12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> علم باقر العلوم عليه السلام

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

علم باقر العلوم عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم

 

عن الإمام علي عليه السلام : " العلم مصباح العقل" 1.
وعنه عليه السلام : قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " طلب العلم فريضة على كلّ مسلم... به يُطاع الربّ, وبه توصًل الأرحام, وبه يُعرف الحلال والحرام, العلم إمام العمل والعملُ تابعه, يلهم به السعداء ويحرمه الأشقياء" 2
يُعتبر العلم من أشرف الفضائل وأجلّها, فإنّ به حياة الأمم وسعادتها, ورقيّها وخلودها, وبه نباهة المرء وقوّة شخصيّته وعلو مقامه. وقد أشار الله في كتابه الكريم إلى منزلة العلم بقوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}(الزمر 9). والله تعالى كرّم العلماء, ورفعهم الى أعلى الدرجات كما جاء في قوله: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}(المجادلة ,11 ).
وأهل البيت عليه السلام هم أفضل العلماء وأرفعهم, فقد امتلكوا العلم بتمامه وكماله, وهم الذين لم يدرسوا في مدرسة ولم يتلقّوا العلم من أحد, بل كان علمهم من لدن الله تعالى. وكان الأئمّة عليه السلام من بعد النبيّ صلى الله عليه وآله يسعون لنشر هذا العلم بين الناس وتفجير تلك الطاقة الكامنة في صدورهم," زكاة العلم تعليمه"3. وقد تفجّرت ينابيع العلم والمعرفة في زمن الإمام محمد بن جعفر الصادق عليه السلام , الذي لُقّب بـ (الباقر)؛ لأنه كان يبقر علم النبيين، كما ورد عن جده رسول الله(صلى الله عليه وآله) حين قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: "يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين(عليه السلام) يقال له محمد يبقر علم النبيين بقراً، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام"3.

فكان الإمام الباقر عليه السلام الرائد والقائد للحركة العلميّة والثقافيّة التي عملت على تنمية الفكر الإسلامي, وأضاءت جوانب الكثير من التشريعات الإسلاميّة الواعية التي تمثّل الأصالة والإبداع والتطوّر في عالم التشريع, حيث ترك عليه السلام ثروة فكرية هائلة تُعدّ من ذخائر الفكر الإسلامي، ومن مناجم الثروات العلمية في الأرض ، ومن الحِكَم والآداب التي بقر أعماقها، فكانت مما يهتدي به الحيران، ويأوي إليه الظمآن، ويسترشد به كل من يفيء إلى كلمة الله.


وللإمام الباقر عليه السلام الدور العظيم في تفسير القرآن الكريم, فقد استوعب اهتمامه فخصّص له وقتاً، ودوّن أكثر المفسرين ما ذهب إليه وما رواه عن آبائه في تفسير الآيات الكريمة.

وعمل عليه السلام على تربية وتنشئة مجموعة من العلماء الكبار الذين كان لهم دورٌ كبيرٌ في حفظ التراث الإسلامي، ومن هؤلاء: زرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم الثقفي، وأبان بن تغلب... وغيرهم.
وقد ورد عن عطاء، وهو أحد أكبر علماء العامة، في وصف الإمام الباقر عليه السلام : "ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عندأبي جعفر . لقد رأيت الحكم (بن عيينة) كأنه عصفور مغلوب"5.
وورد عن الشيخ المفيد: "لم يظهر عن أحد من ولد الحسن عليه السلام والحسين عليه السلام في علم الدين، والآثار والسنّة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب, ما ظهر من أبي جعفر الباقر(عليه السلام)"6.


.................................................. ...........................
1 الريشهري , ميزان الحكمة , ج3 , ص2062.
2 الطوسي , الأمالي , ص488.
3 الريشهري , ميزان الحكمة , ج3 , ص2074.
4 المجلسي , بحار الأنوار , ج46 , ص296.
5 محسن الأمين , أعيان السيعة ,ج6 , ص211.
6 المفيد , الإرشاد , ص262.

 

الأنشطة الثقافية
1012قراءة
2015-12-27 12:54:11

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا