12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

تنمية المجتمع >> الدور الإجتماعي للسيدة الزهراء (ع)

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

الدور الإجتماعي للسيدة الزهراء (ع)

كل زمان له متطلباته وتقنياته، وأطر نشاطه. وإنما يطالب كل من الرجل والمرأة ويحاسب وفقا لذلك، ويتم تقويم نشاطاته أيضا على هذا الأساس، من حيث حجم تأثيرها في الواقع الإسلامي كله .

وبالنسبة لعصر النبوة، فإن تعليم الزهراء القرآن للنساء، وتثقيفهن بالحكم الشرعي، وبالمعارف الإلهية الضرورية. ثم مشاركتها الفاعلة والمؤثرة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى في المواقع المختلفة، حتى في المباهلة مع النصارى. ثم دورها الرائد في الدفاع عن القضايا المصيرية، ومنها قضية الإمامة. ثم خطبتها الرائعة في المسجد، التي تعتبر مدرسة ومعينا يرفد الأجيال بالمعرفة.. هذا، عدا عن إسهامها المناسب لشخصيتها ولقدراتها، ولظروفها في حروب الإسلام المصيرية . وعدا عن طبيعة تعاملها مع الفئات المحتاجة إلى الرعاية كاليتيم، والأسير، والمسكين، وهو ما خلده الله سبحانه قرآنا يتلى إلى يوم القيامة. وأعظم من ذلك كله.. موقفها القوي والمؤثر، الذي وظفت فيه حتى فصول موتها ودفنها لصالح حفظ ثمرات الجهاد، في سبيل قضية الإسلام الكبرى، تماماً فعلته ابنتها زينب (ع) في نطاق حفظها القوي والمؤثر لثمرات الجهاد والتضحيات الجسام للإمام الحسين عليه السلام وصحبه في كربلاء.. نعم، إن ذلك كله، ونظائره، يدل على أن الزهراء (عليها السلام)، قد شاركت في العمل الإنساني، والإجتماعي، والسياسي، والثقافي، والإيماني بما يتناسب مع واقع وحاجات وظروف عصرها. وفي نطاق أطر نشاطاته، وفقاً للقيم السائدة فيه.. وقد حققت إنجازات أساسية على صعيد التأثير في حفظ الدعوة وفي نشرها وتأصيل مفاهيمها وسد الثغرات في مختلف المجالات التي تسمح لها ظروف ذلك العصر بالتحرك فيها.

 

وهنا الذي حققته قد لا يوازيه أي إنجاز لأية امرأة عبر التاريخ، مهما تعاظم نشاطها وتشعبت مجالاته وتنوعت مفرداته لأنه استهدف تأصيل الجذور. فكان الأبعد أثرا في حفظ شجرة الإسلام، وفي منحها المزيد من الصلابة والتجذر والقوة. وفي جعلها أكثر غنى بالثمر الجني والرضي والهني.. فيتضح مما تقدم: أن الاختلاف في مجالات النشاط وحالاته، وكيفياته بين عصر الزهراء عليها السلام وهذا العصر، لا يجعل الزهراء في دائرة التخلف والنقص والقصور. ولا يجعل إنجاز المرأة في هذا العصر أعظم أثراً، وأشد خطراً. حتى ولو اختلفت متطلبات الحياة، واتسعت وتنوعت آفاق النشاط والحركة فيها.. لأن من الطبيعي أن يكون عصر التأصيل لقواعد الدين. والتأسيس الصحيح لحقائق الإيمان، وقضايا الإنسان المصيرية هو الأهم والأخطر، والإنجاز فيه لا بد أن يكون أعظم وأكبر..

 

تنمية مجتمع
1292قراءة
2016-01-06 13:26:26

تعليقات الزوار


تنمية مجتمع