12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المقالات التربوية >> نحو تربية صالحة: "الشجار بين الأطفال"

نحو تربيةٍ صالحةٍ
(الشجار بين الأطفال)

 

لا يكاد يخلو منه بيتٌ من البيوت، وكثيرًا ما يستمتع الإخوة وهم يتشاجرون مع بعضهم البعض، فهم يتعرّفون من خلال تلك المناوشات على إمكاناتهم، ونقاط الضعف والقوة عندهم، وهم يجرّبون نشوة الإثارة والانتصار.

 

 

• أهمّ أسباب التشاجر بين الإخوة: 

الغيرة، والشعور بالنقص، والشعور باضطهاد الكبار، وانشغال الأبوين عن الأطفال. كما أنّ الأطفال الذكور يحاولون السيطرة على البنات، وقد يعيّر الأطفال بعضهم
بعضًا بشكل الجسم أو قِصره أو ضخامته؛ فيتشاجرون. وكثيرًا ما يتشاجر الأطفال لامتلاك بعض الألعاب. وبالطبع، فإنّ تلك المشاجرات تثير عصبيّة الأبوين؛ فيُصابا بالصدمة حين يعجزان عن منع تلك المشاجرات، حتّى إنّ بعض الآباء يشكّ في قدرته على التربية، ويُسائل نفسه: كيف لا يستطيع تربية أبنائه من دون شجارٍ ولا خصوماتٍ.
وينبغي البدء أوّلًا بدراسة حالة الطفل الصحّيّة، فقد يكون سرعة الغضب أو البكاء اختلالًا في إفرازات الغدّة الدرقيّة، أو الشعور بالإجهاد أو الإمساك المزمن نتيجة سوء التغذية أو غيرها من الأسباب.

 


• ماذا أفعل عندما يتشاجر الأولاد؟

 1ـ إذا كان أحد الأولاد عرضةً للإصابة بأذًى جسديٍّ، فعليك أن تتدخّل فورًا حتّى تمنع
الخطر المحدق، بأن تنادي عليهم أن يتوقّفوا عن الشجار فورًا، وهذا ما يحدث في شجار الأولاد عادةً، أمّا البنات فتملنَ إلى جولات الصراخ بدلًا من استخدام العضلات.

2ـ بعد تحقّق الهدوء، حاول أن تقضي وقتًا قصيرًا في الاستماع إلى كيف بدأت المعركة، رغم أنّه من المستحيل غالبًا أن تصل إلى القصّة الصحيحة، ولكن من المهمّ أن تشعرهم أنّك محايدٌ وعادلٌ، وأنّك تسمع لما يجول في صدورهم.

3ـ إذا لم يكن هناك ضربٌ أو استعمالٌ للعضلات في النزاع؛ فلا حاجة إلى المسارعة للتدخّل وحلّ النزاع، فالأولاد يحتاجون لمثل تلك النزاعات والخلافات، فهم يتعلّمون منها أمورًا كثيرةً، ولو حاولتَ منع الشجار تمامًا فإنّهم سيبحثون عن بديلٍ لتفريغ تلك الطاقة.
إذا كنتَ دائمَ السيطرة على المواقف فهذا يعني أنّ العلاقة بينهم غير طبيعيّةٍ، ومضبوطةٌ بسلطتك أنت عليهم، وأنّهم سيهجمون على بعضهم عندما تدير ظهرك عنهم، أو أن تدوم روح العداء بينهم، والتي لم يُنَفَّس عنها طوال طفولتهم، وستكون العلاقة بينهم ضعيفةً حيث يفضّلون الانفصال عن بعضهم في أوّل فرصةٍ.
أمّا الأولاد الذين يُسمح لهم ببعض الجدال في صغرهم فيصبحون عادةً أشدّ قربًا من
بعضهم في كبرهم.

4ـ تذكّر أنّ الخلاف بين الأولاد ليس كلّه ضارًّا، وليس بالسوء الذي يبدو للكبار.

5ـ أوضِح لأبنائك أنّك لست ضدّ محاولتهم فضّ الخلاف بأنفسهم، ولكن ضدّ الضوضاء التي يصلون إليها لفضّ خلافهم، وإذا كان الخلاف على لعبةٍ فيمكنك أخذ اللعبة منهم جميعًا، وأخبرهم أنّه يمكن استرجاعها بعد أن يتوصّلوا إلى اتفاقٍ، وقد يحتاج
الأمر إلى إرسال كلٍّ منهم إلى مكانٍ أو غرفةٍ لفترةٍ قصيرةٍ.

