12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المقالات التربوية >> قاموس كلماتنا  (كلماتٌ نقتلهم بها)

قاموس كلماتنا 
(كلماتٌ نقتلهم بها)

 

في عالم التواصل اليوميّ، تلعب الكلمات دورًا حاسمًا في تشكيل تصوّرات الأفراد وثقتهم بأنفسهم. في هذا المقال، ن ستعرض بعض العبارات الشائعة التي قد نستخدمها دون وعيٍّ والتفاتٍ منّا، والتي تحمل في طيّاتها تأثيراتٍ سلبيّةً على المتلقّين لها.  هذه العبارات، التي تبدو بريئةً في ظاهرها، قد تساهم في إضعاف الثقة بالنفس، وزرع مشاعر الدونيّة، وخلق حواجز نفسيّةٍ بين القائد وأفراد مجموعته، فمثلًا:

1- قولك له: "عندما كنت في عمرك". 
هذه المقارنة بين الفرد وقائده تضعف ثقته بنفسه، وتحطّ من قدره، وتولّد في نفسه شعورًا بعدم الكفاءة.
فعندما يغرس القائد في ذهن أحد أفراد مجموعته، هذه الآليّة القائمة على المقارنة، تصبح في ما بعد الوقود المحرّك لعقدة الدونيّة عند الفرد.
وهنا قرّروا موقفكم، إذا أردتم أن يحقّق الفرد ذاته، وأن يشعر بالراحة، فلا تعيقوا استعدادته الشخصيّة بالمقارنات.
 

2- قولك له: "أنت الأكبر، يجب أن تكون القدوة في مجموعتك".
التضحية التي تُطلب من الأكبر حيال أصدقائه في المجموعة، تولّد الاستياء والمشاكل لديه، إذ تفرض عليه مسؤوليّةً لم يطلب تحمّلها. فيغيب عن بال القائد أنّ هذا الفرد هو أيضًا أحد عناصر هذه المجموع ة.
هذه المسؤوليّة غالبًا ما تترافق مع الشعور بالذنب، وهو شعورٌ لن يتمكّن أبدًا من التخلّص منه.
ولذلك لا تطلبوا أبدًا من الأكبر في المجموعة أن يكون القدوة والمثال لأصدقائه، ولكن تكلّموا عنه متّخذين إيّاه كمثالٍ كلّما استحقّ ذلك.
فكلّما كافأتموه، وأثنيتم عليه يشعر بارتفاع قدره في أعين أصدقائه.

ويمكن الطلب منه أن يشارك الأصغر منه في ما لا يعرفه كأن يُقال له: "إذا أردت، يمكنك أن تشرح لزميلك كيف يقوم بذلك، فأنت تقوم بها بشكلٍ ممتازٍ".

 
3- قولك له: "ستفهم عندما تصبح كبيرًا".
يطرح بعض الأفراد سؤالًا في موضوعٍ معيّنٍ، مثلًا: "كيف هو شكل الخالق؟" فيجيب القائد بعبارة: "ستفهم عندما تكبر، أو لا يمكنك أن تفهم".
هذا المستوى من العبارات، ي نزل الفرد إلى مستوى الغباء.
بهذه الكلمات، ن كبت فضوله الطبيعيّ، وتعبّر هذه الصيغة الكلاميّة عن رفض اعتباره كائنًا يتمتّع بالذكاء، وتُدخل في ذهن الفرد فكرة أنّه لم يصبح بعدُ كبيرًا بما فيه الكفاية ليطّلع على سرّ الخالق، ولأنّه صغيرٌ، ينبذه الكبير.
وهنا يمكن تبسيط المفهوم ب الشكل الذي يجعله مقبولًا للمستوى العقليّ للفرد، كي لا يلجأ إلى مصادر أخرى، تأخذه إلى أماكن غير مرجوّةٍ.

 
4- قولك له: "انظر في عيني عندما أتحدّث معك".  
إذا أجبرتم فردًا على أن ينظر في عينيكم لتأنيبه، سيضع بالتالي حاجزًا بينه وبينكم، وإذا تكرّر الموضوع أكثر ممّا ينبغي، سيبني جدارًا شاهقًا لا يمكن تجاوزه، ليحمي نفسه منكم، فتخسرونه بالنتيجة. 
هذا بالإضافة إلى النعوت والعبارات التي نبتكرها ونختار بعضًا منها لنلقّبهم بها: "يا قصير تعا لهون - إنت ما بتفهم - عقلك وين - بعمرك ما رح تكبر - أعمى - أطرش...".

  
 
في الختام،
الكلمات التي نختارها تحمل قوّةً كبيرةً في تشكيل هويّة الأفراد وتأثيرهم على محيطهم.
إ نّ إدراكنا لتأثير هذه الكلمات وكيفيّة استخدامها بشكلٍ إيجابيٍّ يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في بناء بيئةٍ داعمةٍ ومحفّزةٍ.
بدلاً من استخدام العبارات التي تثبّط العزيمة وتزرع الشكّ في النفوس، يجب أن نركّز على التعابير التي تعزّز الثقة، وتحترم شخصيّة الفرد، وتساهم في تنمية مهاراته وقدراته. لنعمل معًا على خلق تواصلٍ أكثر وعيًا، حيث تكون الكلمة أداة بناءٍ وليست سلاحًا يجرح أو يحدّ من الطموح.  

أمانة برامج الإختصاصات
1670قراءة
2016-08-11 14:50:18

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا