تصنيف مناهج البحث
تشتقّ كلمة "منهج" من "نَهَجَ" أي: سلك طريقًا معيّنًا؛ وبالتالي فإنّ كلمة "المنهج" تعني: الطريق و السبيل؛ ولذلك كثيرًا ما يقال أنّ "طرق البحث" مرادفٌ "لمناهج البحث".
إنّ ترجمة كلمة "منهج" باللغة الإنجليزيّة ترجع إلى أصلٍ ي ونانيٍّ وتعني: البحث أو النظر أو المعرفة. والمعنى الاشتقاقيّ لها يدلّ على الطريقة أو المنهج الذي يؤدّي إلى الغرض المطلوب.
ويحدَّد المنهج حسب طبيعة الموضوع أو البحث أو الدراسة، وأهدافها التي تمّ تحديدها سابقًا، ويمكن القول أنّها تخضع -كما أشرنا سابقًا- إلى ظروفٍ خارجيّةٍ أكثر منها إراديّةٍ.
ويعرّف العلماء "المنهج" بأنّه: فنّ التنظيم الصحيح لسلسلةٍ من الأفكار العديدة، إمّا من أجل الكشف عن حقيقةٍ مجهولةٍ لدينا، أو من أجل البرهنة على حقيقةٍ لا يعرفها الآخرون (2)؛ ومن هذا المنطلق، يكون هناك اتّجاهان للمناهج من حيث اختلاف الهدف، أحدهما يكشف عن الحقيقة ويسمّى: منهج التحليل أو الاختراع، والثاني يسمّى: منهج التصنيف.
كما يقرّ البعض أنّ المنهج الأكثر استخدامًا، هو المنهج الذي يقوم على تقرير خصائص ظاهرةٍ معيّنةٍ، أو موقفٍ تغلب عليه صفة التحديد، ويعتمد على جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها واستخلاص دلالتها، كما أنّه يتّجه على الوصف الكمّيّ أو الكيفيّ للظواهر المختلفة بالصورة الحقيقيّة في المجتمع، للتعرّف على تركيبها وخصائصها.
والواقع، أنّ تصنيف المناهج يعتمد عادةً على معيارٍ ما حتّى يتفادى الخلط والتشويش، وتختلف التقسيمات بين المصنّفين لأيّ موضوعٍ، وتتنوّع التصنيفات للموضوع الواحد، وينطبق ذلك على مناهج البحث.
وإذا نظرنا إلى مناهج البحث من حيث نوع العمليّات العقليّة التي توجّهها أو تسير على أساسها نجد أنّ هناك ثلاثة أنواعٍ من المناهج:
1- المنهج الاستدلاليّ أو الاستنباطيّ: وفيه يربط العقل بين المقدّمات والنتائج، وبين الأشياء وعللها على أساس المنطق والتأمّل الذهنيّ، فهو يبدأ بالكليّات ليصل منها إلى الجزئيّات.
2- المنهج الاستقرائيّ: وهو يمثّل عكس سابقه، حيث يبدأ بالجزئيّات ليصل منها إلى قوانين عامّةٍ، وهو يعتمد على التحقّق بالملاحظة المنظّمة الخاضعة للتجريب، والتحكّم في المتغيّرات المختلفة.
3- المنهج الاسترداديّ: يعتمد هذا المنهج على عمليّة استرداد ما كان في الماضي، ليتحقّق من مجرى الأحداث، ولتحليل القوى والمشكلات التي صاغت الحاضر.
وفي حال تصنيف مناهج البحث استنادًا إلى أسلوب الإجراء، واهمّ الوسائل التي يستخدمها الباحث، نجد أنّ هناك المنهج التجريبيّ وهو الذي يعتمد على إجراء التجارب تحت شروطٍ معيّنةٍ.
ومنهج المسح الذي يعتمد على جمع البيانات "ميدانيًّا بوسائل متعدّدةٍ وهو يتضمًن الدراسة الكشفيّة والوصفيّة والتحليليّة، ومنهج دراسة الحالة،الذي ينصبّ على دراسة وحدةٍ معيّنةٍ، -فردًا كان أو وحدةً اجتماعيّةً- ويرتبط باختباراتٍ ومقاييس خاصّةٍ. أمّا في المنهج التاريخيّ، فهو يعتمد على الوثائق والآثار والمخلّفات الحضاريّة المختلفة.
أمانة برامج الإختصاصات
1884قراءة
2017-06-30 22:05:50