عصمة الصّفوة
|نشاط تفاعليّ عبر الانترنت|
مرحلة الجوّالة والدليلات
الغرض:
• يحدد مفهوم العصمة.
• يقدم دليلاً عقليًا على عصمة الأنبياء والأئمة عليهم السلام.
الطريقة:
- يرسل القائد الفيديو المرفق.
- يسأل القائد بشكل عشوائي الأفراد: "ما هي العصمة؟ وما هو الدليل العقلي على عصمة الأنبياء عليهم السلام؟"
المادة العلميّة:
العصمة
لفظ "العصمة" من مادة "عَصَمَ"، وفي اللغة بمعنى "المنع" و"الوقاية".
وعندما يُطرح لفظ "العصمة" بالنسبة للأنبياء أو أوصيائهم في المباحث العقائدية، فالمقصود عدة أنواع من الوقاية يتمتّع بها الهداة المصطفون من الله تعالى أهمها نوعان هما:
أ- الوقاية من الخطأ والاشتباه.
ب- الوقاية من المعصية والذنوب.
فالعصمة تُعرّف عادةً بأنّها:
1- ملكة نفسية قوية
2- تمنع من ارتكاب المعصية حتى في أشدّ الظروف
3- وتنبع هذه الملكة من:
- الوعي التام بقبح المعصية
- والإرادة القوية لضبط الميول النفسية
4- وهي تتحقّق بالعناية الإلهية الخاصة.
وعليه، فإن وجود النظام في الكون والحياة لا بد أن يكشف عن وجود المنظم، وذلك بمقتضى حساب الإحتمالات الذي يرفض إعتبار الصدفة سببًا لوجود النظام في الكون.. وبذلك يثبت احتياج الكون المنظّم إلى منظّم حكيم عالم قدير..
من هم المعصومون؟
إنّ الامتناع عن الذنب والمعصيّة هو أمر متاح لكلّ النّاس، بل ومطلوب منهم وواجب عليهم، وبالتّالي فقد يمتنع كثير من الأولياء والأتقياء عن الذنوب ويعصمون أنفسهم من المعاصي، إلا أنّ العصمة بالمعنى المصطلح هي لطف من الله سبحانه لفئة محدّدة من الخلق، يمنحهم إيّاها لمهمّة اختارهم لتأديتها. وبذلك فإنّ المعصومين فئتان هما:
1- الملائكة: فحقيقة الملائكة تتنافى مع المعصية، بل ليس لهم خيار المعصية، ذلك أنّهم مخلوقات من عقول، ونكتفي لإثبات ذلك بذكر الآية (6) من سورة التحريم: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون}.
2- الأنبياء والأئمّة عليهم السلام: فلو لم يكونوا معصومين لكانوا محل انكار ومورد عتاب كما في قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ}1 وأيضًا قوله تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُون كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}2 فمن الطبيعي أن يكون النبي معصومًا يَأتَمِرُ بِما يُؤمَر به، ويَنتَهي عمَّا يُنهى عنه، حتى لا يُنكر عليه من أحد وحتى يحصل الوثوق به وبتبليغه ويُعتمد عليه في إخراج الناس من الظلمات إلى النور.
فالنبي لو اشتبه أو أخطأ يكون خلاف كونه هاديًا حيث يحتمل الاشتباه حينها في كل قول وتبليغ وحكم وهذا نقض للغرض الذي أرسل الأنبياء لأجله لأنهم (عليهم السلام) بعثوا هداة مهديين كما يقول تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}3، ويقول أيضًا: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِه}4، ويقول سبحانه وتعالى بحق رسوله الكريم: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}5.
كما يمكن أن نستفيد عصمة أهل البيت عليهم السلام من آية التطهير: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}6، والتطهير المطلق ونفي كل رجس وقبيح يعني العصمة، وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "يا علي هذه الآية نزلت فيك وفي الأئمة من ولدك، قلت: يا رسول الله وكم الأئمة من بعدك؟ قال: أنت يا علي، ثم ابناك الحسن والحسين، وبعد الحسين علي ابنه، وبعد علي محمد ابنه، وبعد محمد جعفر ابنه، وبعد جعفر موسى ابنه، وبعد موسى علي ابنه، وبعد علي محمد ابنه، وبعد محمد علي ابنه، وبعد علي الحسن ابنه، وبعد الحسن ابنه الحجة. هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش فسألت الله عز وجل عن ذلك فقال: يا محمد هم الأئمة بعدك مطهرون معصومون وأعداؤهم ملعونون"7.
وقد قرن الرسول صلى الله عليه وآله في حديث الثقلين أهل البيت (عليهم السلام) والعترة مع القرآن الكريم، وأكّد عدم افتراقهما أبدًا، وهو دليل واضح على عصمتهم، وذلك لأن إرتكاب المعصية حتى لو كانت صغيرة، وإن صدرت سهوًا، يعني الإفتراق العملي عن القرآن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- سورة البقرة الآية 44.
2- سورة الصف الآيتين 2 و3.
3- سورة الأنبياء الآية 73.
4- سورة الأنعام الآية 90.
5- سورة النجم الآيتين 3 و4.
6- سورة الأحزاب الآية 33.
7- بحار الأنوار ج36 الباب 41 الحديث 199.