بــَرَكــةُ عقــدٍ
جاء سائل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يجد ما يعطيه قال له: الدال على الخير كفاعله انطلق إلى ابنتي فاطمة. وعندما وصل أسرعت عليها السلام إلى جلد كبش ينام عليه الحسنان عليهما السلام فرفض قائلاً: أنا شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش، فما أنا صانع به مع ما أجد من السغب. وتعمد إلى عقد في عنقها أهدته إليها فاطمة بنت حمزة فتدفعه إلى السائل وهي تقول: خذ وبعه فعسى الله أن يعوضك بما هو خير لك فيه. ويعود الشيخ السائل إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وآله ويبيع العقد لعمار بن ياسر بمبلغ عشرين ديناراً ومائتي درهم وبردة يمانية وراحلة يبلغ عليها أهله. ويسأل الرسول صلى الله عليه وآله الشيخ: أشبعت واكتسيت؟. ويجيبه: نعم واستغنيت بأبي أنت وأمي. ويعلق الرسول صلى الله عليه وآله: فأجزِ فاطمة في صنعها معك خيراً. فيقول الشيخ: أللهم أنت إله ما استحدثناك، ولا إله لنا نعبده سواك، وأنت رازقنا فأعط فاطمة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. فيؤمِّن النبي صلى الله عليه وآله على دعائه، ويلف عمار عقد الزهراء عليها السلام ببردة يمانية، ويطيبه بالمسك ويبعثه وعبده هدية لرسول الله صلى الله عليه وآله. وما إن يصل العبد وبصحبته العقد حتى يبعثه لفاطمة عليها السلام، فتأخذ فاطمة العقد وهي تقول للعبد: إذهب فأنت حر لوجه الله. لتضيف مكرمة جديدة إلى مكارمها العظيمة، ويبتسم العبد وهو يقول: ما أكثر بركة هذا العقد: أشبع جائعاً، وكسى عرياناً، وأغنى فقيراً، وأعتق مملوكاً، وعاد إلى أهله.
بحار الأنوار: 43 / 56 ـ 58.