6ـ ربّما تكون المشكلة أعسر عندما يكون فارق السنّ كبيرًا بين الأولاد المتنازعين، ورغم أنّ الكبير أقوى من الصغير، إلّا أنّ الصغير قادرٌ أيضًا على إزعاج
الكبير، وخاصّةً أنّه قد يحتمي بصغره، وقد يبالغ الولد في ألمه ودموعه.

7ـ حاول ألّا تنحاز مع أحد الأولاد ضدّ الآخر، أشعِرِ الكبير أنّ عليه أن يعطف على
أخيه الصغير، واطلب منه أن يخبرك فورًا إذا نفذ صبره ولم يتمالك نفسه.

8ـ ساعد الصغير أن يحترم الكبير، وأن لا يحاول إزعاج الولد الأكبر فينتقم منه.

9ـ لا تسرع بمعاقبة المذنب؛ فإنّ ذلك ينمّي بينهم روح الغيظ والإنتقام، وقد يقع
عقابك على البريء فيشكّ الطرفان في حكمك في المستقبل.

10ـ لا تقارن الواحد منهم بالآخر فتقول لأحدهم: "إنّ أخاك كان أفضل منك عندما كان
في سنّك"، أو "إنّك على عكس أخيك، فهو يطيعني من المرّة الأولى"، فإنّ ذلك يجعل الولد يشعر بالذنب والغضب من نفسه، والغيظ من أخيه، وإنّ تكرار هذه المقارنة يجعل الولد يكره التشبّه والاقتداء بأخيه رغم صفاته الحسنة.

11ـ ولعلّ أنسب الطرق لامتصاص ثورة العراك بين الأطفال، هي تحويل نقمتهم إلى
نوعٍ من العمل الإيجابيّ السليم، كمساعدة الغير، أو دعوتهم إلى مساعدة أمّهم أو ما شابه، ومن الخطأ أن يتوقّع الآباء أن يتصرّف الأبناء بعقليّة الآباء.

12ـ على الأمّ أن تحافظ على هدوئها قدر الإمكان أثناء غضب ابنها أو مشاجرته مع إخوته.

13ـ على الأبوين أن يكونا قدوةً حسنةً، فيقلعوا عن عصبيّتهم وثورتهم لأتفه الأمور أمام الأبناء.

14ـ لا تدع ابنك يذوق حلاوة الانتصار بتحقيق الرغبة التي انفجر باكيًا وغضب لأجلها.

15ـ على الآباء إصلاح أنفسهم أوّلًا، فكثيرٌ من حالات التشاجر عند الأطفال مرجعها الآباء أنفسهم، بسبب سلوكهم المتَّسم بالحزم المبالغ فيه، والسيطرة الكاملة على الطفل، ورغبتهم في إطاعة أوامرهم طاعةً عمياء، وثورتهم وشجارهم بين بعضهم البعض (أي الزوجين) لأتفه الأسباب.

 

 

• ومن أهمّ ما يُعين الأبوين على احتواء الشجار والخصومات بين الأبناء -إضافةً إلى ما نقلناه- القدوة في التعامل أمام الأبناء، فلا يرفع الأب صوته أو يده على الأمّ والعكس، وأن يبتعدا عن السباب والشتام والخصام أمام الأولاد، لأنّ مثل هذه الأفعال تعوّد الطفل على أن ينشأ في جوٍّ يسوده الاحترام والتقدير.

 

 

• اغمر أبناءك بالحبّ واعدل بينهم في ذلك، فلا تقبّل الصغير بينما الكبير ينتظر منك قبلةً أخرى، ولا تشترِ لعبةً للبنت على حساب أخيها الذي يكبرها، باعتبار أنّه أعقل منها.
فالعدل يخلق جوًّا من التآلف بين الأبناء وينتج عنه عدم الاعتداء بعضهم على بعضٍ.

 

 

• علّم أبناءك على أن يلتزم كلّ واحدٍ منهم حدود ما يخصّه، فلا يعتدي على مقتنيات غيره. عادةً ما يتعاطف الآباء مع الصغير حين يعتدي على ممتلكات الكبير، ويحاولون إقناع الكبير بالرضا؛ إنّ هذا الأمر -وإن أوجد رضًا مؤقّتًا عند الكبير- فإنّه يولّد في النفس شعورًا بالانهزاميّة والعدوانيّة.

تدريب
3688قراءة
2017-06-20 16:03:37

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا