قدوة العفاف
على مرّ العصور الإسلاميّة لم نجد رمزًا للعفّة والطهارة والحجاب قدوةً غير السيّدة زينب (عليها السلام) بعد أمّها الصدّيقة (الزهراء عليها) السلام، إذ يُروى أن أحدًا لم يرَ ظلّها الشريف؛ والعفّة هي صفةٌ نفسانيّةٌ في الإنسان يمكن التعرّف إليها من خلال آثارها التي تظهر على الإنسان، وهي صون النفس وتنزيهها عن كلّ أمرٍ دَنيٍّ.. ولا نجد مثالاً أعظم من تلك السيّدة الجليلة، والتي على مدى حياتها لم تخاطب رجلاً أجنبيًّا، ولكن عندما اضطر الأمر لأنْ تقف بوجه الطاغي يزيد أبدت صلابة أبيها وعفّة أمّها وأطلقت كلمتها: "ولئن جرَت عليّ الدواهي مخاطبتك، إنّي لَأستصغر قدرك وأستعظم تقريعك وأستكثر توبيخك..."
لذا، إنّ على المرأة المسلمة أن تتّخذ هذا السلوك أنموذجًا لها في كلّ تفاصيل حياتها، لتواجه به كلّ تلك الغزوات التي تعمل على إخراج المرأة من أخلاقها وحجابها لتجعل منها سلعةً تُباع وتُشترى، فالإسلام أرادها عزيزةً مكرّمةً تترفع بعفافها عن الدنايا والموبقات، وتكون العفّة بذلك سببًا في ترك المعاصي والتقرّب من الله تعالى بحيث يصبح سلوكها كلّه طاعةً لله عزّ وجلّ، ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا الصدد: لكاد العفيف أن يكون ملكًا من الملائكةً، أي أنّ صيانة النفس عن الهوى والخطايا تجعل الإنسان في مرتبة الملائكة المقرّبين، وهذا ما يبدو واضحًا وجليًّا في سيرة حياة مولاتنا زينب (عليها السلام).
برامج
2247قراءة
2016-04-30 14:48:38