12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> الإمام الرضا عليه السلام

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

الإمام الرضا عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم

 


بطاقة الهويّة
هو الإمام علي بن موسىعليهما السلام .
الأم: تُكتم‏
الكنية: أبو الحسن
لقبه: الرضا‏
ولادته المباركة: 11 ذو القعدة 148هـ
شهادته آخر صفر 203هـ
مكان الدفن: طوس (مشهد)

إمامته‏:
عاش الإمام الرضا عليه السلام محنة والده الإمام الكاظم عليه السلام ، في معاناته مع السلطة العباسية الجائرة، وتحمّله لمرارة السجن سنواتٍ عديدة، فتسلّم الإمامة في ظروف صعبة وقاسية, واجه خلالها مشكلة الواقفة الذّين شكّلوا خطراً على قضية الإمامة بادّعائهم توقفها عند الإمام الكاظم‏ عليه السلام ، وذلك طمعاً بالأموال الشرعية التي كانوا وكلاء عليها. فعمل الإمام عليه السلام على مكاتبتهم، إلا أنهم لم يرتدعوا.

عبادته وتواضعه

تميّز الإمام الرضا عليه السلام بعبادته وتهجده إلى الله تعالى. فكان إذا صلّى الفجر يسجد ولا يقوم حتى تطلع الشمس, حتى قال رجاء بن أبي الضحاك: " فوالله ما رأيت رجلاً كان أتقى لله منه ولا أكثر ذكراً له في جميع أوقاته منه، ولا أشدّ خوفاً لله عزّ وجلّ"[1].
وقد عُرف الإمام عليه السلام بملازمته لكتاب الله، وإكثاره من تلاوته؛ حتى أنّه كان عليه السلام يختمه في ثلاثة أيام، ويقول: "لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاث لختمت، ولكنّي ما مررّت بآية قط إلا فكّرت فيها، وفي أي شيء أنزلت، وفي أيّ وقت، فلذلك صرت أختم كلّ ثلاثة"[2].
وقد جسّد في حياته المباركة المثال الأعلى في الزهد والتواضع والإخلاص؛ فكان يشارك الضعفاء والمساكين طعامهم ويقيم لهم الموائد ويعطف على الفقراء.

علمه

عمل الإمام الرضاعليه السلام على نشر العلوم والمعارف الإسلامية، مغتنماً كلّ الفرص المتاحة، ومتجولاً بين البلدان لتبليغ الدين المحمدي الأصيل. فكان مفزعاً يلتجئ إليه العلماء، ويقصده رواد العلم والمعرفة. وقد رُوي أنّ محمد بن عيسى اليقطيني ذكر أنّ ما جمعه من أجوبة الإمام الرضا عليه السلام في مسائل سئل عنها يبلغ خمسة عشر ألف مسألة.
كان للإمام عليه السلام مناظرات ومحاورات مع علماء الفقه والكلام، فقد ذُكر أنّ المأمون جمع له في مجلس عدداً من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين، فناظرهم وغلبهم, حتى قال عنه بعض معاصريه: "ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضاعليه السلام ولا رآه عالم إلا شهد بمثل شهادتي"[3].

الإمام والسلطة

رغم أنّ الإمام الرضا عليه السلام قد تسلّم الإمامة في ظروف قاسية، وشهد الظلم والإرهاب الذي مارسه العباسيون على أبناء البيت العلوي، إلّا أنّه لم يتوقفعن متابعة نهج والده الإصلاحي في مقاومة الفساد والظلم وتوعية الأمة. ولذلك تخوّف عليه أصحابه من بطش هارون الرشيد، فأجابهم الإمام عليه السلام بأن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة فاشهدوا أنني لست بنبي وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أنني لست بإمام»[4]ومات الرشيد دون أن يجرؤ على مسّ شعرة من رأس الإمام عليه السلام ‏ رغم المحاولات الكثيرة التي قام به لقتل الإمام عليه السلام .
عاصر الإمام عليه السلام هارون الرشيد، ثم ابنه الأمين ثم المأمون. وقد شهدت تلك الفترة قيام العديد من الثورات العلوية المتلاحقة ضد الحكم العباسي الظالم، الذي كان يُلحق بهم أشد أنواع التنكيل والتعذيب؛ ففي عصر المأمون قام خمسة أو ستة من العلويين بثورات مضادة للحكم العباسي الذي لم يرحم أحداً في سبيل الحفاظ على السلطة، وخاصة المأمون الذي قتل أخاه ومثّل فيه من أجل الحصول على الحكم.
هذه الثورات المتلاحقة دفعت المأمون العباسي إلى دعوة الإمام الرضاعليه السلام إلى" مَرُو" لتسليمه الخلافة. لكنّ الإمام عليه السلام رفض. فما كان من المأمون إلا أن أجبره على القبول بولاية العهد حتى وصل به الأمر إلى تهديده بالقتل، وذلك لأسباب عديدة منها:
1- كسب ولاء أهل خراسان الذين كانوا يميلون إلى التشيّع.
2- محاولة إرضاء العلويين وإخماد ثوراتهم. فقد قام المأمون بإصدار عفو عام عن جميع العلويين.
3- تسليم الإمامعليه السلام منصباً في الحكم، وبالتالي إسقاط محبته واحترامه من قلوب الموالين.
4 - استخدام الإمام كورقة ضغط بوجه العباسيين الذين وقفوا مع الأمين في حربه ضد المأمون.
5 - الحصول على اعتراف ضمني من الإمامعليه السلام بشرعية تصرفات المأمون، وهذا يعني اعتراف العلويين بشرعية السلطة العباسية.
6 - عزل الإمام عليه السلام عن شيعته، ووضعه تحت المراقبة الشديدة.
اقتضت المصلحة في ذلك الوقت أن يوافق الإمام ‏عليه السلام على ولاية العهد، لكنه وضع شرطاً أساسياً وهو: "أن لا يُولِّي أحداً ولا يعزل أحداً ولا ينقض رسماً ويكون في الأمر من بعيد مشيراً". وهذا يعني عدم المشاركة في الحكم؛ وتوجيه ضربة قاسية لكل خطط المأمون ومؤامراته. فقد استطاع الإمامعليه السلام بما أُوتي من حكمة أن يُفرِغ المشروع العباسي من مضمونه، وأن يجعل من ولاية العهد ولاية صورية وشكلية.

شهادته عليه السلام :

لم يكن المأمون أحسن حالاً من والده هارون الرشيد الذي وصل به الأمر إلى قتل الإمام الكاظم عليه السلام ، فقد حذا حذوه في محاربة أبناء البيت العلوي بشتى الوسائل. فبعدما فشل المأمون في إخضاع الإمام عليه السلام لمطالبه، وعجز عن انتزاع اعترافه بشرعية الحكم, وبعد ازدياد مكانته بين الناس واتساع قواعده الموالية، وجد أنّ الوسيلة الوحيدة إزاء هذه الظروف هي التخلص من الإمام عليه السلام ، وذلك من خلال دسّ السمّ. فمضى الإمام عليه السلام شهيداً صابراًعلى ما شهده من ظلم واضطهاد.

1 محسن الأمين , أعيان الشيعة , ج2 , ص 14.
2 الحر العاملي , وسائل الشيعة , ج6 , ص 217.
3 المجلسي , بحار الأنوار , ج49 , ص100.
4 نفس المصدر , ج49 , ص59.

الأنشطة الثقافية
2828قراءة
2015-12-27 12:49:45

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا