الصَّلَاةُ حَدِيثُ الْعَاشِقِينَ
«حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ»
سورة البقرة، 238.
إِنَّ الْحُبّ هُوَ أَسْمَى وَأَرْفَعُ الْمَشَاعِرِ فِي الْوُجُودِ. وَعِنْدَمَا نَسْمَعُ نِدَاءَ مَنْ نُحِبّ نُهَرْوِل لِتَلْبِيَةِ النِّدَاءِ، كَيْفَ إذا كَانَ نِدَاءُ الْمَعْشُوقِ الأزليّ. نَعَمْ، إِنَّهُ أَذَانُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَةِ، هُوَ نِدَاءُ الْحُبِّ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى، لِنَأْتِيَ إِلَيْهِ خَاشِعِينَ طَائِعِينَ مُعَبّرِينَ فِي رُكُوعِنَا وَسُجُودِنَا عَنْ الْحُبِّ لَهُ، عَن الْخُشُوعِ وَعَنْ الاعتراف بِأَنَّ الْوُجُودَ مُتَفَرِّقٌ لَهُ وَحْدَهُ.
عَلَيْنَا أن نَعْلَمَ أَنّ:
1- أَوّلَ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ العَبدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هو الصَّلَاةُ، إنْ قُبِلَتْ قُبِلَ مَا سِوَاهَا وَإِنْ رُدّتْ رُدَّ مَا سِوَاهَا.
2- الصَّلَاةُ لَيْسَتْ رُكُوعًا وَسُجُودًا. إنما هِيَ كَلَامُ الْعَبْدِ مَعَ رَبِّهِ، هِيَ طَلَبُ الْعَوْنِ وَالتَّوْفِيقِ وَالْعِشْقِ الْحَقِيقِيِّ مِنْهُ وَلَهُ.
3- فَعَلَيْنَا أن نَتَأَنّى بِقِرَاءَةِ آياتها وَأَذْكَارِهَا لِتَصِلَ لِلْمَعْشُوقِ خَالِصَةً وَمَقْبُولَةً.
4- أَقْبِلُوا بِقُلُوبِكُمْ فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ لِكَيْ تُقْبَلَ مِنْكُمْ وَلَا تُرَدَّ كَالَّذِينَ أَتَوْا لِلصَّلَاةِ فِي آخر وَقْتِهَا فَتُرَدّ مُسَوَّدَةً لَهُمْ.
5- ثَابِرُوا وَوَاظِبُوا عَلَى صَلَاةِ الْمُحِبِّينَ والأحرار لا صَلَاةِ الْوَاجِبِ وَالْعَبِيدِ.
عن الإمام الصادق عليه السّلام:
"كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السّلام يَقولُ لِأَصحابِهِ: مَن أقامَ الصَّلاةَ وقالَ قَبلَ أن يُحرِمَ ويُكَبِّرَ: يا مُحسِنُ قَد أتاكَ المُسيءُ، وقَد أمَرتَ المُحسِنَ أن يَتَجاوَزَ عَنِ المُسيِء، وأنتَ المُحسِنُ وأنَا المُسيءُ، فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتَجاوَز عَن قَبيحِ ما تَعلَمُ مِنّي، فَيَقولُ اللهُ تَعالى: مَلائِكَتِي اشهَدوا أنّي قَد عَفَوتُ عَنهُ وأرضَيتُ عَنهُ أهلَ تَبِعاتِهِ."
المصادر:
-فلاح السائل: 155 عن بكر بن محمّد الأزدي.
حَنَانُ حَيْدَرٍ.
أمانة برامج القادة
795قراءة
2021-09-06 13:30:03