هو السيد محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي المعروف بصاحب المدارك نسبة إلى كتابه مدارك الأحكام . ولد عام 946 للهجرة من أبوين صالحين ، أبوه كان عالما في زمانه وأمه ابنة الشهيد الأول (رض) . تتلمذ على يد كبار علماء جبل عامل أمثال الشيخ حسين عبد الصمد والد الشيخ البهائي. كان - أخاه من أمه - حسن ابن الشهيد الثاني شريكا له في الدروس والحضور عند العلماء الأعلام وقد تميّزا بالتعاون بينهم فكان السيد محمد خطيبا والشيخ حسن كاتبا بارعا. وحين بلغ صاحب المدارك العشرين من عمره قرر الذهاب مع أخيه إلى النجف وكان أستاذ الحوزة آنذاك المقدس أحمد الأردبيلي الذي كان ينتظر قدومهما منذ زمن . عادا إلى لبنان أسسا مسجد "الواطة" وكان كل منهما يشجع الآخر على إقامة صلاة الجماعة . وبعد فترو قصيرة باشرا بتأليف الكتب ، فعرف الشيخ حسن بصاحب المعالم نسبة إلى كتابه "معالم الأصول" . أما السيد محمد فكما ذكرنا عرف بصاحب المدارك نسبة إلى كتابه "مدارك الأحكام" المؤلف من ثمانية أجزاء حصيلة سنتي علم في النجف الأشرف .وعن الإمام الخميني (قده) أنه قال في صاحب المدارك : "من لم يدرس المدارك لم يذق من طعم الفقه شيئا " .
من كراماته شفاء امرأة عجوز مشلولة بعد ان نذرت ختم القرآن عند قبر السيد محمد، والجدير بالذكر أن المقدس الأردبيلي كان يعتبر نفسه عبدا للسيد محمد . وتعتبر عائلات أبو الحسن ونور الدين وصدر الدين وشرف الدين من ذرية السيد محمد.
كان رضوان الله تعالى عليه وليا ومرجعا ومقصدا للناس في كل صغيرة وكبيرة وقد قال عنه الحرّ العاملي : " كان عالما فاضلا ، ماهرا ، محققا ، مدققا ، زاهدا ، عاملا ، فقيها ، محدثا ، كاملا ، جامعا للفنون والعلوم ، جليل القدر عظيم المرتبة ."
توفي السيد محمد صاحب المدارك ليلة السابع عشر من ربيع أول عام 1009 للهجرة عن عمر ناهز 62 عاما في بلدة جباع حيث دفن فيها .
دليلة
1756قراءة
2020-04-16 11:50:10