مشروع الفكر الإسلامي في القرآن
| فئة الشباب |
نبذة عن الكتاب:
اقتباسات:
_ القرآن يدعو إلى الحضارة الإسلامية
دعوة الله ورسوله إلى المؤمنين تدور حول الإحياء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} . وما جاء في القرآن الكريم من تعبير الخروج من الظلمات إلى النور إنمّا يأتي في سياق الإحياء: {يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}. ومن أهم مظاهر الحياة هو الحركة التكاملية، ومن نتائج الحركة التكاملية القائمة على أساس الدين: «الحضارة الإسلامية».
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 11.
_ التنظير
الأستاذ المحاضر يشير إلى ضرورة عملية بلورة المشروع الإسلامي بصورة مدرسة اجتماعية ذات مبادئ منسجمة ومتناسقة، وذات رؤية للحياة الاجتماعية البشرية».
فالضرورة تتطلب بلورة المشروع الإسلامي، وأيضًا برؤية اجتماعية لا فردية. ثم تقديمذلك في منظومة فكرية وعملية واحدة، ولذلك يدعو إلى دراسة المسائل الفكرية في الإسلام بصورة مترابطة وبشكل أجزاء من منظومة واحدة».
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي(دام ظلّه)، ص: 12.
_ الفهم الإحيائي للتوحيد
التوحيد الذي يدعو إليه الإسلام هو أسمى من أن يكون جوابًا نظريًا على سؤال. التوحيد الإسلامي يعمل على صياغة نظام الحكم والعلاقات الاجتماعية ويوجه حركة التاريخ، ويرسم الهدف من هذه الحركة ويقرر مسؤوليات الناس تجاه الله وتجاه بعضهم الآخر، وتجاه سائر مظاهر الطبيعة. ليس التوحيد بالأمر الذي تقول فيه إن الله واحد وليس اثنين وكفى.. إنه يعني أن الحق لله وحده في أن يكون مهيمنًا على حياتنا الفردية والاجتماعية.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 13.
_ الإيمان الواعي
الإيمان لا معنى له إذا كان مثل ماء راكد لا حراك فيه. الإيمان المتزعزع.. الإيمان الذي يتزلزل ويتناقص على أثر هزّة أو نَزَق مراهقة أو غيرها يمكن أن يُقتلع في يوم من الأيام، المؤمن الصادق الحقّ ليس كذلك إذ إن قلبه يتلقى الكلمة الصادقة، والموعظة الصائبة بتفكّر وتدبّر فيزداد إيمانًا، لابد من إيمان راسخ قائم على أساس وعي وشعور وإدراك كي يصمد أمام الإغراءات والشبهات .
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 14.
_ الإيمان التعصبي
«وفي سياق الآيات التي تذكر الإيمان القائم على الوعي، ورفض ذلك الإيمان المقرون بالتقليد والتعصب، يذم القرآن أولئك الذين يلغون قدرة تفكيرهم ويرفضون ترك ما ألفوه من نهج حتى ولو كان ذلك النهج لا يقوم على علم ولا على هدى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ}. هؤلاء هم الرجعيون والمتحجّرون الجامدون القابعون على ما ألقوه من عادات وتقاليد موروثة حتى لو كانت متعارضة مع العلم ومع هداية ربّ العالمين. وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا في زمرة المؤمنين».
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 14.
_ مھمة الأنبياء
خطاب الأنبياء يتجه إلى فكر الناس وعقولهم، وكلّما كان فكر المخاطبين وعقلهم أدق كان قبولهم لهذا الخطاب أكثر. ومهمة الأنبياء رفع المستوى الفكري والعقلي للناس، وكل ما يحول دون أداء هذه المهمة فهو يتعارض مع الدين وأولئك الذين يريدون أن يسيروا في خط متعارض مع الدين يعمدون إلى تجهيل الناس وتحميقهم، وإبعادهم عن مصادر معرفتهم ووعيهم.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 15.
_ تعلم القرآن
«تعلّموا لغة القرآن.. تعلموا اللغة العربية،وإن تعذر عليكم فهم العربية فتوسلوا بترجمة معاني القرآن كونوا بالقرآن مأنوسين ومعه أصدقاء مرافقين. وكل ساعة تمر دون أنس بالقرآن هي خسارة في العمر وحسرة.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 17.
_ الإسلام المحمدي
«إن أنصار المدرسة المادية في عصرنا يخالون أن المدرسة المادية أقدر على إدارة العالم وإنقاذه من الظلم والجشع والتمييز والدين لا يستطيع أن يفعل ذلك لماذا يصدرونحكمًا كهذا على الدين؟ لأنهم يفهمون الدين بمعناه التقليدي الشائع الموروث من عصر التخلّف, الدين الذي يكتفي بالعادات والتقاليد والطقوس ولا يحرّك ساكنًا في المجتمع لذلك يقولون عنه إنه أفيون الشعوب. واضح أننا حين نواجه هذا المنطق ليس لنا إلا أن نقول: لو رأيتم دينًا يقرّ على ظلم الظالمين ويساند المستبدين، ولا يهتم بأمر المظلومين ولا يجدي نفعًا للمسحوقين فارفضوه إنا معكم رافضون. الدين الإلهي له خصائص معينة ومواصفات خاصة، إن توفرت نقبله وإن لم تتوفر نرفضه.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 17.
_ الإسلام نظام اجتماعي متكامل
لم يكتف رسول الله(صلى الله عليه وآله) بموعظة الناس وبيان الصحيح وغير الصحيح من الأعمال، بل إنه أرسى قواعد نظام اجتماعي مستحكم وفق أصول معينة، ودفع بالناس إلى الحركة في ظل هذا النظام وفي هذا المسير، وبهذا جعل منهم أفرادًا صالحين. وإذا أخذت بنظر الاعتبار هذا الإسلام ثم قلت أيها المادي المعاصر بأنه لا ينسجم مع ما نريد من تحقيق الرقي والعدل والأمن وتأمين احتياجات البشر، فذلك ما لا نقبله منك...! إذ هو خلاف الإنصاف...
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 18.
_ طاعة الله والرسول
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} من الواضح أن إطاعة الله لا تنفصل عن إطاعة الرسول، لماذا إذن هذا التأكيد على إطاعة الله وإطاعة الرسول، أليس في ذلك تكرار؟
لا، لأن الأمر في الآية لو اقتصر على إطاعة الله، واكتفت بالقول: "أطيعوا الله" ولم تذكر إطاعة الرسول باعتبارها مصداقًا لإطاعة الله سبحانه، لظهر في الجبهة المعادية للرسالة من يدعي أنه يطيع الله بمقدور أي شخص أن يدعي الإيمان والطاعة والتدين والتقوى.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 38.
_ الطاعة تحقق السيادة والعزّة
الإطاعة تتجلى في المؤمنين الذين يُحَكِّمون الرسالة في أمورهم: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} هذا هو الإنسان المؤمن المطيع لله ورسوله، وهذه هي الأمة المؤمنة المطيعة.. عندئذ تشملهم الرحمة، ويحظون بالسؤدد والعزّة. حين تسير الأمة على طريق سُمّوها وكمالها، وتكسر قيود أسرها، عندئذ تشملها رحمة ربّ العالمين: {أطيعوا الله وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 39.
_ الذنب مانع للتكامل
إن الغفران يعني التئام جرح وملء فراغ. قد تصاب ذراعك بجرح عميق، عندئذ يعطوك ضمادًا وأد وية كي يلتئم الجرح، لكي ينمو ما حول الجرح ويملأ الشق الذي تركه في الجسم. هذا مَثَل ضربناه للتشبيه، إذ إن روحكم مثل جسم، ينزل بها جُرح مع كل ذنب، ذلك لأن الروح من شأنها أن تتسامى وتتكامل، وكل ذنب يعيق الروح خطوة عن الحركة على طريق السُمو والكمال.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 40.
_ غفران الذنب
ما معنى الغفران؟ إنه يعني معالجة هذا الجرح وإزالة آثاره. هذا هو الغفران. ويتم هذا بتلافي ما أنزله الذنب في الروح من انتكاس، ودفعها نحو السُموّ والارتفاع...
هذا بالنسبة إلى المذنب واستغفاره، أما بالنسبة لرب العالمين فهو«الغفار»: {وَإِنِّي لَغَفَّارُ}، لا يرد توبة التائبين، بل يقبل التوبة من عباده: {لِمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}، يضمّد جرح المجروحين، حين يعودون إليه، ويعمّقون إيمانهم به، ويهتدون إلى طريق الكمال، ويتسابقون على هذا الطريق... هذا هو المفهوم السامي للمغفرة. لا تأتي المغفرة من الله سبحانه دونما سعي من أجل نيل هذا اللطف الإلهي.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 40-41.
_ الالتزام شرط الإيمان
{...وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، الإيمان ما وقر في القلب من ارتباط فكري وعقدي ونفسي بمصدر معين،والإيمان ليس هذا فحسب، فالإيمان ليس ما وقر في القلب فقط، بل لابدّ أن يصدقه العمل. فالإيمان الحقيقي لابد أن يقترن بما يفرضه الإيمان من التزام. الذي يستطيع أن يقول أنا مؤمن بالله هو من كانت حياته وتصرفاته تختلف عن المُنكِر والجاحِد لله تعالى. كيف يدعي الإيمان من لا يختلف عن المُنكِر؟...، أي إيمان هذا؟!! الآية الكريمة تقول بصراحة إن شرط الإيمان هو {وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ} ليس في هذا البيان استدلال عقلي كي تعتريه شبهة. أطيعوا أوامر الله.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 46.
_ الخوف من الله
{الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} والوجل هو الخوف، وما معنى هذا الخوف، هل هو من نوع الخوف الذي يعتري المتهم حينما يقف أمام القاضي؟ أم هو من نوع الطف؟ إذا كان من النوع الأول، فقد يقول قائل: أنا لم أرتكب ذنبًا فلا معنى أن أخاف من الله، لأن الخائف أمام القاضي هو من ارتكب ذنبًا، وإذا كان بريئًا فلا داعي للخوف، غير أن الخوف من الله هو من نوع آخر، أنه خوف ناتج عن معرفة.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 47.
_ القرآن يزيد الإيمان
{وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً} الإيمان في القلب ينمو، مثل بذرة تنمو وتتحول إلى نبتة ثم شجرة ذات جذور ضاربة في الأرض، بحيث لا يمكن اقتلاعها. الإيمان لا معنى له إذا كان مثل ماء راكد لا حراك فيه الإيمان المتزعزع... الإيمان الذي يتزلزل ويتناقص على أثر هزّة أو نَزَق مراهقة أو غيرها يمكن أن يُقتلع في يوم من الأيام. المؤمن الصادق الحقّ ليس كذلك، إذ إن قلبه يتلقى الكلمة الصادقة، والموعظة الصائبة بتفكّر وتدّبر فيزداد إيمانًا.
ومما تفيده هذه الآية الكريمة أيضًا أن إيمان الإنسان يزداد بتلاوة القرآن الكريم.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 48.
_ التوكل على الله
{...وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} من خصال المؤمنين التوكل على الله سبحانه. ما هو التوكل؟ هل يعني الوقوف مكتوفي الأيدي، وإيكال الأمر إلى رب العالمين؟ لا، ليس هذا معنى التوكل، من لا يسخر طاقاته لأداء ما عليه من تكاليف والتزامات ومسؤوليات، وينتظر المعجزة الإلهية، فليس بمتوكل.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 48.
_ مسؤوليتنا تجاه الكون
من خصال الإيمان التفكير في الكون والحياة، والخروج من هذا التفكير بنتيجة هي أن خلق السماوات والأرض كان وفق نظام وهدف يستوجب مسؤولية وسلوكًا خاصًا ينسجم مع هذا النظام، ومَن خرج عن هذا النظام فإنه مهزوم لا محالة، إذ لا يوجد في الكون من يحميه وينصره: {رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ}.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 59.
_ لبّ الإيمان العمل
لسنين طويلة جرت محاولات إشاعة فكرة الإسلام بدون عمل، والإيمان بدون عمل وأن دليل الإيمان يكمن في القلب لا بالعمل، بينما القرآن الكريم يكرر القول أن لطف الله سبحانه لا يناله إلا العاملون، وغير العاملين ليسوا بمؤمنين: {وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ}.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 65.
_ شرط نيل عطاء الإيمان
نعود إلى أنفسنا ونقول: نحن مؤمنون بالإسلام وبنبي الإسلام وبإمامة أمير المؤمنين، فهل نحن ملتزمون بلوازم هذا الإيمان؟
إذا لم يكن إيماننا مقرونًا بالالتزامات العملية، فلا يمكن أن نتوقع أن ينالنا عطاء الإيمان. يقول سبحانه: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} الإيمان غير المقرون بالالتزام، والذي لا يدفع إلى نصرة المؤمنين، فليس عطاؤه مضمونًا، وليس من طبيعة الكون أن ينصر صاحبه.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 64.
_ المستلزمات العملية للإيمان
{فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} ارتبطوا بالله عن طريق الصلاة، وحاربوا شُح نفسكم بإيتاء الزكاة، واعتصموا بالله واعتمدوا عليه ولا تخشوا أحدًا إلا الله. فهو مولاكم وسيدكم وحارسكم.
الالتزام بالصلاة والزكاة والاعتصام بحبل الله من المستلزمات العملية للإيمان، وفي الآيات الأخيرة من سورة الأنفال يتكرر التأكيد على هذه الالتزامات.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 67.
_ الالتزام دائمًا وفي كل الظروف
ثمة مسألة هامة في حقل الإيمان هي إن التزام الفرد المؤمن بإيمانه ثابت لا يتغير بتغير هوى ذلك الفرد، أي أن لا يكون إيمانه مرتبطًا بمصالحه الشخصية الضيقة، يلتزم بالإيمان متى ما اقتضت تلك المصلحة أن يكون مؤمنًا، ومتى ما تعارضت مصالحه مع الإيمان يتخلى عن الالتزام.
وهنا نشير إلى أن المقصود بالمصلحة الذاتية هي المصلحة العدوانية التي تدفع الإنسان إلى أن يضحي بالمصالح العامة من أجل مصلحته، والقرآن يصرح بأن مثل هؤلاء ليسوا مؤمنين.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 71.
_ الدين مفتاح الوعي والفھم
{وَلَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ.} إنه الدين الذي يكافح ما كان عَقَبةً أمام العقل والفهم والوعي. هذا هو الدين.. إنه الصحوة والوعي والفهم والتعقّل لا كما قال بعضهم: "الدين أفيون الشعوب". تخدير الناس وإبعادهم عن قواهم العقلية وعن وعيهم ليس من الدين بشيء.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 73.
_ ھدف الأنبياء
يقول أمير المؤمنين(عليه السلام) يقول في حديثه عن هدف بعثة الأنبياء(ع): "ويثيروا لهم دفائن العقول" أي تفجير الطاقات الفكرية، وإزالة ماران عليها من ركام العصبيات والأوهام وآثار الاضطهاد. وكل ما كان عائقًا أمام هذا الهدف فهو يتعارض مع هدف الأنبياء.
