12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> ما أقلّ الصوم وأكثر الجوع

ما أقلّ الصوم وأكثر الجوع

كثيرون هم أولئك الذين يفهمون الصوم على أنّه امتناع عن الطعام والشراب، الساهون الغافلون عن المعاني والأبعاد الحقيقية لهذه الفريضة الإلهية، ونحن اليوم إذ نقترب من الشهر الكريم، اتخذنا من خطبة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) في استقبال شهر رمضان المبارك مرآة تعكس لنا بعض الصور واللطائف الخاصة بهذه العبادة العظيمة، عبادة الصوم التي تُعين الإنسان على التقوى وتبعده عن الذنوب والمعاصي إذا ما التزم بأحكامها وآدابها.

شهر الله:
" هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب...".
 
المُضيف هو الله (جلّ جلاله)، والضيوف نحن، أما الضيافة فهي من أرقى ما يكون، ثواب وأجر يُكتب في صحائف أعمالنا دون جهد وعمل، فلمجرد التنفس نُكتب من المُسبّحين، والنوم يجعلنا من العابدين، فضلاً عن إجابة الدعوات كوننا في حضرة الرؤوف الرحيم الذي يأبى أن يردّ ضيفه إلا بالإجابة، ولكن هل ترانا نحن نلتفت إلى هذه الهدايا والعطايا!؟ هل نتأدب مع المُضيف الكريم كما نتأدب مع مُضيفينا في هذه الدنيا!؟ هل نعدّ العدّة للقائه في شهره كما نتهيّأ لمقابلتهم!؟؟.
 

شهر العبادة:
".. ومن تطوّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النّار، ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثواب مَن أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور.. ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشّهور..".
 
إنّ الله (عزّ وجلّ) قد أعدّ من الأجر الكثير لمن عبده في هذا الشهر وأطاعه، ويبقى على الصائم اقتناص الفرص وعدم تضييعها لأنّها لا تعوّض.
 

عبرة لمن اعتبر:
"..واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه..".
 
إنّ شهر رمضان فرصة للاحساس بيوم القيامة وأهواله، وإذا كان جوع الدنيا يُختم بطعام شهي لذيذ، فإنّ جوع الآخرة سيُختم لمن كان من أهل النّار بالأكل من شجرة الزقوم التي يُشبه طعمها طعم المعدن المُذاب. وعطش الدنيا يرويه الماء، بينما ماء المذنبين يوم القيامة يكون من ماء الحميم وهو الماء البالغ غاية الحرارة.
 

صوم الجوارح:
".. واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم..".
 
ومن هنا يمكننا تلمّس المعاني الحقيقية للصوم، فالصوم ليس فقط صوم عن الطعام والشراب، بل هو صوم للّسان وصوم للأذن عن كل ما نهى الله عنه من كذب وغيبة وافتراء وغيرها من الآفات، وصوم للنظر عن كل ما حرّم الله، وبهذا تتكامل المعاني وتتحصّل الثمار المرجوة من هذه الفريضة التي لا نعيشها إلا شهرًا واحدًا في السنة.
 

جواز على الصراط:
".. يا أيّها النّاس من حسّن منكم في هذا الشّهر خُلقه كان له جواز على الصّراط يوم تزلّ فيه الأقدام ... ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه..".
 
ما أسهلها من شروط إذا ما نظرنا إلى أثرها الأخروي، شروط لا تتطلب منّا في هذه الدنّيا سوى رحمة ومودة ومحبة وفرحة وبسمة نزرعها على وجه وفي قلب من يحتاجها من يتيم وقريب وعزيز.
 
إنّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتحة فسلوا ربّكم أن لا يغلقها عليكم،  وأبواب النّيران مغلقة  فسلوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم، والشّياطين مغلولة فسلوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم.
 

دليلة
1384قراءة
2021-04-26 09:34:18

إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا