12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

أنشطة الجوالة والدليلات >> الأرحام والجيران

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

الأرحام والجيران

 


الغرض:يذكر حديثين عن صلة الرحم وحديثين عن حق الجار

 

مقدّمة


إذا كان اللَّه تعالى ذا رحمة واسعة، والرحِم من الرحمة، فمن الطبيعي أن يهتمّ كثيراً بالأرحام، ولذا قال تعالى: {واتقوا اللَّه الذي تساءلون به والأرحام} فمَن هم الأرحام؟ وما هو الواجب من صلتهم وبرهم؟ وما هي الآثار الناتجة عن صلتهم أو قطيعتهم؟ هذا ما سنتعرّض له في هذا الموضوع.


الأرحام وصلة الرحم


الأرحام جمع كلمة رَحِم، والرّحِم في اللغة العربية لفظ يسمّى بها كل من له صلة قرابة وارتباط ونسب مع إنسان آخر، سواء أكانت صلة القرابة من جهة الأم والأب معاً كالأخوة والأخوات، أو من جانب الأم وحدها كالأخوال والخالات وأبنائهم، أو الأب وحده كالأعمام والعمات وأبنائهم، وتشمل صلة القرابة الجد والجدّة، ومن أعظم الأرحام الأم والأب، وباختصار الأرحام هم كل من يكون في نظر الناس من أقارب الإنسان بسبب علاقة نسبيّة سواء من جهة الأب أو الأم.

وحينما نتحدث عن صلة الرحم ونقول أنها من الواجبات، وأنّ على الإنسان أن يصِل رَحِمه، ونذكر أن الإسلام حثّ في القرآن والروايات على صلة الرّحم، نقصد من ذلك إقامة علاقة طيّبة وحسنة مع هؤلاء الأرحام والأقارب، من خلال الاهتمام بشؤونهم، والسؤال عن أموالهم، وزيارتهم، ومشاركتهم الحزن والفرح، وتقديم المساعدة لهم، ومدّ يد العون إليهم، والدعاء إلى اللَّه بالخير لهم.
والهدف من ذلك هو أن اللَّه عزّ وجلّ أراد للعلاقات بين الإنسان وأقاربه أن تكون مبنيّة على المحبة والمودة والعطف والرّحمة، لا القسوة والكراهية والبغض والبعد لذلك أوصانا الرسول وأهل البيت (ع) بصِلَة الرّحم.

عن النبي (ص): "أوصي الشاهد من أمتي والغائب منهم ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة أن يصل الرحم وإن كانت منه على مسير سنة فإن ذلك من الدين".

كما نلاحظ في نفس الوقت أن اللَّه عزّ وجلّ قد توعد من يقطع رحمه بنزول اللعنة عليه وأن جزاءه السكن في دار جهنم قال تعالى: {والذين ينقضون عهد اللَّه من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر اللَّه به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار} .

 


آثار صلة الرحم


لصلة الرحم ثمرات كثيرة في الدنيا والآخرة يستطيع أن يقطفها الإنسان ويستفيد منها، فمن هذه الثمرات:

1 طول العمر وتنمية المال: ورد عن رسول اللَّه (ص) أنه قال: "من سره أن يمد اللَّه في عمره وأن يبسط له في رزقه فليصل رحمه".

2 حسن الخلق ودفع البلوى: عن الإمام الباقر (ع) قال: "صلة الأرحام تزكّي الأعمال وتنمي الأموال وتدفع البلوى...". وعن الإمام الصادق (ع): "صلة الأرحام تحسِّن الخلق.. وتطيِّب النفس...".

3 الراحة عند الموت ويسر الحساب: عن الإمام الهادي (ع): "فيما كلّم اللَّه تعالى به موسى قال موسى (ع): ما جزاء من وصل رحمه؟ قال اللَّه تعالى: يا موسى أُنسى‏ء له أجله وأهوِّن عليه سكرات الموت".

وعن الرسول (ص) قال: "صلة الرحم تهون الحساب وتقي ميتة السوء".

4 الأجر العظيم: ورد عن رسول اللَّه (ص): "من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه اللَّه عزّ وجلّ أجر مئة شهيد، وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة، ويمحى عنه أربعون ألف سيئة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك، وكان كأنما عبد اللَّه مئة سنة صابراً محتسباً".

وعن أمير المؤمنين(ع): "صلة الأرحام تحسن الخلق".


آثار قطيعة الرحم


لقطيعة الرحم أيضاً آثار غير طيبة بل سامة في الدنيا والآخرة. ففي الدنيا تعجيل الفناء والعقوبة وضياع الأموال وحلول النقمة وارتفاع الرحمة. عن الرسول (ص): "إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم".

ومن الآثار الأخروية كما ذكرنا الّلعنة وسواء الدار.

ولا بدّ للإنسان أن يصل رحمه وإن قَطَعه الآخر، عن الرسول (ص): "ولا تقطع رحمك وإن قطعتك".

 

آداب الجيران


لقد أولى الإسلام مسألة الجار والجوار أهمية كبرى وعدّه من الأرحام، حيث أوجب له حقوقا وواجبات قد يعجب الإنسان من كثرتها وتحتاج منه إلى عناية حتى يتمرس عليها وما ذلك إلا حرصا من الشريعة على إحياء روح الترابط بين أفراد المجتمع الإسلامي الواحد وتأكيداً منه على توثيق عرى التواصل بين أفراده.

فقد ذكر إمامنا السجاد عليه السلام في رسالة الحقوق، حقاً مستقلاً للجار وقد وردت الكثير من الروايات التي تحث على أداء حقوقه وقد ذكر الله الجار في كتابه العزيز حيث قال: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب}

وقد روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : «حرمة الجار على الإنسان كحرمة أمه».

ولشدة ما كانت الوصية بالجار تتنزل على رسول الله‏ صلى الله عليه وآله قال: «مازال جبرائيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه فمن قصّر في حقه عداوة أو بخلا فهو آثم»


حد الجار


عدّ الدين الإسلامي الجار بمن يقرب من منزل الإنسان بأربعين داراً من كل الجهات.

فعن النبي صلى الله عليه وآله : «أربعون داراً جار».

وعن أمير المؤمنين عليه السلام : «حريم المسجد أربعون ذراعاً والجوار أربعون داراً من أربعة جوانبها»


حق الجار


نستنتج من خلال مراجعتنا لأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام أن للجارحقوقا كثيرة نذكر بعضا منها:

1 - حفظه غائباً: عن الإمام السجاد عليه السلام : «ولا تخرج أن تكون سلما له ترد عنه لسان الشتيمة... وحق جارك حفظه غائباً»

2 - إكرامه حاضراً: ففي رسالة الحقوق،: «وإكرامه شاهداً».

3 - نصرته مظلوماً: ورد عن إمامنا السجاد عليه السلام : «ونصرته إذا كان مظلوماً»

4 - نصحه فيما يهمه: وروي عن إمامنا السجاد عليه السلام: «وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه».

5 - مواساته: عن رسول الله صلى الله عليه وآله : «وإذا مرض عدته وإن مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير سرّك وهنيته، وإن أصابته مصيبة ساءتك وعزيته».

6- الصفح عنه: ورد في رسالة الحقوق، في حق الجار: «وتقيل عثراته وتغفر ذنبه».

7 - إقراضه إذا طلب: عن رسول الله (ص): «وإن استقرضك أقرضته وإن استعانك أعنته وإن احتاج أعطيته»

8 - عدم الإطلاع على سرّه: عن الإمام السجاد عليه السلام : «ولا تتبع له عورة فإن علمت عليه سوءاً سترته عليه». فمن مكارم الأخلاق أن يرعى الإنسان خصوصية أخيه وجاره المسلم فلا يرسل بصره يميناً وشمالاً بحثاً عن أموره الشخصيّة والخاصة به ولا يختلس النظر والسمع إلى داره.

9 - عدم الأذية: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : «من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله»

10- عدم البخل بالطعام: روي عن رسول الله‏ صلى الله عليه وآله : «يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك». وعنه‏ صلى الله عليه وآله: «وإن اشتريت فاكهة فاهدِ له منها وإلا فأدخلها سرّاً، لا يخرج ولدك بشي‏ء يغيظون به ولده، هل تفقهون ما أقول لكم، لن يؤدي حق الجار إلا القليل ممن رحم الله»


آثار حسن الجوار


قد عرفنا حقوق الجار ونسأل الله أن يعيننا على أدائها وبقي علينا أن نعلم بآثار حسن الجوار في الدنيا والآخرة

1. زيادة العمر: فعن الإمام الصادق عليه السلام : «حسن الجوار زيادة في الأعمار»

2. زيادة الرزق: فعن أمير المؤمنين عليه السلام : «حسن الجوار يزيد في الرزق»

3. عمران الديار: فعن أمير المؤمنين عليه السلام : «حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الأعمار»


وعمران الديار زيادة البركة فيها والتوفيق لساكنيها وحصول الخير لديهم.

برامج
2045قراءة
2015-11-15 17:22:16

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا