دار الحق لم تسمع من شفتيه كلمة أو عبارة تشم فيها رائحة الأمر، بل حتى لم يطلب منها طلبًا ولو كان بسيطًا. حتى في لحظات مرضه لم يكن يطلب منها أن تحضر له كوب ليشرب الدواء، الى هذه الدرجة وأكثر كانت حياتهما سعيدة ومستقرّة والأجمل من كل هذا كانت له السند والمعين في كل تصرفاته فلقد حافظت على أسرار حياتهما الخاصة لدرجة أنها كانت تهدي الأخرين بطريقة سلسة دون الحديث عن حياتها، فالسيدة لم تتفوه يومًا بالسر الخاص للزوجين حتى لأقرب المقربين. بالرغم من وفاة الإمام إلا أن سر الحياة ما زال سر الحياة والأجمل من هذ الشيء أن سيدة المنامات المقدّسة عاشت حياة مقدّسة في كنف إنسان نادر الوجود لكنها استطاعت بفضل ذكاءها أن تتحول الى إمرأة مقدّسة" كانت تتمتع بفن رؤية الجمال، فأخذت تدرك من خلاله أنّ الذي الى جانبها على درجة كبيرة من الجمال ولهذا هان عندها حب التجمل الذي كانت عليه في أيام طفولتها وصباها. كما كبرت نفسها الى درجة اضحى الاجلال لديها صغيرًا. فحينما تهرع الامة لاهداء الروح باشارة زوجها، كانت تغرق في كمالاته حتى تنسى انها زوجة تلك الشخصية الفذة."
السيدة قدسي تخلت عن كل شئ لأنها عرفت معنى الحياة الزوجيّة المقدّسة فاستطاعت أن تؤمن السكن والستر، استطاعت التفاني والإيثار بكل ما كانت عليه وتعيش المودة والرحمة مع زوجها حتى أصبح هو بتصرفاتها ففي إحدى الإفطارات كانت إحدى نساء الموظفين مدعوة الى نفس الإفطار فاستكثرت على نفسها الجلوس بجوار زوجات الوزراء والمدراء، فذهبت وجلست في زاوية بالقرب من إحدى النساء ومن خلال الحديث الذي دار بينهما علمت أنها تجلس بالقرب من نصيرة الشمس.

دليلة
1431قراءة
2015-12-15 00:07:53

تعليقات الزوار


تنمية مجتمع