12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات المتنوعة >> هل هناك نظر محرم؟


هل هناك نظر محرم؟
إن قلب المؤمن هو محل معرفة اللَّه والإيمان به فهو أقدس شي‏ء في الإنسان وأشرف شي‏ء. ولذا فإنه مرمى سهام إبليس وجنوده في حربهم ضد بني آدم والمؤمنين خصوصاً.
وللقلب منافذ عبرها يمرر إبليس وجنوده سمومهم إليه ومن أهم منافذ وطرق إبليس إلى القلب العين.
فعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «العيون مصائد الشّيطان»
ولكن كيف تكون العيون كذلك يقول الإمام علي (عليه السلام): «إذا أبصرت العين الشّهوة عمي القلب عن العاقبة».
ولخطورة النظر أمرنا اللَّه بغضه فقال لرسوله (صلّى الله عليه وآله) قرآناً: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم».
ما هي عاقبة النّظر المحرم؟
للإجابة على هذا السؤال تعال نتعرف إلى أنواع النّظر الحرام الّتي نهينا عنها لنعرف أثرها: النظر إلى أسرار الناس حرام بغير إذنهم حتى لو كان رسالة فما بالك بما هو أعظم. عن رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله): «من نظر في كتاب أخيه بغير أذنه فكأنما ينظر في النّار».
وكذلك عنه (عليه السلام): «لا ينظر الرجل إلى عورة أخيه»
ولا يختلف حكم النظر هذا بين يكون مباشرة أو في المرآة أو الصورة أو التلفزيون أو أمثال ذلك.
فعن رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله): «... من ملأ عينيه من امرأة حراماً حشاهما اللَّه يوم القيامة بمسامير من نار وحشاهما ناراً حتى يقضي بين الناس ثم يؤمر به إلى النار».
ومن النظر المحرم أن ينظر الإنسان إلى أبويه نظرة بغض ومقت هذان الأبوان اللذان طالما كانا يتمنيان لو أن ما يصيب قدم ابنهما من شوك أو غيره يصيب بدل ذلك أعينهما لا أرجلهما.
قال رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله): «من نظر إلى أبويه نظر ماقت لهما وهما ظالمان له لم يقبل اللَّه له صلاة»
ومن النظر المحرم أن ينظر الإنسان إلى مؤمن بغرض إرهابه واخافته.
فعن رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله): "من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه اللَّه عزّ وجلّ يوم لا ظل إلا ظله"
ما أثر النظر المحرم على الإيمان‏
فسبب حرمة النّظر هذا الخطر العظيم الّذي يتهدد أهم شي‏ء في حياة الإنسان وأفضل صفة يمكن أن يتصف بها الإنسان وهي الإيمان وتنقله إلى ضدها وهو النّفاق ويدخل الإنسان النّار ويسلبه حلاوة الإيمان وتؤدي إلى الفسق ويولد الغفلة.
والإنسان الذي يصبح فاسقاً ويموت قلبه هو ميت. عن علي (عليه السلام): «من أطلق طرفه جلب حتفه»

أثر غض البصر:
لو لم يكن في غض البصر من أثر سوى هذا الإحتراز من الفتنة والشّهوة المحرمة لكفى ففيه راحة القلب.
عن علي (عليه السلام): «من غض بصره أراح قلبه» وحتى لا تندم لا بد من غض البصر. عنه (عليه السلام): «من غض طرفه قل أسفه وأمن تلفه». ولا يقتصر أثر غض البصر على الوقاية من المهلكات بل يجلب رضا اللّه وجوائزه العظيمة. فعن الصادق (عليه السلام): «من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء أو غمض بصره لم يرتد إليه بصره حتى يزوجه اللَّه من الحور العين»
ويذوق حلاوة الإيمان فعن الرسول (صلّى الله عليه وآله): «إن النّظر سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركها خوفاً من اللَّه أعطاه اللَّه إيماناً يجد حلاوته في قلبه». بل أكثر من ذلك عن رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله): «غضوا أبصاركم ترون العجائب».

خاتمة:
إذا كان النّظر بهذه الخطورة أليس الأجدر بنا أن لا نتركه يسرح شمالاً ويميناً يلتقط شهوة هنا وفتنه هناك بل نغضه ونبحث عما نكتسب فيه بالنظر الحكمة والعبرة والأجر ولنحول النظر من معصية إلى عبادة للَّه عزّ وجلّ فالرسول (صلّى الله عليه وآله) يحدثنا متى يكون النّظر عبادة: «النّظر إلى العالم عبادة، والنظر إلى الإمام المقسط عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر إلى الأخ توده في اللَّه عز وجل عبادة».
وكذلك النظر في القرآن الكريم عبادة.
فتعال نقصّر أبصارنا على ما يجوز لنا لننجو ونكون مفلحين.
(المصدر كتاب طريق المعارف)

 

دليلة
1521قراءة
2015-12-15 00:17:45

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا