12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> إنّا هديناه النجدين

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

إنّا هديناه النجدين
يــحكى أنّ حاكم إيطالي دعا فنانا ً تشكيليًا شهيرًا و أمره برسم صورتين
مختلفتين ومتناقضتين عند باب أكبر مركز روحي في البلاد
أمره أن يرسم صوره ملاك ويرسم مقابلها صوره الشيطان
لرصد الاختلاف بين الفضيله و الرذيله

قام الرّسّام بالبحث عن مصدر يستوحي منه الصور ..وعثر على طفل بريء وجميل
تطل السكينة من وجهه الأبيض المستدير وتغرق عيناه في بحر من السعادة

ذهب معه الى أهله واستأذنهم في استلهام صوره الملاك من خلال جلوس الطفل أمامه كل يوم حتى ينهي ذلك الرسم مقابل مبلغ مالي وبعد شهر أصبح الرسم جاهزًا و مبهرًا للناس

وكان نسخه من وجه الطفل، ولم ترسم لوحه أروع منها في ذلك الزمان

وبدأ الرّسّام في البحث عن شخص يستوحي منه وجه صوره الشيطانوكان الرجل جادًا في الموضوع
لذا بحث كثيراًو طال بحثه لأكثر من أربعين عاما
وأصبح الحاكم يخشى أن يموت الرّسّام قبل أن يستكمل التّحفه التّاريخيّة

لذلك أعلن عن جائزة كبرى ستمنح لأكثر الوجوه إثارة للرعب، وقد زار الفنّان السجون والعيادات النفسية والحانات. وأماكن المجرمين لكنّهم جميعا ً كانوا بشرا ًو ليسوا شياطين

و ذات مره عثر الفنّان فجأة على(الشيطان!)

و كان عبارة عن رجل سيء يبتلع زجاجة خمر في زاوية ضيقه داخل حانه قذرة

اقترب منه الرسّام وحدثه حول الموضوع .. ووعد بإعطائه مبلغ هائل من المال .. فوافق الرجل وكان قبيح المنظر ..كريه الرائحة ..أصلع وله شعرات تنبت في وسط رأسه كأنها رؤوس الشياطين!
وكان عديم الروح ولا يأبه بشيء ويتكلم بصوت عال وفمه خال ٍ من الأسنان

فرح به الحاكم لأن العثور عليه سيتيح استكمال تحفته الفنية الغالية جلس الرسّام أمام الرجل و بدأ برسم ملامحه مضيفاً إليها ملامح ( الشيطان !)

وذات يوم التفت الفنّان إلى الشيطان الجالس أمامه وإذا بدمعه تنزل على خده فاستغرب الموضوع
وسأله إذا كان يريد ان يدخن أو يحتسي الخمر! فأجابه بصوت أقرب إلى البكاء المختنق

أنت يا سيدي زرتني منذ أكثر من أربعين عامًا حين كنت طفلًا صغيرًا

و استلهمت من وجهي صوره الملائكة وأنت اليوم تستلهم مني صوره الشيطان

لقد غيرتني الأيام و اللّيالي حتى أصبحت نقيض ذاتي! بسبب أفعالي ..
وانفجرت الدموع من عينيه وارتمى على كتف الفنّان
وجلسا معا يبكيان أمام صوره الملاك
*
إن الله يخلقنا جميعنا كالملائكة ولكن نحن من يغير ونشوّه أنفسنا ...بسبب معاصينا...لذلك قال الله : (إنّا هديناه النجدين)
أي طريق الخير والشر.....فلا تلوّث روحك ونور وجهك وبصيرتك بأفعالك غير المدروسه
ولاتستسلم للنفس فالنفوس ضعيفه الّا من قواها بتوكلها على الله...
اسعى على عمل الخير وكن دائما للخير سبّاقا واطرد نزعة الشّر من داخلك حتى وإن كانت صغيرة. لأنّها تنموا فبداخل النّفس الإمارة آلاما هذبتها.

 

مرشدات المهدي
971قراءة
2016-01-17 14:45:27

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا