12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> الغفلة في كلام الباقر عليه السلام

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

الغفلة في كلام الباقر عليه السلام
من خطبه عليه السلام

فيما حضر ذات يوم بعض اصحابه وقد لحظهم (غافلين) عن المهمة العبادية التي أوكلها الله تعالى اليهم، فخطبهم قائلاً:
«إنّ كلامي لو وقع طرفٌ منه في قلب أحدكم لصار ميتاً. ألا يا اشباحاً بلا أرواح وذباباً بلا مصباح كأنّكم خشب مسندة وأصنام مريدة، ألا تأخذون الذهب من الحجر؟! ألا تقتبسون الضياء من النور الأزهر؟! ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر؟! خذوا الكلمة الطيبة ممّن قالها وإن لم يعمل بها، فإنّ الله يقول: (الّذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه...) ويحك يا مغرور ألا تحمد من تعطيه فانياً ويعطيك باقياً؟! درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة‌ من جواد كريم... ويلك إنّما أنت لص من لصوص الذنوب كلما عُرضت شهوة‌ او ارتكاب ذنب سارعت إليه وأقدمت بجهلك عليه فارتكبته كأنّك لست بعين الله، او كأنّ الله ليس لك بالمرصاد، يا طالب الجنة: ما أطول نومك وآكل مطيتك وأوهى همّتك، فلله أنت من طالب ومطلوب. ويا هارباً من النار، ‌ما أحثّ مطيّتك إليها، وما أكسبك لما يوقعك فيها، أنظروا إلى هذه القبور، سطوراً بأفناء الدور، تدانوا في خططهم وقَرُبوا في فرارهم وبَعُدوا في لقائهم، عمّروا فخرّبوا وآنسوا فأوحشوا وسكنوا فأزعجوا وقنطوا فرحلوا، فمن سمع بدانٍ بعيد وشاحط قريب وعامر مخرّب وآنس موحش وساكن مزعج وقاطن مرحل: غير أهل القبور؟... يا ابن الايام الثلاثة: يومك الذي ولدت فيه، ويومك الذي تنزل فيه قبرك، ويومك الذي تخرج فيه إلى ربك، فياله من يوم عظيم، يا ذي الهيئة المعجبة، والهيم المعطنة: ما لي أراكم أجسامكم عامرة وقلوبكم دامرة، أما والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه وما أنتم إليه صائرون، لقلتم (يا ليتنا نُردّ ولا نكذّب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين)»1

1 تحف العقول، ص 291

الأنشطة الثقافية
1050قراءة
2015-12-27 12:54:58

تعليقات الزوار


jeff klayli