هداة الأمم 2
|نشاط تفاعليّ عبر الانترنت|
مرحلة الجوّالة والدليلات
الغرض:
• يفهم دليلاً عقليًّا على ضرورة وجود الأنبياء عليهم السلام. (جوّالة: 2، دليلات: 2)
الطريقة:
- يرسل القائد الفيديو المرفق.
- يسأل القائد بشكل عشوائي الأفراد: "يمكننا التعرّف إلى الأنبياء عليهم السلام؟"
- يسأل القائد عن معجزات عددٍ من الأنبياء وصولاً إلى معجزة نبيّنا الأعظم(صلى الله عليه وآله)، ويأخذ بعض الإجابات.
المادة العلميّة:
معرفة الهادي
يمكننا التعرّف إلى الأنبياء من خلال وسيلتين:
1- إخبار النبي السابق: كما بشّر السيد المسيح (عليه السلام) بنبيّنا الأكرم (صلّى الله عليه وآله): {ومُبشرًا بِرَسُولٍ يأتي مِنْ بَعدِي اسْمُهُ أحمد}1.
2- المعجزة. فما هي المعجزة؟
- أمرٌ خارقٌ للعادة: أي لا يستطيع البشر الإتيان بمثله.
- في مقام التحدّي.
- مُصاحبٌ لدعوى النبوة: أي إذا جاء شخصٌ بأمرٍ خارقٍ للعادة دون ادعاء للنبوة فلا يُعدّ معجزةً؛ كالأولياء والعرفاء الّذين قد يأتون بخوارق العادات نتيجةً لمكانتهم المعنويّة، وهو ما يُسمّى بالكرامة.
أنبياء ومعجزات
أرسل الله عز وجل عددًا كبيرًا جدًا من الأنبياء والرّسل، وصل وفقًا لبعض الروايات إلى أكثر من خمس وعشرين ألف نبي. ولا بُدّ من أن تكون لكلٍّ منهم معجزةٌ تكفل تصديق قومه به. وقد اختلفت معجزات الرّسل والأنبياء تبعًا لاختلافِ الزمان، والقومِ الّذين بُعثوا إليهم، والأمورِ الّتي تشغل بالهم. كما أنّ المعجزات تعدّدت لدى الكثير من الأنبياء لإثبات الحجّة على كلّ النّاس ولتعزيز يقينهم بعد أيّ فتنة. إلا أنّ المعجزة الخالدة على مدار الأزمان والعصور هي معجزة نبيّنا الأعظم(صلى الله عليه وآله) أي القرآن الكريم والّذي من خلاله نُثبت معجزات الأنبياء السّالفين. ولئن كان الإعجازُ في معجزات معظم الأنبياء والرّسل ظاهرًا وواضحًا للناس، فقد يسألُ سائلٌ عن وجه إعجاز كتاب من بين الألوف من الكتب، ووُصِف بأنّه أعظم المعجزات. ولذلك نذكر بعضًا من السمات الإعجازيّة للقرآن الكريم:
1- خلود القرآن الكريم وصيانته من أيّ تحريف رغم كلّ المؤمرات على مدار العصور.
2- بلاغته الّتي حيّرت ألباب العرب، الّذين كانوا يتفاخرون بكونهم أرباب البلاغة والفصاحة، فإذا بالقرآن يتحدّاهم بالإتيان بسورة من مثله.
3- إتيانه من قبل رجلٍ معروفٍ بالأمّيّة بينهم، وفي ذلك يقول القرآن الكريم: {مَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إذًا لارْتابَ المُبْطِلُون}2.
4- عدم الاختلاف فيه، وقد وصف القرآن نفسه قائلاً: {وَلَو كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلافًا كَثِيرًا}3.
5- إخباره بالغيب: فقد أخبر القرآن الكريم عن طائفة من الحوادث والوقائع المستقبلية إخبارًا قطعيًا. وقد وقعت تلك الوقائع والحوادث فيما بعد بصورةٍ دقيقةٍ، كإخبار القرآنِ الكريمِ بانتصار الرُّوم على الفُرس: {غُلِبَتِ الرُّوم * في أدْنَى الأرضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنينَ لله الأمرُ من قبلُ ومن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المؤمنون}4.
6- إخباره عن أسرار الكون: فقد بيّن القرآن الكريم في آيات مختلفة ومتعدّدة وفي مناسبات متنوّعة أسرار عالم الخلق التي لم يكُنْ لدى البشر أيُّ علمٍ ولا إلمام بها كالكشف عن قانون الزوجية العامّة الّذي يُعدّ من مكتسبات العِلم الحديث. وقد تحدّث عنه القرآن الكريم في عصرٍ لم يكن فيه البشر يعرفون عنه أيّ شيء مطلقًا إذ قال: {وَمن كُلّ شيءٍ خَلَقْنا زَوْجَين لعلّكُمْ تَذَكَّرُون}5.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- سورة الصف الآية 6.
2- سورة العنكبوت الآية 48.
3- سورة النساء الآية 82.
4- سورة الروم الآيات 2-3.
5- سورة الذاريات الآية 49.