أسباب العنف التربوي
1- الجهل التربويّ بتأثير أسلوب العنف، يحتلّ مكان الصدارة بين الأسباب، فالوعي التربويّ بأبعاد هذه المسالة أمرٌ حيويٌّ وأساسيٌّ في خنق ذلك الأسلوب واستئصاله.
2 -إنّ الأسلوب يُعدُّ انعكاسًا لشخصيّة المعلّم بما في ذلك جملة الخلفيّات التربويّة والاجتماعيّة التي أثّرت عليهم في طفولتهم. أي انعكاسٌ لتربية التسلّط التي عاشوها بأنفسهم عندما كانوا صغارًا.
3- إنّ ما يعزّز استخدام الإكراه والعنف في التربية، هو الاعتقاد بأنّه الأسلوب الأسهل في ضبط النظام والمحافظة على الهدوء، ولا يكلّف الكثير من العناء والجهد.
4- بعض التربويّين يدركون التأثير السلبيّ للعقوبة الجسديّة؛ فيمتنعون عن استخدامها، لكنّ ذلك لا يمنعهم من استخدام العقاب المعنويّ من خلال اللجوء إلى قاموس المفردات النابية ضمن إطار التهكّم والسخرية والاستهجان اللاذع، والعقوبة النفسيّة أثرها في النفس أقوى من العقوبة الجسديّة بكثير.
هذا المقال يهدف للارتقاء بعمليّة التعليم والعلاقات الداخليّة في المدرسة، وللتخفيف من حدّته من خلال بثّ الوعي في المجتمع عامّةً، وتفعيل عمليّة التعلّم كمقدّمةٍ لتربيةٍ مدنيّةٍ تقوم على الحوار.
وليس من الصعب معرفة أنّ هذه الظاهرة هي من نتاج تراكمٍ معرفيٍّ وثقافيٍّ منذ أمدٍ طويلٍ أصاب المجتمع والمدارس، وهي قائمةٌ على بقاء أنواعٍ من العلاقات العنيفة داخل مدارسنا، وهي ظاهرةٌ عالميّةٌ، فنحن نناقش قضيّةً إنسانيّةً تهمّ ملايين البشر، تلك الأسرة التربويّة التي تشكّل معظم أفراد الشعب. ولمّا كان التربويّون جزءًا من الحياة، فقد اكتسبوا عادات العنف من حياتهم التي اضطربوا فيها حينما كانوا أطفالًا قبل المدرسة، وطلبةً، وباحثين، ومعلّمين، ومديري مدارس، وقائمين على مؤسّسة التربية والتعليم.