في آخر لحظات العمر العصيبة.. يمرّ شريط حياة ابن آدم كلمح البصر.. يسترجع ماضيه بثوان معدودة.. لتنطلق الرّوح بعد ذلك وتغادر عالمها المحدود.. عالَمٌ ما لبثت أن عاشت فيه قِصر عمرها.. حيث النّهاية.. نعم.. نهاية المطاف في عالم الدّنيا.. وبعدها يختفي ذكرها.. إنتهى كلّ شيء!!!
لكن .. أوَليس غريبًا أمره ابن آدم؟!
هذا الموجود.. خليفة الله في أرضه.. المخلوق المختزِن لكلّ القيم الإلهيّة.. يفنى فجأة بعد دورانه في حياة كان باستطاعته أن يجعل ثمارها قطافًا يانعًا للبشريّة!
كان باستطاعته أن يجعل اسمه وعمله ونتاجه خالدًا بلونٍ خاصٍ وطعمٍ خاص!
أوَلَم يكن باستطاعته أن يصنع من كيانه إنسانًا رساليًّا كما الأنبياء والأولياء والأصفياء والشّهداء؟
الشّهداء الّذين وصفهم الله تعالى بالأحياء بيننا دون أن نشعر.. لكن لماذا؟!