لنُحيينَه حياة طيَبة
الحياة الطيبة في القرآن الكريم:
تطلب القائدة من الدليلات تلاوة الآية: بسم الله الرّحمان الرّحيم: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَة وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (سورة النّحل/ آية 97)
تطرح عليهم الأسئلة الآتية، وتأخذ كل جواب على حدى:
- ما هو العمل الصالح؟
- ما معنى الإحياء؟
- ما هي الحياة الطيبة؟
- تأخذ القائدة عددًا من الإجابات، ثم تعقب بما يلزم.
المادة العلمية:
1- العمل الصّالح هو العمل الإيجابيّ المفيد البنّاء، على كافّة أصعدة الحياة العلميّة والثّقافيّة...
2- الإحياء: "إلقاء الحياة في الشّيء وإفاضتها عليه، فالجملة بلفظها دالّة على أنّ الله سبحانه يكرم المؤمن الّذي يعمل صالحًا بحياة جديدة.."
3- وصف الحياة بالطّيّبة : "... كأنّها حياة خالصة لا خبث فيها، يفسدها في نفسها أو في أثرها" .
4- الحياة الطّيّبة يمكن أن يحياها الذّكر والأنثى إذا حازا شروط تحقّقها.
إذًا تحصيل الحياة الطّيّبة متوقّف على شرطين هما: الإيمان الحقيقيّ والعمل الصّالح. ومن البديهيّ أنّ مستوى تحقيق الشّرطين يحدّد مستوى النّتيجة، فحياتنا طيّبة بمقدار إيماننا وأعمالنا.
كما ذكر المفسّرون الحياة الطّيّبة بعدّة تفاسير، منها: الرّزق الحلال، القناعة والرّضا بالنّصيب، الرّزق اليوميّ، العبادة، التّوفيق لطاعة الله..
خلاصة القول:
المرتكز الحقيقيّ للحياة الطّيّبة هو: الإيمان الكامل الّذي لا ينفكّ عن الرّضا والتّسليم والقناعة.
طريقها: الوصول إلى اليقين عبر التّفكّر والمعرفة الّذي لا ينفصل عن العمل المنسجم مع اليقين.
من أهم عوامل تحقّقها: القناعة والرّخاء والتّسليم.
يقول المولى (عزّ وجلّ): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} . سورة الأنفال / آية 24
ثانيا:
1- توّزع القائدة أو تتلو مفهوم الحياة الطّيّبة للقائد (دام ظلّه).
2- ثم تطرح سؤال:كيف يمكننا تحصيل الحياة الطيبة؟
3- تأخذ القائدة عددًا من الإجابات، ثم تعقب بما يلزم.
يعرّف الإمام القائد (رعاه الله) الحياة الطّيّبة: "هي تلك الحياة الّتي تأمن فيها روح الإنسان وجسمه ودنياه وآخرته..، هي تلك الحياة الّتي يكون فيها العزّة والأمن والرّفاه والاستقلال والعلم والتّطوّر والأخلاق والحلم والصّفح".
ولكي يتمكّن كلّ فرد منّا الانتقال من هذه الدّنيا إلى الحياة الطّيّبة، عليه أن:
- يقاوم كلّ التّعلّقات المتمكّنة من نفسه، ويجرّد نفسه منها.
- يعيش مع النّاس في دنياهم ويشاركهم في السّرّاء والضّرّاء.
والحياة الطّيّبة تقتضي:
- الارتقاء والبصيرة في مختلف الميادين العباديّة والأخلاقيّة والاجتماعيّة.
- تحقيق الكرامة الذّاتيّة.
- اكتساب الفضائل الأخلاقيّة، ومن جملتها: الإيمان والتّقوى، التّولّي والتّبرّي، والعمل الصّالح.
ثالثا:
1-توزع القائدة على الدليلات ورقة مكتوب فيها عناوين العلاقات الأربعة وتطلب منهن تحديد كيف يمكن تحقيق العلاقة الجيدة؟
2- تأخذ القائدة عددًا من الإجابات، ثم تعقب بما يلزم.
المادة العلميّة:
من أجل تلمّس الحياة الطّيّبة والوصول لها وتحقيقها، لا بدّ من معالجة الكثير من الآفات، ويستلزم ذلك العمل على علاقات أربعة:
1- العلاقة مع الله (عزّ وجلّ)، والأنبياء والأولياء وإمام الزّمان: تكون من خلال معرفتهم حقّ المعرفة، أن نتولّى لهم ونتبرّأ من أعدائهم. كما يستلزم تمكين وتمتين علاقتنا مع الإمام صاحب الزّمان، والاستعداد لنصرته بالإيمان والعلم والعمل الصّالح.
2- العلاقة مع النّفس (جسدًا وروحًا): الرّوح تحتاج إلى الغذاء كما الجسد يحتاج إلى الغذاء، وغذاء الرّوح يكون بالتفكّر والعبادة والعلم والرّياضة مشروطة بموافقة الشّريعة وإخلاص النّيّة. أمّا الجسد فتتمظهر العلاقة الحسنة من خلال الغذاء السّليم النّافع في الدّنيا والآخرة- حسن اختيار اللّباس والزّينة – بما لا يخالف شريعة الله- التّرفيه والعمل والرّياضة.
3- العلاقة بالآخرين: وتستلزم حُسن العلاقة بالوالدين والأرحام- العلاقة بالزّوج والأولاد- العلاقة بالأصدقاء والمعارف- العلاقة بالجيران وخدمة النّاس.
4- العلاقة بالبيئة والكون: وتشمل ترشيد الاستهلاك والحفاظ على الطّبيعة، التعرّف إلى المواد الصّديقة للبيئة، والسّلامة المنزليّة، والاهتمام بالنّباتات والحيوانات. أمّا العلاقة بالكون وتشمل عالم الغيب (الجنّة والنّار، الجنّ، والشّيطان...).
هذا ما يستلزمه الدّين المحمّديّ الأصيل، أن نقدّم نموذج الحياة الطّيّبة كما يريد المولى (عزّوجلّ) وإمام الزّمان، لا نموذج الحياة الّتي يريدها أتباع الشّيطان لننحرف عن المسار الصّحيح والسّليم.
إليكن بعض مفاتيح الحياة الطّيّبة لميادينٍ وعلاقاتٍ مختلفةٍ في الحياة، وذلك بناءً لوجهة نظر الإمام الخامنئيّ دام ظلّه:
1- العمل في سبيل الله: "إنّما الحياة الطّيّبة هي تلك التي تُكرّس في سبيل الله ومن أجل غايات سامية... وأمّا الإنسان فإنّ الهدف الأسمى بالنّسبة إليه هو عبارة عن الوصول إلى الحقّ، والوصول إلى قرب الباري تعالى، والتّخلّق بالأخلاق الإلهيّة".
2- علاقة الأنس بالقرآن: "حينما يقول القرآن: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَة) فالمراد بها... الحياة الّتي تتوافر فيها العّزة، الأمن، الرّفاه، الاستقلال، العلم، التّقدّم، الأخلاق، الحلم والتّجاوز عن الإساءة. تفصلنا مسافات عن هذه الأمور، وعلينا الوصول إليها. الأنس بالقرآن ومعرفته يقرّبنا من هذه الظّواهر".
3- المسجد: "في المسجد الإسلاميّ يمتزج وجد العبادة الخالصة وبهجتها مع توثّب الحياة الطّاهرة والعقلانيّة والسّليمة، ويقترب الفرد والمجتمع من الطّراز الإسلاميّ لهذه الحياة".
4- الدّعاء: "الأدعية دروس، إذا تأمّلنا معانيها عثرنا على أثمن هديّة معنويّة إلهيّة".
5- الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر: "يجب أن ينهى الشّبا ب عن المنكر أينما رأوه".
6- الحجاب: "المرأة المسلمة هي التي تراعي دينها وحجابها ونعومتها ولياقتها ولطافتها، كما تدافع عن حقوقها".
7- الأهل: "كلّ شابّ بحاجة إلى العون الفكريّ من أبويه، وينبغي أن لا يتصوّر أحد أنّ التّوجيهات الفكريّة والأوامر والنّواهي من الأبوين للأولاد، تقتل روح التّجديد لدى الشّباب".
7- الرياضة: "الرياضة أمرٌ واجبٌ وضروريّ من أجل نشاط وانتعاش المجتمع، ومجتمعنا اليوم بحاجة إلى هذا الانتعاش وهذا النّشاط".
8- خدمة النّاس: "كلّ عمل يخدم الضّعفاء له قيمة مضاعفة إن شاء الله تعالى.".
9- الشّباب: "سيكون هذا المستقبل طوع أيديكم أيّها الشّباب، واعلموا أنّكم بمشيئة الله ستشهدون رفعة الأمم وعزّتها الحقيقيّة وتحصدون ثمار صمودكم".
دليلة
287قراءة
2024-12-24 16:47:21