12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

مرحلة الشباب >> حين اختفى القمر 

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

حين اختفى القمر 
|مرحلة الناشئة والشباب|


 

معلومة حول الكتاب

ويعتبر "حين اختفى القمر" الكتاب الرابع عشر لحميد حسام ، جاء في قالب مذكّرات. وقال عن الكتاب لموقع التاريخ الشفوي الإيراني  :" الكتاب عن شخص باسم علي خوش لفظ، جسده مصاب ب 70 بالمائة وقد ذهب للجبهة في سنّ السادسة عشر ، وعند تعرفه على الحاج أحمد متوسّليّان انضمّ لصفّ التعرف على الأعداء.
ثم التحق فيما بعد بكتيبة {27 محمد رسول الله (ص)} وبدأت بطولاته في عمليات عديدة مثل، "رمضان" و "ثار الله" و "الفجر 2 ".
أساس تأليف الكتاب هو في حقل التأريخ الشفوي، لأنّ كل المذكّرات الّتي ذُكرت كانت دون تدخل.و لم تكن الكتابة إلا حذف العناصر الإضافية، وتنظيم الأحداث حسب زمنها وتبديل اللّغة للغة مكتوبة".



 
اقتباسات:

"- ما الأمر؟ إلى أين يأخذون هذه الأسلحة؟

- من المقرر نقلها إلى طهران، معسكر ولي العصر التابع للحرس الثوري.

- لكن جبهة المواجهات هنا، لم ينقلونها إلى طهران؟ 

 - لقد فتحت جبهة أخرى. لقد اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان وسوف نذهب نحن ولواء من الجيش إلى جنوب لبنان.

كنت أشعر بالحنين لرؤية أمي وأبي وإخوتي وجدتي وأبناء الحي من  جيراني. لكن بمجرد أن سمعت هذا الخبر أمحيت صورهم من رأسي. فالحرب مع إسرائيل كانت الأولوية بالنسبة إليّ قلت: «لقد التأم جرحي يا حاج تستطيع الاعتماد عليّ .أخبر الحاج محمود بهذا أيضًا»".

حين اختفى القمر، حميد حسام، ص 164.  


_ "سعيت هناك إلى كسب الثواب، كما كان حسن مراديان يقول لنا في فترة التدريب بأن الجبهة مكان لتجميع الثواب بذلك الشعور البرّي والبعيد عن التّصنّع - ذلك الشعور الصافي كالماء العذب الذي أتحسّر عليه اليوم- بدأت بإنزال صناديق الذخيرة. كانت الصناديق ثقيلة، ومن باب الفضول، فتحت أحدها فرأيت في داخله قذيفة هاون 120 ملم. كانت كلّ قذيفة تزن أكثر من 25 كيلو غرامًا".

حين اختفى القمر، حميد حسام، ص 45.


_ "كان ابن خالتي، حميد صلواتي، يرافقني خلال هذه الأحداث. حين وصل الأمر إلى هذا الحد، قام الجنود التابعون لحكومة الشّاه بإطلاق النار على النّاس مستعملين بنادق الـ (G3). كان صوتها العالي والمدوّي يملأ كل الشارع ويُعلّق نياشين الرصاص على الصدور الدامية. كان الجميع هدفًا لها العجائز والشّباب الرّجال والنساء، كان الجنود يطلقون النار على النّاس من فوق مبنى شاهق اسمه قصر الخال قاسم".

حين اختفى القمر، حميد حسام، ص 27. 
 

_ " كان أمام دشمة القيادة شاب ينادونه بالحاج قاسم وقد تحلّق حوله كوكبة من المجاهدين وانضمت مجموعتنا الّتي تشمل قادة الكتائب والسرايا إليهم. أطلع الحاج قاسم سليماني، قائد لواء ثار الله المجتمعين على آخر المستجدات في «كوشك»: «أيها الإخوة. استطعنا خلال الليلتين الماضيتين أن نخترق ساتر كوشك الترابي الحدودي، والآن فإن 700 متر من السائر الترابي المحصن في أيدي الإخوة لكن الضّغط عليهم كبير جدًا. نحن نقاتل العراقيين من الجهات الثلاث: اليمين، اليسار، والمقدمة. ويقع خلفنا حقل ألغام. إذا استمرّ الوضع على هذه الحال، فلربّما عادت هذه الأمتار ال700 إلى أيدي الأعداء. لقد تم الحفاظ على هذه المنطقة بشق الأنفس ويجب علينا أن توسع هذه الرقعة يمينا يسارًا حتّى تصل إلى مساحة لا تقل عن لثلاثة كيلومترات، جاء الإخوة من همدان في ثلاث كتائب للمساعدة. وفقا للتّقديرات، يجب أن تتقدم كتيبتان عن يمين تحصينات الساتر ويسارها، وتبقى كتيبة أخرى احتياطيّة للتأمين وإسناد كتيبتي اليمين واليسار. مع ترحيبي بمجيء هؤلاء الأعزاء، أمل أن نستطيع، بعون الله المحافظة على تحصينات ساتر كوشك الترابي». 

كان خطاب الحاج قاسم مقتضبًا وشاملاً. لقد ذكرني وجهه بالحاج أحمد متوسليان صارم، صاحب إرادة ويتكلم بحزم وثبات وفي الوقت نفسه بهدوء".

حين اختفى القمَر، حميد حسام، ص 188. 


_ "ارتفع عدد الشّهداء حتّى ذلك الحين الى ثمانين شهيدًا. وبقيت جثامينهم المتناثرة من حولنا تتعرض للقذائف والصواريخ، دون أن نستطيع تحريك ساكن بانتظار غروب الشمس. بدا ذلك حلمًا بعيد المنال كأنّه لن يتحقّق أبدًا. كلّ دقيقة كانت تمرّ علينا كالسّاعة من الزّمن والأرض تحترق تحت أقدامنا،ْ بفعل حرارة الشمس ولهيبها والنّيران العِراقية على حدٍّ سواء. أدّى معظم الجنود صلاتهم في خضم المعركة منتعلين الاحذية العسكرية من دون وضوء بل من دون تيمّم حتى. تارةً يتّجهون نحو القبلة وتارةً آخرى ناحية اتجاهات اخرى حسبما تمليه عليهم المعارك. في هذه الاجواء ، لفتتني سكينة معاون قائد محور سلمان، حسين همداني وهدوئه. كان جالسًا بلِباسه الممزّق من عصف الانفجارات متجهًا نحو خرمشهر، وهو على الارجح اتجاه القبلة، رافعًا يديه الى السماء يدعو بهذه الكلمات: "أعنّا يا الله. إلهي، نحن في غاية الضعف المحض فأغثنا.أرسل لنا عتمة الليل يا رب".

حين اختفى القمر، حميد حسام، ص 132. 


 

_ "كانت الأيام بعيدًا عن الجبهة صعبةً جدًّا عليّ، صرت أحترق كالبخور فوق النار المتوهجّة. لم أكن أعرف استقرارًا وسكينة. كانت أميّ قد اعتادت على أنّه بعد قضاء ثلاثة أشهر في الجبهة، لا أبقَ أكثر من أسبوعين أو ثلاثة في المدينة.
من شدّة شوقها إليّ كانت تعاتبني أحيانًا ، فتقول: «على الأقل، ابقَ في المنزل «ضيفًا عندنا» ليلةً أو ليلتين. هل أنت خادم مسجد لكي تبقى هناك في الليل أيضًا!». 

كنت فتًى صغيرًا وعنيدًا، حينها لم أكن لأفهم عمق حنان الأم فأجيبها على الفور: «وهل عمل خادم المسجد عيب وعار؟!» رحت أقضي وقتي في مقرّ التعبئة بقراءة الأدعية جماعة والحديث عن ذكريات العمليات، وكان الأذان والصلاة يقطعان هذا البرنامج. الحق مع أمي؛ كنت قد صرت مثل خادم المسجد. في المساء أدرّب الشباب على رياضة الكونغ فو والمصارعة، ومن ثم نتفقّد أسر الشهداء، وبعدها تبدأ عمليات الحراسة وإقامة الحواجز في الشوارع. وكنت منتبها منتظرًا لأي خبر يحكى عن أجواء عمليات جديدة لأنطلق إلى الجبهة".

حين اختفى القمر، حميد حسام، ص263.
 

_ "كان يجب علينا أن نصبر حتّى يأتي المساء. ولكن «جمشيد» قام ومشى نحو الخطّ العراقي. كان يمشي منتصِب القامة وبشكل طبيعي! قلت لـ«صفري» «لاشك أنه سيقع في الأسر!». لم نكن قد استوعبنا ما يحدث حين ركض مسرعًا واجتاز المسافة الفاصلة بين متراسين عراقيين!. 

 حينها تجرّأنا نحن أيضًا وركضنا مسرعين وحالفنا الحظ، إذ لم يكن أي جندي عراقي أمام دشمته في تلك اللحظة. لا شكّ بأنّهم نائمون ورأوا أنّ لا ضرورة للحراسة ومراقبة أطرافهم وخلف ظهورهم في تلك المنطقة في وقت الظهيرة. ركضنا وركضنا حتّى اجتزنا متاريس خطّ التّماس الأمامي ووصلنا إلى نهر «كنجان جم» ذي الفروع الثلاثة نفسه؛ حين نزلنا في النهر، بقينا تحت الماء بضع ثواني ونحن نرتشف منه ونعبّ. قطعنا الفرع الثالث ثم الثاني فالأول. عدنا للبلل والماء يغمر رؤوسنا وأجسامنا. حين التقطت أنفاسي واسترحت قليلاً، سألت جمشيد «ما هذا الذي فعلته؟ لو خرج جندي عراقي بالصدفة من دشمته لأردانا جميعًا معًا!». 

ضحك «جمشيد» وقال: «يبدو أن العطش والحرّ تسبّبا لي بنوبة جنون فلم أعد أستطيع البقاء. والآن بدل هذه الأسئلة، توضأ كي نصلّ الظهر والعصر».

حين اختفى القمر، حميد حسام، ص 261. 
  

_ كان النظام في الكتيبة مختلفًا عما هو عليه في وحدة معلومات العمليات. في الصباح وبعد الصلاة تبدأ مراسم تحية العلم ثمّ الرياضة الصباحية والفطور. وتدريب يليه تدريب ومناورات تليها مناورات. وفي الليل قيام ودعاء ومناجاة.

 ولكن الأجواء المعنوية لشباب الكتيبة لم تختلف عنها في المعلومات، هنا أيضًا كان بعضهم يحفر لنفسه قبرًا يرقد فيه ليلاً. شاع هذا العمل لدرجة أصبح ثقافة سائدة يقوم بها كثيرون جهارًا بعيدًا عن حسابات الرياء، ويصطبغ أحيانًا بلون الدعابة، فيقوم الشباب في ساعات الفراغ في النهار بلفّ أحدهم بأغطية بيضاء كالكفن ثمّ يتحلّقون من حوله فيشعر بأنه ميت. ومن ثُم كانت تحصل مشاهد عجيبة.

 أحيانًا كان الشخص المكفّن يبكي بشدة كأنه حقا في داخل القبر والبرزخ وأحيانًا أخرى يضحك لدرجة ينهال الشباب عليه بالضرب لكمًا وركلاً بكل ما أوتوا من قوة. كانت الوجوه المحيطة بالأخ المكفّن تختلف أيضًا بين ضاحكٍ مازح وباك مستذكر القيامة.

حين اختفى القمر، حميد حسام، ص 383.
 

_ لم أكُن أعلمُ بمصيرِ "سعيد تكمه داش" الّذي بقي في وحدة التّخريب في فرقة 27. كنتُ فقط أملكُ رقم هاتفٍ له واتّصلتُ به بعد فتح "فاو".

رفعت والدته السمّاعة، قالت بلهجةٍ طهرانيّةٍ محبّبة: «تفضّل، من معي؟» قلتُ أنّني صديقُ سعيد ولديَّ عملٌ معه.

قالت: «أسألُ ﷲ أن لا تحزن يا عزيزي، سعيدٌ وصل إلى مُبتغاه وذهب إلى حيثُ تتحسّرُ أُمّه على الذّهاب». لا أنسى أبدًا كيف سمعتُ خبر استشهاد سعيد من والدته الجبّارة.

حين اختفى القمر، حميد حسام، ص 413.
 

_ "كان لنا في المعسكر، إلى جانبِ التّدريبِ على التّخريب وإقامةِ العزاء في محرّم وصفر، مناوراتٍ قتاليّة. في أحدِ الأيّام، عزمتُ على الذّهاب نحو الجبال المحيطةِ بالمعسكر لأختلِيَ بدفتري الشخصيّ.

قطعتُ عدّة كيلومتراتٍ مشيًا، ووجدتُ بين الصّخورِ مكانًا للاختلاءِ بعيدًا عن الأعيُن. وغرقتُ في الكتابة غافلًا عن مرورِ الوقت.

فجأةً، دوّى انفجار، بدأت مناورات تدريبيّة مشتركة بين عدّة كتائب. في البداية، لم أكترث وأكملتُ عملي إلى حين انهمل وابلٌ من رصاص رشّاش 23 ملم على الصّخور والحجارة من حولي.

بالطّبع لم يكونوا يفترضون أنّ أحدًا يقبعُ في هذا المكانِ من الجبل. كانت الرصاصاتُ ترتطِمُ بالصّخور وترتدّ. لا أعرفُ إن كان أحدٌ سيُسعِفُني هناك لو حلّ بي أيّ مكروه. انبطحتُ أرضًا بين صخرتين وانتظرتُ ريثما انقطع إطلاق النّار. ثمّ عدتُ ليلًا إلى المعسكر".

حين اختفى القمر، حميد حسام، ص 414.


 

هل تعلم؟ 

مدينة همدان

هَمِدان هي مدينة إيرانية وعاصمة محافظة همدان، وتعرف أيضًا باسم (أكبتانا) كما وردت في كتاب (هيروديت أبو التاريخ) ،وهي مدينة بناها الملك ديوسيس لتعزيز حكمه على الميديين وتوحيد صفوفهم.
 ويذكر أنها كانت ذات أسوار منيعة.

 فيها قبرُ العالم الطبيب ابن سينا وأيضا الشاعر بابا طاهر الهمداني المشهور بالعريان. يقدّر عدد سكّانها بمليون و700 ألف نسمة يتكلّمون لهجة إيرانية مزيجةً من الكردية اللكية واللهجة المحليّة الملايريّة.



 

هل تعلم؟ 

عمليات بيت المقدس

تعتبر عمليات بيت المقدس من أصعب وأخطر العمليات الهجومية العامودية على صعيد العالم على الاطلاق حيث قامت القوات الايرانية بعملية فصل للقوات العراقية المحتلة للوصول الى مدينة خرمشهر الاستراتيجيّة، بما يؤمن لها لاحقًا السيطرة على المياه الاقليمية حول مدينة خرمشهر. نفّذت القوّات الايرانية عمليّة هجومية سمّيت بعمليات بيت المقدس يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مراحل:

المرحلة الأولى: اجتازت القوات الايرانيّة نهر الكارون ابتداءً من أواخر نيسان من العام 1982.

المرحلة الثانية :تقدّمت القوات الايرانيّة غرب نهر الكارون على طريق الأهواز – خرمشهر أوائل شهر أيّار من العام 1982 على الرغم من المقاومة العنيفة للبعثيين وهجماتهم المضادة.

المرحلة الثالثة: امتدث من 22 أيّار من العام 1982 إلى الرابع والعشرين من شهر أيار من العام نفسه وتمثلت بدخول القوات الايرانيّة الى المدينة وتحريرها.
 

برامج
257قراءة
2024-03-06 23:10:23

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا