الإحتياجات الإجتماعيّة للأفراد الموهوبين
قامت الحركة الكشفيّة على أساس التربية والتوجيه، إذ إنّها تتيح للفتية والشبّان الفرص المتعدّدة والمتنوّعة التي تساهم في تكامل قدراتهم البدنيّة، والذهنيّة، والوجدانيّة، والاجتماعيّة، والروحيّة، ذلك من أجل إعداد الفرد المستقل والمتعاون والمسؤول والملتزم، فالكشفيّة تعمل على مساعدة الناشئة لإدراك واكتشاف الملكات والقدرات الكامنة بداخلهم.
لقد استطاعت الجمعيّة أن تصنع بيئةً تربويّةً حاضنة لميول الأفراد وموجّهة لقدراتهم من خلال المناهج التي أنتجتها ومجمل البرامج والأنشطة التي نفّذتها.
لذا نجد أنّ المناخ السائد في عملنا مع الأفراد يشكّل فرصةً لهم لاكتشاف مكنوناتهم ومواهبهم.
ولكن، عادةً ما يشعر الأفراد الموهوبون والمتفوّقون بالملل والضجر والإحباط من الأنشطة المصمّمة غالبًا للأفراد العاديّين، ومن ثمّ لا تستثير اهتماماتهم المتنوّعة كموهوبين، ولا تُشبع احتياجاتهم للمعرفة الواسعة والعميقة، كما ينفرون من المهام الروتينيّة التي لا تتحدّى استعداداتهم العالية، ممّا قد يؤدّي بهم إلى التراخي والتكاسل، وعدم التحمّس للنشاط، وربّما الاستغراق في أحلام اليقظة والأفكار الخياليّة بدلاً من تكريس طاقاتهم في أعمالٍ حقيقيّةٍ منتجة.
ونظراً لأنّهم متفرّدون، ومؤكّدون لذواتهم، يبحثون عن الجديد باستمرار، ويطرحون أفكارًا واستجاباتٍ أصيلةً، وحلولاً غير مألوفةٍ للمشكلات، غالبًا ما تبدو غريبةً وغير منطقيّةٍ، أوسخيفةً أو مزعجةً بالنسبة للآخرين المحيطين بهم، فإنّ ما يلاقونه بسبب ذلك من رفضٍ اجتماعيّ بل وسخريةٍ وتهكّمٍ أحيانًا يعرّضهم للمعاناة النفسيّة، ويؤدّي إلى اضّطراب مفهومهم عن ذواتهم، ويجعلهم يشعرون بالحيرة والتردّد والتوتّر والقلق والإحباط، والتشكيك في مقدّراتهم والخوف من الفشل.
من هنا فالفرد الموهوب يحتاج إلى احتياجاتٍ إرشاديّةٍ منها احتياجاتٌ نفسيّةٌ، وجسديّةٌ، وانفعاليّةٌ، وعقليّة.
سنذكر هنا الإحتياجات الاجتماعيّة لما لنا نحن كقادة من دورٍ في تلبيتها:
1ـ الحا جة إلى تكوين علاقاتٍ اجتماعيّةٍ مثمرةٍ، وتواصلٍ صحيٍّ مع الآخرين.
2ـ الحاجة إلى اكتساب المهارات التوافقيّة، وكيفيّة التعامل مع الضغوط.
3ـ الحاجة إلى مواجهة المشكلات الدراسيّة، والصعوبات الانفعاليّة.
4ـ الحاجة إلى تفهّم الضوابط والمحدّدات البيئيّة، وتقبّل النظم والمعايير الاجتماعيّة واحترامها.
أمانة برامج القادة
3058قراءة
2016-01-18 08:47:47