التّواضع
أيها الإنسان كن متواضعًا في مشيك واقعيًا في سلوكك، فلا تدق الأرض بقدميك، ولا ترفع رأسك إلى السّماء زهوًا واستعلاء، فإنّك مهما فعلت لن تستطيع أن تخرق الأرض فتنزل إلى أعماقها، أيها الإنسان... اعرف حجمك الطبيعي، واعلم أنّ قيمة الفرد تظهر من خلال إيمانه وعلمه وأخلاقه واحترامه للآخرين.
التّواضع هو احترام أخيك الإنسان، فلا تشعره وأنت تتكلم معه أو تخدمه أنك أرفع منه علماً أو أكثر منه ثروة أو أعظم شأنًا وجاهًا. فالتّواضع هو أن تشعره أنّك عبد الله مثله، لا فضل لك عليه، وأنّ كل ما تقدّمه وتبذله من الله، وفي سبيل الله، ولا تطلب عليه أجرًا إلّا من الله. وفي مقابل التّواضع نذكر صفة "الكبر" وتعني: تحقير الإنسان الآخر، والتّرفّع عن مجالسته ومرافقته، بحيث يرى نفسه خيرًا منه.
يقول الرّسول (صلّى الله عليه وآله): فمن عظّم نفسه واختال في مشيه لقي الله وهو عليه غضبان "....." لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر".
التّواضع نوعين:
- تواضع لله تعالى: فالمؤمن هو الإنسان الّذي إذا وقع في ذنب أو خطيئة، خاف ربه، فأقبل عليه راجيًا معتذرًا، نادمًا، تائبًا، مستغفرًا... كي يعفو عنه، ويغفر له، ويدخله في رحمته وجنّته. يقول الرسول (صلّى الله عليه وآله): "ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله".
- تواضع للمؤمنين: فالمؤمن الصّالح هو الّذي يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، وهو الّذي يسارع إلى خدمته وقضاء حاجاته، وهو الّذي يزوره ويقدّمه في مجلسه، لا يتباهى ولا يتعالى ولا يتكبّر عليه. يقول الإمام علي (عليه السّلام): "ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلبًا لما عند الله".
أيتها الكشفيّة المؤمنة:
يقول الرسول (صلّى الله عليه وآله): "كلّكم من آدم، وآدم من تراب".
فلماذا يتكبّر الإنسان على أخيه الإنسان، وجميعنا من التّراب وإلى التّراب نعود؟
يقول الإمام علي (عليه السّلام): "عجبت للمتكبّر الّذي كان بالأمس نطفة، ويكون غدًا جيفة".
مرشدات المهدي
1662قراءة
2016-09-27 13:18:38