12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المناسبات الإسلامية >> أسبوع المسجد

أسبوع المسجد

 

   
• معنى المسجد : 

المسجد لغةً هو موضع السجود، والسجود والسجدة هي أقرب حالٍ يكون فيها العبد من الله، قال تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ "سورة العلق-الآية 19"}، والمسجد هو بيت الله في الأرض ومحراب العارفين وملتقى العاشقين. 
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):
«في التوراة مكتوبٌ أنّ بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبد تطهّر في بيته ثمّ زارني في بيتي، ألا إنّ على المزور كرامة الزائر، ألا بشّر المشّائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة»1
والمسجد هو الجامع الذي يلتقي فيه المتحابّون في الله ويجتمعون على الخير.

 

 

• فضل الحضور في المسجد:

للحضور في المسجد ثمارٌ وبركاتٌ عظيمةٌ، وقد عدّ إمامنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثماني خصالٍ منها، لا بدّ أن ندركها أو يُدرَك بعضها على الأقل، نذكرها على الشكل التالي:
1- اكتساب الأخوّة في الله وتمتين العلاقة معهم.
2- تحصيل العلوم النافعة من خلال درسٍ أو نقاشٍ هادفٍ.
3- تعلّم آيات وأحكام القرآن الكريم.
4- تنزّل الرحمة والراحة النفسيّة والقلبيّة.
5- الاستماع إلى موعظةٍ أو نصيحةٍ من أخٍ في الله تمنعه من السقوط والانحراف.
6- الاستماع إلى موعظةٍ أو نصيحةٍ تفتح أمامه باب الهداية والصلاح.
7- النجاة من ارتكاب بعض الذنوب بسبب الجوّ العام المساعد.
8- التعرّف على خُلُقٍ كريمٍ أو عادةٍ حسنةٍ. 

 

 
• آداب المسجد:
أولى آداب المسجد، أن نعرف باب مَن نقصد، وأيّ عظيمٍ نزور، فتخشع لذلك قلوبنا، وتلين جوارحنا، ونتأدّب في محضر الربّ العظيم، فنراعي في حركاتنا وسكناتنا وكلماتنا حقّ احترام المعبود الأحد المتفرّد، ولا يصدر منّا ما يهتك حرمة صمت المسجد الملكوتي، وسكونه الملائكي. ومن الآداب المعنويّة اللازمة، تطهير النفس من الرذائل والمظالم، لاسيّما مظالم عباد الله الصالحين فإنّ الله تعالى أوحى إلى النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله) بأن: «يا أخا المرسلين، أنذر قومك لا يدخلوا بيتًا من بيوتي ولأحدٍ من عبادي عند أحدهم مَظلمةً، فإنّي ألعنه ما دام قائمًا يصلّي بين يديّ حتى يردّ تلك المظلمة»2.

 

 

• عمارة المسجد :  
وهي على قسمين:

1- عمارة البناء: وفيه الأجر الجزيل للباني، وقد ورد في الحديث: «من ابتنى مسجدًا ولو مثل مفحص قطاة، بنى الله له بيتًا في الجنة»3.

2- عمارة الإيمان: وهي التي وصفها الله تعالى بقوله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ "سورة التوبة-الآية 18}، وهي العمارة المطلوبة لأنّها هدف المسجد وعلّة وجوده.

والعمارة بالمعنى الأوّل تتوقف على المال، أمّا بالمعنى الثاني فتحتاج إلى التصميم والإرادة والمثابرة للحضور في المساجد ورعاية الآداب الشرعيّة فيها.

 

 

• دور المسجد :  
لا يقتصر دور المسجد على خصوص الصلاة وقراءة القرآن والأدعية، رغم أولويّة هذه الأمور المذكورة، بل يتّسع دور المسجد عشرات الأدوار والمهامّ الأخرى، ليتحوّل المسجد بذلك إلى مؤسّسةٍ ثقافيّةٍ كبرى، ومقرٍّ للأنشطة المختلفة، يربط أفرادَ محلّته أو قريته به ارتباطًا قويُّا ومفيدًا لدرجةٍ يتحوّل معها إلى حصنٍ ومتراسٍ للمؤمنين، يتترّسون به من شياطين الإنس والجان. 
من توجيهات الإمام الصادق (عليه السلام) حول المسجد:
«إذا بلغتَ باب المسجد فاعلم أنك قصدت بابَ بيت ملكٍ عظيم، لا يطأ بساطه إلّا المطهّرون، ولا يؤذن بمجالسة مجلسه إلّا الصدّيقون، وهَبْ (من الهيبة) القدوم إلى بساط خدمة الملك، فإنّك على خطرٍ عظيمٍ إن غفلت هيبة الملك، واعلم أنّه قادرٌ على ما يشاء من العدل والفضل معك وبك، واعترف بعجزك وتقصيرك وفقرك بين يديه، فإنّك قد توجّهت للعبادة له والمؤانسة به، واعرض أسرارك عليه، ولتعلم أنّه لا تخفى عليه أسرار الخلائق أجمعين وعلانيتهم، وكن كأفقر عباده بين يديه، وأخلِ  قلبك عن كلّ شاغلٍ يحجبك عن ربّك، فإنّه لا يقبل إلا الأطهر والأخلص، وانظر من أيّ ديوانٍ يخرج اسمك، فإن ذقتَ من حلاوة مناجاته ولذيذ مخاطباته وشربت بكأس رحمته وكراماته من حُسن إقباله عليك وإجاباته، فقد صلحتَ لخدمته، فادخل فلك الأمن والأمان، وإلا فقف وقوف مضطرٍّ قد انقطع عنه الحيل، وقصر عنه الأمل، وقضى عليه الأجل، فإذا علم الله عزّ وجلّ من قلبك صدق الالتجاء إليه، نظر إليك بعين الرحمة والرأفة والعطف، ووفّقك لما يحبّ ويرضى فإنّه كريمٌ يحبّ الكرامة لعباده المضطرّين إليه المحترقين (المحدقين) على بابه لطلب مرضاته، قال الله عزّ وجلّ: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ (سورة النمل-الآية62)}» 4

 
المصادر:
1) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٠ - الصفحة ٣٧٣
2) البحار: ٨٤ / ٢٥٧ / ٥٥ وص ٩ / ٨٣.
3) دعائم الاسلام ج ١ ص ١٥٠.
4) البحار: ٨٣ / ٣٧٣ / ٤٠.

مهدي
2817قراءة
2016-01-18 22:48:42

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا