"الحجاب هو الجمال الحقيقي والكمال الأبقى" انطلاقاً من هذا القول قصدنا مكتب الحاجّة أمل القطان مديرة معهد سيدة نساء العالمين(عليها السلام)- فرع القائم(عجل الله فرجه)، وأجريت أسرة مجلة الرائدة معها الحوار التالي حول الحجاب وأهميته بالنسبة لكل فتاة مؤمنة مقتدية بالسيدة زينب(عليها السلام).
ما هي الدعائم الضرورية التي يمكن اعتبارها متممات للحجاب الإسلامي؟
هناك ثلاث دعائم أساسيّة للحجاب، الأولى منها هي: الأساس العقائدي، والقصد منه ما هي البنيّة التي تحملها الفتاة المحجبة أو الفتاة المسلمة عن الحجاب؟ لماذا هي محجبة؟ ماهي فلسفة الحجاب وماهي فوائده؟ هذه الأمورمعرفتها ضروريّة عند الأخت كي تفهم سبب فرض الحجاب من قبل الله تعالى، وأي خلل في المعرفة سيؤثر على التفاصيل والأبعاد الأخرى للحجاب.
أمّا الأمر الثاني فهو الجانب الأخلاقي، فالحجاب ليس حكمًا شرعيًا على الأخت أن تلتزم به، وإنما هو جزء من كيانها وشخصيتها كفتاة؛ فالحجاب لا ينفصل عن سلوك الأخت بل هو جزء من حركتها، (مشيها، كلامها) ، بالإضافة إلى علاقاتها الإجتماعيّة في دائرة الأسرة، المدرسة، الجامعة، الناس بشكل عام. والإسلام أكد على كثير من التفاصيل (ولا يضربن بأرجلهن، وليغضضن أبصارهن، ويحفظن فروجهن) وهذه ليست أمور مستحبّة بل هي من عمق وجوهر الحجاب.
أما الأمر الثالث فهو الجانب الشرعي الفقهي، ما هي حدود الحجاب والستر الظاهر؟ وهذا البعد هو نتيجة للبعدين السابقين.
أثبتت الدراسات العلميّة أنّ اللباس يؤثر على أداء الفرد وتصرفاته، فما هي الآثار المعنويّة للحجاب؟
الحجاب هو حقيقةً، ما أحب أن أسميه الستر الإسلامي، الذي هو هوية ونتيجة وسلوك طبيعي لخلق العفة والحياء. فالفتاة انطلاقًا من الحجاب مفترض أن تلتفت الى أصل وجودها وطبيعتها. فليس جوهرها أنها انثى بل جوهرها أنها إنسانة، لذاعليها أن تركزعلى الجانب الإنساني وتبرزه في شخصيتها من خلال علاقتها مع الأخرين، لأن الحجاب هو النعمة التي منّ الله بها علينا من أجل إبعاد الجانب الأنثوي وإبرازالجانب الأرقى في شخصيتنا وهو الجانب الإنساني، فهذا الجانب له بعد روحي أما الجانب الأنثوي؛ له بعد جسدي مادي. ولا أحد ينكرأن الأمرالروحي أرقى وأجمل من الأمر المادي. ولا بأس هنا -انطلاقًا ممّا ذكرناه حول جوهر الفتاة- بالإطلالة على حجاب الموضة المنتشر حاليًا، لنقول أنّه لا يمكن للفتاة أن تجمع بين الحجاب الإسلامي الساتروبين حجاب الموضة الذي يهدف إلى إبراز مفاتن الجسد، فهذا الأمر بمثابة جمع بين المتناقضات وهذا لا يصح بأي حال من الأحوال.
ماهي الحدود التي يجب أن تقف عندها الفتاة المحجبّة في المدرسة، أو الجامعة، وغير ذلك..؟
نرى في الدين والفقه أنّ الإختلاط مع الرجال الأجانب يجب أن يكون محدودًا بحدود الضرورة. فأنا خلال تواجدي في دائرة الإختلاط ضمن المدرسة، الجامعة،.... عليّ أن ألتفت الى عدة أمور منها:
1. الكلام: حيث أقتصر في كلامي على الأمورالضروريّة ذات الوجه العلمي أو العملي المقبول ضمن ضوابط الحشمة ودون مزاح أو ضحك.
2. النظرة: فتبادل النظرات أمر منهي عنه وهو تكليف للمرأة والرجل على حد سواء {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ.. } .
3. المسافة: فخلال حديثي مع الرجال يجب أن أحافظ على مسافة معينة، فالإقتراب الشديد ممكن أن يؤدي الى خرق جزء من الحجاب.
4. حركة الجسد بالإضافة الى التصرفات.
كلّنا نعلم بأنّ السيدة الزهراء والسيدة زينب(عليها السلام) لم تنكشفا طوال حياتهما أمام رجل أجنبي، ولكنّ بعض المواقف اضطرتهما لمواجهة أعداء الإسلام فما هو الدرّس الذي هدفتا (عليهما السلام) إعطاءنا إياه؟
إنّ موقف كل من السيدة الزهراء والسيدة زينب(عليهما السلام) وخروجهما وتصديهما كان لضرورة وهي إحقاق الحق، بيان الحقيقة، الدفاع عن الثورة، إضافة الى البعد الإعلامي الذي كان مطلوباً أن يظهر، من هنا كان الدرس الواضح والجلي، القاضي بأنّه إذا اضطرت المرأة للتصدي لأمر ما عليها فعل ذلك ولكن ضمن ضوابط وحدود, فالسيدة الزهراء(عليها السلام) عندما خرجت للمسجد وخطبت أمام الرجال كان ذلك من وراء ستار، والسيدة زينب(عليها السلام) كانت محاطة بالنساء.
مرشدات المهدي
2238قراءة
2017-03-22 09:50:15