فجر جديد
وتتتوالى فصولُ الهزائمِ في مسلسل الذّل والخنوع واليأس والإحباط، وتطول الليالي السوداء الحالكة، وكلّما دنا الفجرُ أشرقت الشمسُ مكسوفةً أو مظلّلةً بالغمام، حتّى نسي النّاسُ النّهار، وولّى النّور حتّى انصهرت عيونُهم بالظّلام، وفاح في الأجواء عبقُ الخيانة، واقتيد النّاسُ إلى قِبلة الزُّور كالبنيان المرصوص، واختفى بصيص الأمل وعمّ الجورُ وحكم الباطل...
لكنّ بركاناً مسجوراً من أعماق التّاريخ يتفجّر ليُلهب لونَ الظّلام، ويسلّطَُ سيفاً مسنوناً على بوم الهزيمة، فينعق لافظاً أكباد الشؤم، لترتجً من أصداء صوته قيودُ الجلّادين، وترتعدَ فرائسُ المحتلين، وتَتَخَطّفَ أبصارٌ أعماها سوادُ التّاريخ عن رؤية بريق النّصر، وتتزكّمَ الأنوف من عبق الشهادة....
وهكذا كان الخامس والعشرين من أيّار...
هكذا كانت أشلاء الّلحم العاري تتناثر فتصطاد طيورَ الشّر وتحطّم أقنعة الرهبة والتخويف.
وهكذا كان الخامس والعشرين من أيّار...
هكذا كانت ينابيع الدّم تتفجّر، وتسيل الأنهارُ لتجرف سفناً لقراصنة الأساطير.
وهكذا كان الخامس والعشرين من أيّار...
كان وتداً رفع راية الشموخ الّتي غزلتها أكفّاً بيضاء لصنّاع المجد والبطولات..
كان ثورةً ركلت وصمات العار عن جبين التّاريخ..
كان ثورةً طبعت أوسمة العزّ على صدور وارثي المستقبل..
كان كُوّةً نحو فجرٍِ جديد تشرق فيه شمسُ المهدي المخفيّة فتُحيي بشعاعها الورودَ الذابلة والأشجارَ الملويّة، فتنتفض من تحت الرّكام دولة الحق والعدالة...
برامج
1616قراءة
2015-11-23 20:08:34
doha tarhini |