مشروع الفكر الإسلامي في القرآن، الإمام السّيد علي الخامنئي (دام ظلّه)، ص: 73.
كتاب "مشروع الفكر الإسلامي في القرآن"مقسم إلى 5 عناوين:
1- المقدمة.
2- الإيمان.
3- التوحيد.
4- النبوة.
5- الولاية.
تلخيص الجلسة الأولى: الإيمان
_ منهج المسلم ليس الانعزال عن السّاحة الاجتماعيّة، فهو مقرون بمسؤولية تجهيز نفسه بالتّقوى لإنقاذ الآثِمين.
_ لا يمكن أن يكون الشّخص مطيعًا لله سبحانه وتعالى إذا لم يلتزم بلوازم هذه الطّاعة: وهي الالتزام بما جاء به الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) في رسالته.
_ رحمةُ الله لا بدّ أن تسبقها طاعة الله ورسوله، والطّاعة تتجلّى في المؤمنين الّذين يُحَكِّمون الرسالة الإلهيّة في أمورِهم.
_ من علائِم المتّقين الّتي يُجازى عليها خيرًا:
1- الإنفاق: أي البذل في سبيل سدّ حاجةٍ حقيقيةٍ.
2- كظم الغيظ: أيّ عدم الانسياق وراء الأحاسيس بل تحكيم العقل.
3- العفو: أي التغاضي عما صدر من النّاس من زلّات.
تلخيص الجلسة الثانية: الإيمان
_ الإيمان ما وَقَر في القلب من ارتباط فكريّ وعقائديّ ونفسيّ بمصدرٍ معيّنٍ، وليس هذا فحسب، بل لا بدّ أن يُصدِّقه العمل، وأن يقترن بما يفرضه من التزام.
_ الخوف من الله هو خوفٌ ناتجٌ عن معرفة. حين يقف الإنسان أمام ذاتٍ عظيمةٍ وحقيقةٍ جليلةٍ فإنّه يُصاب بالرّهبة النّاتجة عن شعورٍ بالصّغر أمام تلك العظمة.
تلخيص الجلسة الثّالثة: الإيمان الواعي
_ الإيمان في الإسلام لا يكون عن تقليد أو تعصّب، فمِثل هذا الإيمان لا قيمة له في ميزان الدين المبين، وهو عُرضة للزّوال والانحراف. لا بدّ من إيمانٍ راسخٍ قائمٍ على أساسِ وعيٍ كي يصمد أمام الشّبُهات.
_ من خصال الإيمان التفكّر في الكَون والحَياة، والخروج من هذا التّفكير بنتيجةٍ هي أنّ خلْق السّماوات والأرض كان وِفق نظامٍ وهدفٍ يستوجب مسؤوليةً وسلوكًا خاصًا ينسجِم مع هذا النّظام.
تلخيص الجلسة الرابعة: الإيمان وليد الالتزامات اليومية ومصاحبها
_ لا يؤيّد القُرآن كلّ لونٍ من الإيمان. فهو لا يؤيّد الإيمان المجرّد الّذي لا تَظهر آثارُه على جوارح المُؤمن وأعضائه، فلا قيمةَ لهذا الإيمان في المَنظور الإسلاميّ. فإذا لم يكُن إيمانُنا مقرونّا بالالتزامات العمَليّة فلا يمكن أن نتوقّع أن ينالنا عطاءُ الإيمان.
_ يجبُ أن يكونَ العملُ في سبيل الله على رأسِ قائمةِ أعمالِنا واهتماماتنا، ولا ينبغي أن نَغرق في الأعمال اليَوميّة والهُموم الصّغيرة وننسى مسؤوليّاتنا أمامَ ربّ العالمين.
_ مهما عَظُمت المسؤوليّة فهي على مُستوى ما منحهُ الله للإنسان من طاقاتٍ، فلا يكلِّفهُ فوقَ طاقته.
برامج
2112قراءة
2024-05-04 10:12:55