إعرف اليسير عن الإمام الباقر عليه السلام
النبي الأكرم صلى الله عليه وآله يُقرئه عليه السلام السلام

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت، وكان يقعد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو معتجر 1 بعمامة سوداء، وكان ينادي: يا باقر العلم، يا باقر العلم، فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر2.
فكان يقول: والله ما أهجر، ولكنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إنّك ستدرك رجلاً مني، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقراً، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول.
قال: فبينما جابر يتردّد ذات يوم في بعض المدينة إذ مرّ بطريق في ذاك الطريق كُتَّاب فيه محمد بن علي عليه السلام، فلما نظر إليه قال: يا غلام أقبل، فأقبل.
ثم قال له: أدبر، فأدبر.
ثم قال: شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله والذي نفسي بيده، يا غلام ما اسمك؟
قال: اسمي محمد بن علي بن الحسين.
فأقبل عليه يقبل رأسه ويقول: بأبي أنت وأمي، أبوك رسول الله صلى الله عليه وآله يقرئك السلام».3

قصة الإمام مع النصراني:

كان عليه السلام يعفو عن السيئة أنى استطاع إلى ذلك سبيلاً ، وكان لذلك أطيب الأثر في نفوس الناس.
فقد قال له عليه السلام نصراني يوماً: أنت بقر قال: لا أنا باقر.
قال: أنت ابن الطباخة. (يريد تعييره بها)
قال عليه السلام: تلك حرفتها.
قال: أنت ابن السوداء الزنجية البذية؟
قال عليه السلام: إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك. فانبهر النصراني بأخلاقه، ودعاه ذلك إلى الإسلام على يديه عليه السلام 4
.................................................. ..............
1 إعتجز بالعمامة: لفّها على رأسه وردّ طرفها على وجهه
2 أي يهذي
3 المارندراني , شرح أصول الكافي , ج7, ص240.
4 المجلسي، بحار الأنوار، ج 46 ، ص 289