نظريّات القيادة
من خلال دراسة صفات وسمات القائد وخصائصه، برزت عدّة نظرياتٍ تحاول دراسة القيادة والقائد، فكان هناك عددٌ كبيرٌ من النظريّات نذكر أبرزها وأشهرها:
• نظريّة السِّمات
يعتقد أصحاب هذه النظريّة، أنّ القائد لا يمكن صناعته بل يولد قائدًا، أي أنّ هناك عدّة خصائصٍ وسِماتٍ تولد معه فتجعله قائدًا، فالشخص الذي لا يمتلك سماتٍ ومواصفاتٍ قياديّةً، لا يمكنه أن يصبح قائدًا، لذلك اتّجه أصحاب هذه النظريّة إلى دراسة بعض السِّمات والمواصفات التي يمكن أن تجعل من الشخص قائدًا، وأوّلها الخصائص الجسمانيّة كالطول والوزن والقوّة، وكذلك الخصائص العقليّة كقوّة الإدراك والذكاء والقدرة على التنبّؤ، والطلاقة في الكلام، والقدرة على صناعة القرار واتخاذه، والصفات الانفعاليّة كالثقة بالنفس والقدرة على ضبط الانفعالات، والصفات الإجتماعيّة كالتعاون ومساعدة الآخرين، وحسّ الدعابة، والتواضع والقدرة على العمل مع الفريق... والصفات الشكليّة كحُسن المنظر، والترتيب...
هذه النظريّة تقوم على توافر الصفات والسِّمات القياديّة في الشخص، لكنّها لم تلقَ رواجًا، فليس بالضرورة أن يكون الطويل قائدًا أو حتّى القصير، فيمكن للطويل والقصير والمتوسّط أن يكون قائدًا، وينطبق الحال على بقيّة المواصفات والسِّمات المذكورة.
• نظريّة الرجل العظيم
تعدّ هذه النظريّة من أوائل النظريّات التي تحدّثت عن القيادة، واعتمد أصحابها على أنّ هناك بعض القادة لن يكرّرهم التاريخ يمتلكون مواصفاتٍ وقدراتٍ عظيمةٍ تؤثّر في جماعاتهم، وتُحدِث تغييراتٍ في مجتماعاتهم، ولكن هذه النظريّة كغيرها تعرّضت للانتقادات، بحيث أنّ نفس القادة اللذين نجحوا في التأثير في جماعاتهم فشلوا في قيادة جماعاتٍ أخرى، وكذلك الأمر في حال اختلفت الظروف قد لا ينجح في التأثير في مجتمعه.
• النظريّة السلوكيّة
اعتمدت هذه النظريّة على تقديم منهجٍ مغايرٍ عن النظريّتين السابقتين في دراسة القيادة، فاعتبرت أنّ هناك مجموعةً من السلوكيّات وليس السِّمات التي تتوفّر في القائد أو يتصرّفها القائد تجعل منه قائدًا مهما تغيّرت المواقف والظروف، ومن هذه السلوكيّات التركيز على سلوك القائد وكيفيّة تأثّره وتأثيره بالأتباع، وركّزت النظريّة أيضًا على دراسة المهمّة الموكلة للقائد والتي ساعدت ليُظهر قدراته والتي جعلت منه قائدًا، وكذلك ركّزت على مبدأٍ أخيرٍ، ألا وهو الأتباع ومدى تأثّرهم بالقائد وتعاملهم معه لإنجاح العمل.
• النظريّة الموقفيّة
تفترض هذه النظريّة أنّ القائد لا يمكن اكتشافه أو لا يمكن أن يظهر كقائدٍ إلا إذا توفّر الموقف المناسب، والظروف الملائمة، والبيئة المناسبة، لإظهار قدراته ومهاراته، وهذه النظريّة لا تحدّ القيادة بأفرادٍ معيّنةٍ بناءً على السِّمات أو السلوك بل تجعل من القيادة عامّةً ، يستطيع أيّ فردٍ أو شخصٍ أن يكون قائدًا في حال توافرت الظروف والبيئة والموقف المناسب، وترتكز هذه النظريّة على سمات القائد وعلاقته مع الأتباع وطبيعة الموقف.
• نظريّة القيادة التفاعليّة
تعتبر هذه النظريّة استكمالًا للنظريّة السابقة من حيث أنّ هناك تفاعلًا حاصلًا بين القائد ومحيطه، والظروف التي وُجد فيها وكيفيّة تفاعله مع مجتمعه، والعناصر المحيطة من موارد بشريّةٍ وماديّةٍ... ويقوم مبدأ هذه النظريّة على أنّ القائد ليس مسيطرًا على أتباعه بل يعمل معهم ويتفاعل معهم.
أمانة برامج الإختصاصات
990قراءة
2021-05-30 13:44:32