كيفيّة اكتشاف المواهب
الموهبة والإبداع عطيَّة الله تعالى لبعض الناس، وبِذرةٌ كامنةٌ مودَعة في الأعماق، تنمو وتثمرُ أو تذبل وتموت.
ولكي نكتشف الموهوبين، يكفي بالمبدأ أن نؤمن بوجودهم ونبدأ بالبحث عنهم، والكشف عن الأفراد الموهوبين، أصحاب القدرات الفرديّة والمهارات الخاصّة، عمليّةٌ ليست سهلةً دائمًا أو ميسّرةً، ولكي تكون عمليّة الكشف أكثر دقّةً وأكثر موضوعيّةً يجب أن تمرّ بمراحل عديدةٍ، وأن نستخدم بها أكثر من وسيلةٍ واحدةٍ في نفس الوقت، وبذلك نضمن عدم إغفال أيّ فردٍ موهوبٍ خارج إطار التشجيع الذي نيسّره لأمثاله من الموهوبين.
ووفقًا لأحدث الدراسات، تبيَّن أنّ نسبة المبدعين الموهوبين من الأطفال من سنّ الولادة إلى السنة الخامسة من أعمارهم نحو 90%، وعندما يصل الأطفال إلى سنّ السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى 10%، وما إن يصلوا إلى السنة الثامنة حتى تصير النسبة 2% فقط. ممّا يشير إلى أنّ أنظمةَ التعليم والأعراف الاجتماعيّة تعمل عملها في إجهاض المواهب وطمس معالمها، مع أنّها كانت قادرةً على الحفاظ عليها، بل اكتشافها وتعزيزها.
وفيما يلي ذكرٌ لأهمّ المصادر التي يمكن استخدامها في عمليّة الكشف عن الأفراد الموهوبين:
• الأنشطة الكشفيّة: لقد استطاعت الجمعيّة أن تصنع بيئةً تربويّة حاضنةً لميول الأفراد، وموجِّهةً لقدراتهم من خلال المناهج التي أنتجتها، ومجمل البرامج والأنشطة التي نفّذتها، لذا نجد أنّ المناخ السائد في عملنا مع الأفراد يشكّل فرصةً لهم لاكتشاف مكنوناتهم ومواهبهم.
وكان للنشاط الكشفيّ الدور الكبير في عمليّة اكتشاف مواهب الأفراد الفنيّة، فهو يعتبر الباب الذي يدخل إليه الأفراد لتوسيع خيالهم وتنمية إبداعاتهم وابتكاراتهم من خلال الأنشطة التالية:
1- الاحتفالات والمناسبات:
من خلال اشتراك الفرد بالعروض المسرحيّة، أو الاسكتشات القصيرة، أو العروض الإنشاديّة، فكثيرةٌ هي المناسبات التي تحتفي بها الجمعيّة أو تشارك بها، وهي تشكّل فرصةً كبيرةً لاكتشاف مواهب الكشفيّين وتطويرها وتنميتها، ففقراتها المتنوّعة كثيرةٌ، وتفسح المجال أمام الكشفيّين لإبراز مواهبهم المختلفة، وكثيرًا ما يتمّ اكتشاف مواهب فريدة لديهم، فتكون الاحتفالات منطلقًا لمعرفة الأفراد الموهوبين.
2- المسابقات الفنّيّة والتعبيريّة:
وهي التي تساعد الفرد على إطلاق العنان لإبداعاته ومخيّلته من خلال مشاركته بمسابقات الرسم والأشغال الفنّيّة، حيث يستعمل وسائل مختلفة تساعده على الابتكار.
3- الرحلات والمخيّمات:
إنّها فرصةٌ مهمّة لاستكشاف وتنمية بعض المهارات والمواهب والتكيّف مع الوضعيّات المختلفة، فالأنشطة الخلويّة تساعد في تنمية الذكاء البصري/الفضائي من خلال استكشاف الأماكن ورسم الخرائط واستيعاب المحيط وتتّبع الأثر.
4- الألعاب:
تعتبر الألعاب الجزء الأهم في البرنامج الكشفيّ، لذا تتنوّع وتتوزّع على مجالاتٍ، من قبيل ألعاب الذاكرة، وألعاب الحواس، وألعاب الاستكشاف، وألعاب القيادة، والألعاب الحركيّة، وكلّها تخدم تغذية قوّة الإبداع عند الأفراد من خلال سعيهم الدائم للوصول إلى الهدف المطلوب، ثم تأتي كلّ لعبةٍ لتكشف عن ميلٍ هنا أو قدرةٍ هناك لدى فردٍ هنا أو فردٍ هناك.
إنّ المهمّة الأساسيّة لعمليّة الكشف عن الأفراد الموهوبين هو توفير التشجيع المبكر والمناسب لهم، والذي يضمن إظهار مواهبهم، لأنّ القدرات الحقيقيّة التي تدلّ على التميّز والتفوّق لا تظهر إلّا من خلال التشجيع المناسب -أي الكشف عن طريق التشجيع- فعلى القائد أن يمتلك القدرة الكافية للعمل على تشجيع الفرد الموهوب لإظهار موهبته دون خوفٍ أو إحساسٍ بالفشل ممّا يساعد على تبطين الموهبة وعدم إظهارها من قبل الفرد الموهوب.
برامج
3035قراءة
2015-11-20 18:59:23