كيف يمكننا تخطي الصدمة؟
الأحداث الصدمية هي أحداث خطيرة ومربكة ومفاجئة،تتسم بقوتها الشديدة وتسبب الخوف والقلق وتكون عادة غير متوقعة.
كيف يمكننا مساعدة الآخرين لتخطي الصدمات ؟ وحمايتهم من الوقوع في الاضطرابات النفسية.فإن الإنسان وبحسب علماء النفس يحتاج إلى دعم نفسي ذي جهتين:
الجهة الأولى : تقديم دعم نفسي فوري. وذلك من خلال القيام بالخطوات التالية:
-التعريف عن شخصيتك عبر تقديم نفسك(إسمك،مهنتك..) مع ذكر سبب وجودك(حضرت لتقف إلى جانبهم ولتطمئن عليهم) مع مخاطبة الأشخاص بأسمائهم.
- طمئن الأهل ليشعروا بالأمان.فالبعض يشعرباليأس ويبحث عن الاطمئنان،والبعض الآخر من أصيب بالكارثة يشعر أنه اقترب أكثر من الموت. لذا أكد له أن الإسعافات الأولية موجودة، وأن الدفاع المدني على وشك الوصول.
- اشملهم بالعناية الكاملة . فالضحايا يحتاجون عادة إلى توفير الحاجات الأساسية من لباس وأغطية وطعام وشراب....ومن الضروري توفير الدعم النفسي لهم من خلال النظر إليهم والتعاطف معهم،والإحساس بآلآمهم.
- توفير احتياجاتهم الاجتماعية.فقد يطلب أحدهم الاتصال بشخص آخر، فمن المناسب أن نوفّر للناجين هواتف للإتصال بذويهم وطمأنتهم.
-اهتم بحاجاتهم المعرفية وأجب عن أسئلتهم.
- اشرح لهم ما حدث بالفعل وما يحدث الآن.
فعندما تقع الكارثة قد لا يفهم الناس ما الذي يحدث من حولهم بل ويفقد بعضهم ذاكرته مؤقتاً وينسى ما حدث، فكلما توافرت المعلومات من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة كان ذلك مفيداً.
- اهتم بهم وأبعدهم عن مصدر الخطر : يُصاب كثير من الناس أثناء القصف بحالة غضب وذعر شديد، فعليك أن تدرك بوادر الشجار والغضب-سواء من المصابين أو المسؤولين عن التعامل مع الكارثة- وتبعدهم عن ذلك وتلطف الأمور قدر الإمكان.
- حمايتهم من إزعاج الإعلاميين . لأن حالتهم النفسية لا تسمح لهم بالمزيد من الضغوط.
الجهة الثانية: إن إيمان الإنسان وتمسكه بتقوى الله يمده بطاقة روحية تعينه على تحمل الكثير من مشاق الحياة، وتساعده على التخلص من القلق وغير ذلك من الاضطرابات النفسية .ومن يتصدى لمساعدة الآخرين بغية عدم الوقوع في هذه الاضطرابات، ما عليه إلا أن يوجّههم إلى أهمية الحالة الإيمانية والسعي لتطبيقها، وما يثمر ذلك في النفس.لأن السكينة والإطمئنان لا يكون إلا من خلال الإيمان بالله تعالى والعمل بما بينّه الله تعالى في محكم كتابه الكريم :" الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب"(سورة الرعد،آية 28).
ذكر الله عزوجل بالجوارح يمنح الإنسان طمأنينة القلب وراحة النفس ويبعده عن القلق والخوف.
- قوة الصلة بالله هي لاستعادة التوازن النفسي، والتخلص من الاضطرابات النفسية وتتم تقوية الصلة بالله تعالى ، من خلال ما جاء في وصية رسول الله "ص" لعبدالله بن عباس: "يا غلام إني أُعّلمُك كلمات:احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ....."(العاملي ،محمد بن الحسن، وسائل الشيعة،ج7، ص42).
- التوكل على الله تعالى،فمن توكل ولجأ إلى الله آواه الله وكفاه، كيف لا وهو الحي القيوم ، إليه تلجأ الخلائق كلها فقد قال تعالى:"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"(سورة آل عمران،آية 173)
تدريب
1477قراءة
2015-12-24 19:22:02
تنمية مجتمع |