12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

أنشطة الجوالة والدليلات >> الاختلاط

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis


الاختلاط


مقدمة


إن الاختلاط بشكل عام هو أرض خصبة للوقوع في الكثير من الانحرافات السلوكية والنفسية، التي قد تستدرج الإنسان على هذين المستويين ليجد نفسه في لحظة ما قد فقد كل الدفاعات النفسية التي تقف في وجه وسوسات الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وأصبح صريــــعاً تحت سلطة إبليـــــس اللعين بعيـــــــداً عن الرحمة الإلهية، فمثل هذه الساحات المختلطة هي في الحقيقة من الأهداف السهلة التي يصوب إليها إبليس وجنوده كل ما بحوزتهم من أسلحة وفتن وزخارف وأوهام لعلّهم ينالون من الإنسان ويتحقق هدف إبليس الّلعين:
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}

من هنا كان للاختلاط خطورته الخاصة التي تحتّم معرفة الحدود الشرعية التي تمنع الإنسان من الوقوع في شرك إبليس وجنوده، وتؤمن له الحماية والحصانة الكافية ليبقى عزيزاً في هذه الدنيا فائزاً في الآخرة.

معنى الاختلاط

المقصود من الاختلاط هو اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد، سواء في بيت أو سوق أو طريق... فكل لقاء لأحد الجنسين مع الآخر هو نوع من أنواع الاختلاط.
والاختلاط إذا فسّرناه بهذا المعنى الواسع هو بالتأكيد متعسر بالنّسبة للمجتمع عموماً، لأن الإنسان يعيش عادة في مجتمع مختلط ولأفراده حاجات متبادلة يعسُر معها فرض عزلة الرجال عن النساء بشكل كامل، بل نجد الاختلاط موجوداً حتى في بعض الأمور الشرعية الأساسية كالحج، وكذلك الجهاد كما يستفاد من سيرة النبي الأعظم (ص) حيث كان يُخرج معه النساء لمداواة الجرحى ولسقي الماء ونحو ذلك...

تقليل الاختلاط

إنّ كون الاختلاط ضرورة في بعض جوانبه لا يكفي للاستسلام له وقبوله على كل حال، لأنّ الضرورات تقدّر بمقدارها، لذلك ينبغي تقليل الاختلاط إلى أقل حد ممكن كما أرشدنا القرآن الكريم في قصّة كليم الله موسى (ع) وابنتي نبيّه شعيب (ع)، يقول تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}


الخلوة المحرمة

حرّمت الشريعة المقدسة نوعاً من الاختلاط وهو الاختلاط الذي يصل إلى حدّ الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبيين، ضمن شروطٍ يذكرها الإمام الخميني (قده) «إذا اجتمع الرجل والمرأة في محلة خلوة، بحيث لم يوجد أحد هناك، ولا يتمكن الغير من الدخول، فإن كانا يخافان الوقوع في الحرام فيجب أن يتركا المكان».
ويكفي أن يكون الحرام بمقدار النظرة المحرمة، فمثل هذه الخلوة محرمة بنفسها، وفي الرواية عن الإمام علي (ع): «لا يخلو بامرأة رجل، فما من رجل خلا بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما».
وعن الإمام الصادق (ع): «أخذ رسول الله (ص) على النّساء أن لا ينُحن ولا يخمشن ولا يقعدن مع الرجال في الخلاء».

ضوابط الاختلاط الحلال

إذا لم تحصل الخلوة فالاختلاط ليس محرماً بنفسه ولكن هذا لا يعني عدم وجود حدود شرعية...
وهناك العديد من الحدود التي يجب أو ينبغي الالتفات إليها واجتنابها عند اختلاط الرجل بالمرأة نشير إلى بعضها:

1. اللمس والمصافحة:
إن الّلمس والمصافحة من المفاسد المتعلّقة بحاسة اللمس، فيحرم لمس بشرة الأجنبيّة، وقد ورد عن رسول الله (ص): «من صافح امرأة حراماً جاء يوم القيامة مغلولا ثم يؤمر به إلى النار».
والحرمة من الطرفين، أي يحرم على الرجل أن يصافح المرأة وكذا يحرم على المرأة أن تصافح الرجل.

2. الإمعان في النظر:
يقول تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (31) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} .
فعلى المؤمنين والمؤمنات أن يغضّوا من أبصارهم، ومعنى الغضّ في اللغة: الخفض والنّقصان من الطرف، وغضّ البصر يعني عدم التحديق والإمعان في الشي‏ء.
وعن الإمام الصادق (ع): «النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة»
وعنه (ع): «النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة».
وأما إن كانت النظرة بشهوة فتحرم حتى النظرة الأولى.

3. المزاح وكثرة الضحك:
ينبغي أن يحافظ الشابّ على رصانته عند الاختلاط ولا يُطلق العنان لنفسه ليظهر وكأنه ذو شخصيّة خفيفة تميل مع الأهواء بسهولة، وكثرة المزاح والضحك هو من أكثر الأمور التي تظهر خفّة الرّجل وعدم رصانته في هذا المجتمع المختلط، لذلك نجد الرواية عن رسول الله (ص) : «من فاكه امرأة لا يملكها حبسه الله بكل كلمة في الدنيا ألف عام».
فالمزاح يرفع الحواجز النفسية ويمهد الطريق أمام أي انزلاق محتمل.
قال أبو بصير: كنت أُقرئ امرأةً وأُعلِّمها القرآن فمازحتها بشي‏ء، فقدمتُ على أبي جعفر (ع) فقال لي: أيُّ شي‏ءٍ قلت للمرأة؟ فغطّيت وجهي، فقال (ع) : «لا تعودنّ إليها».
هذه هي الحدود الأساسية التي ينبغي مراعاتها عند الاختلاط.

برامج
2376قراءة
2015-11-15 16:37:18

تعليقات الزوار


mariam