كيف أتعامل مع الصدمات النفسيّة للطفل والشاب أثناء الحرب؟
لا يخفى أنّ الحرب بما فيها من أحداث متفجّرة تهدّد حياة الشخص وتسبّب عدم استقرار على المستوى الأمني والإضطرابات النفسيّة، فيصبح معظم الأفراد عمومًا معرّضين لصدمات لها علاقة بالتهديد الفعلي بالإصابة أو الموت.
وتختلف شدّة الصدمات باختلاف عوامل الخطر المرتبطة بالأحداث والبيئة والفرد، وأيضاً تختلف باختلاف الخصائص الشخصية والمرحلة العمريّة. حسب الدراسات تتشابه الأعراض النفسيّة للأحداث المؤلمة لدى الاطفال والمراهقين.
أثبتت الأبحاث البيولوجيّة أنّ الاطفال اللذين تعرّضوا لأحداث صادمة مثل البالغين يظهرون تغيّرات في إفراز هرمون التوتّر.
بينما للأطفال ردود فعل بيولوجيّة ونفسيّة فوريّة قد تستمر لفترات طويلة.
وأظهرت الأبحاث أنّ الشباب اللذين تعرّضوا للعنف أكثر عرضة للإصابة بمشاكل نفسيّة، موضّحة أنّ ثلث الأط فال المعرّضين للعنف المجتمعي يصابون باضطراب ما بعد الصدمة.
الحدث الصادم هو تجربة مروِّعة أو مخيفة أو خطيرة تؤثّر بالشخص عاطفيًّا وجسديًّا، تثير الخوف أو العجز والرعب بناءً على استجابة التهديد الفعلي بالإصابة أو الموت.
فكيف يمكن أن أعتني بنفسي حال الصدمة؟
إنّ الصدمات تختلف شدّتها باختلاف الشخصيّة والمرحلة العمريّة يمكن تقسيم ذلك الى ثلاث فئات:
1-إذا كنت من اللذين يتحسّنون بمرور الوقت فأنت تحتاج لقليلٍ من الدعم النفسي والإجتماعي ومعلومات من الرعاية الذاتيّة.
2-إذا لم تتحسّن بمرور الوقت فأنت بحاجة الى مزيد من الرعاية الفرديّة في شكل علاج فردي أو جماعي.
3-وإذا لم ينفع ذلك فستحتاج إلى علاج دوائي.
تشير الادلّة أنّ العواقب النفسيّة السلبيّة الناجمة عن الكارثة تتبدّد بمرور الوقت بالنسبة لغالبية الناس.
مجموعة من الدراسات تصنّف تطوّر آليّات التكيّف ومشاعر الكفاءة الذاتيّة بعد التعرّض للأحداث المؤلمة.
كيف ذلك؟
• تجربة حادث صادم يمكن أن يعزّز القدرة على التكيّف مع الأحداث الصادمة المستقبليّة.
• التجربة المجتمعيّة للتغلّب على ا لكارثة قد تعزّز المزيد من التماسك المجتمعي.
• ان تطوّر الكفاءة الذاتيّة والقدرة على فعل شيء ما يمكن أن يساعد الناس على التغلّب على تجربة الكارثة.
الصدمة النفسيّة لما لها من أسباب مرتبطة بالحالات الطارئة والخصائص الشخصيّة والعمريّة، لها استجابة مماثلة بالنسبة للطفل والمراهق من ناحية التوتّر النفسي الا أنّ الاختلاف عند الأطفال يصابون باضطراب ما بعد الصدمة بحسب الدراسات أنّ الكوارث التى تحدث في سنًّ أصغر يكون لها عواقب نفسيّة طويلة الأمد.
لذلك بجب أن نعلم أهميّة البيئة في عمليّة التعافي، بأن نوفّر بيئة آمنة للأطفال كي تخفّف أثر الصدمة النفسيّ ة بإعطائه تفسير لما يحدث أو تشجعيه للتعبير عمّا يشعر به كي نتفادى الإستجابة الفوريّة للخوف والرعب .
والشباب عليك أن تجهد لتطوِّر الكفاءة الذاتيّة بأن تكون فاعلاً وشريكًا في حملة التوعية والانقاذ عبر الإنخراط بالعمل الجماعي كي تساعد نفسك على التغلّب على الصدمات.
تنمية مجتمع
480قراءة
2024-09-20 10:51:41