الطبيعة التصنيفيّة للموهبة
بشكلٍ عام، كان من الصعب المعرفة بدقّة سبب اعتبار بعض السلوكيّات غير العاديّة متميّزة، في حين أنّ بعضها لا يعتبر كذلك، فالكثيرون يعتمدون على إعتقاداتٍ عامّةٍ سريعة الزوال، تكون نتيجةً لقواعد منطقيّة أو نتيجةً لمشاعرنا الداخليّة في ما يخصّ الموهوبين.
لذلك قد تمّ تقسيم الموهوبين بطريقةٍ موسّعةٍ إلى:
مواهب نادرة - مواهب فائضة - مواهب نسبيّة - ومواهب شاذّة.
أ- المواهب النّادرة: وهم الأفراد الذين بدعمٍ قليلٍ منّا لهم يجعلون الحياة أكثر سهولةً وأمنًا وأسلم صحّيًّا وأكثر وضوحًا، ومثال على ذلك مساهمات "جونيس سالك" (Joneas Salk) في اكتشاف لقاح شلل الأطفال، أو مساهمات "فرويد" (Froid) في عرض اقتراح نظريّته الثوريّة في الصحة العقليّة. وكذلك الحال مع "ابراهام لينكلون"(Abraham Lincoln) في قيادته السياسيّة... إنّ هذه المساهمات قلّما تتكرّر ولكنّها إذا ما تكرّرت مثّلت في دورها نموذجًا للمواهب النادرة.
ب- المواهب الفائضة: وهم الأفراد الذين يملكون قدراتٍ نادرةً لإثارة وإنعاش أحاسيس الناس ورفعها إلى مستوياتٍ راقيةٍ من خلال الإنتاج العظيم في الفنّ، الأدب، الموسيقى، أو الفلسفة.
وإنّ مصطلحَيْ المواهب النادرة والمواهب الفائضة لا يعطيان حكمًا تقييميًّا على أنّ شخصًا متميّزًا أكثر من الآخر، فهما يختلفان قليلاً في نوع إعجاب المجتمع أكثر من كميّة إعجابه.
ج- المواهب النسبيّة: وتتمثّل في شخصٍ متخصّصٍ ذي مهاراتٍ عالية المستوى يعمل على تزويد السلع والخدمات التي يكون منها التسويق محدودًا، ويمثّل هذا النوع من الموهوبين: الأطبّاء، المحامون، المعلّمون، المهندسون، الفنّانون التجاريّون، ورجال الأعمال التنفيذيّون الذين يمتلكون مهاراتٍ عاليةً في هذا المجال.
د- المواهب الشّاذة: وهم الأفراد الذين لا يقيّمهم المجتمع بشكلٍ خاصٍّ، أو حتّى يُعتبر بعضهم أفرادًا يفتقدون للقيم، مع أنّ أداءهم على الكثير من المهارات يعدّ نوعًا من النجاح أو التفوّق، ومثال على ذلك القراءة السريعة جدًّا والقيام بعمليّاتٍ حسابيّةٍ معقّدةٍ بشكلٍ أسرع من الكمبيوتر؛ أو مثلاً استخدام يدٍ واحدةٍ في اللعب بثلاث كراتٍ في الهواء... وغالبًا ما تركّز المدارس على تطوير بعض المواهب الشاذّة لدى الطلّاب، خصوصًا تلك التي تقلّل من الخوف وتبني الأخلاق كالرياضة والموسيقى العسكريّة والنوادي الاجتماعيّة.
• مفهوم التميّز:
أشارت نتائج الدراسات التي ركّزت على مفهوم التميّز الى ما يلي:
1- إنّ التميّز ليس مفهومًا واحدًا، بل أنواعٌ عديدة.
2- هنالك نوعان من التميّز هما:
أ-التميّز الدراسي: وهو الذي - كما ذكرنا سابقًا- يقاس باستخدام معامل الذكاء أو اختبارات القدرة المعرفيّة أو اختباراتٍ لترشيح الطلاب لبرامج خاصّة.
ب- الإنتاج الإبداعي المتميّز: وهو الذي يصف أبعاد النشاط الإنساني ويتضمّن تطوير مواد أصليّة تخدم المجتمع وتقدّم له الفائدة.
وبالعودة الى مفهوم التميّز، نقول إنّ التميّز يتكوّن في مرحلة الطفولة أو المراهقة من استعدادٍ نفسيٍّ وانجازٍ متفوّقٍ في سنين التكوين الأولى ومستوًى عالٍ من التحصيل والإنجاز في مرحلة الرشد. وقد يلعب الحظّ دورًا كبيرًا في تطوير التميّز، وتلعب المدرسة والأسرة أكبر الأدوار في تلبية احتياجات المتميّزين.
• مفهوم الإبداع:
يتمثّل بوجود خصائص أساسيّة: الطلاقة، المرونة والأصالة في التفكير بالإضافة الى الإنفتاح على الخبرات الجديدة والمختلفة، سواء أكانت أفكارًا، تصرفاتٍ، مشاعرًا، مغامرةً، فضولاً، أو دقّة المفاضلة والموازنة بين الأشياء، وإدراك الخصائص الجماليّة للأفكار والأحداث والأشياء بغضّ النّظر عن الحساسيّة للتفاصيل، والإهتمام بها، وإذا ما اختصرنا كل هذا بجملة "فالإبداع هو عمليّة الإتيان بها".
• الموهبة في مجال الفنون البصريّة:
إنّ المواهب التي تظهر في مرحلة الطفولة تبلور الخبرات التي تحدث بعدها. ويظهر ذلك في مجالَيْ الموسيقى والرياضيّات بشكلٍ أكبرٍ في مجال الفنون، فمن بين سبعة موهوبين فنّيًّا شملتهم الدراسة، وُجد أنّ هناك فنّانَين اثنَين فقط تبلورت خبراتهم، كما أنّ هناك فنّانَين اثنَين فقط وُجدَت عندهم الموهبة وهم أطفال. وربما يعود السبب في ذلك إلى أنّ الثقافة بشكلٍ عام تشجّع الموهبة في الرياضيّات والموسيقى أكثر من موهبة الفنون في مرحلة الطفولة.
فنون
1672قراءة
2016-01-13 08:20:33