12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> كانت هي الحسين في قالب امرأة -1

كانت هي الحسين في قالب امرأة -1

 

قال الإمام السجّاد عليه السلام لعمّته زينب عليها السلام: "أنتِ بحمدِ الله عالِمَة غير معلَّمة وفهِمَة غير مفهَّمة". 


كان للسيّدة زينب (عليها السلام) دوراً أساسياً في النهضة العاشورائية، فهي التي أحيَتها وبيّنتها. فمنذ عصر اليوم العاشر من المحرم، تولّت السيّدة زينب (عليها السلام) مهمّة الحفاظ على ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، وتوضيح أهدافها إلى كل الملأ. وقد واجهت السيّدة زينب (عليها السلام) طريقًا مليئًا بالصعاب في هذه المهمّة، وكان عليها في هذه المرحلة التفكير مليًّا واتخاذ القرارات والاستفادة من الفرص، لتوقظ الناس من غفلتهم وتقدّم لهم المعرفة والوعي ليشعروا بالمسؤولية. 


يوم العاشر من المحرم أوصى الإمام الحسين (عليه السلام) السيّدة زينب (عليها السلام): إذهبي واحفظي لي العيال والأولاد، فلماذا السيدة زينب (عليها السلام)؟

 

يجيب سماحة الشيح نعيم قاسم على هذا السؤال في حوارٍ له مع مجلّة بقية الله "السيّدة زينب (عليها السلام) هي الشخصية النسائية الأبرز بين النساء المتواجدات في كربلاء، وكانت تتميّز بوعي ودراية وحكمة. وهي التي أخذت الدّور الأبرز بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه وأهل بيته (عليهم السلام)، وبالتالي كانت تُمثِّل استمرارية المسيرة والوجه الّذي يساهم في مرحلة من المراحل بإدارة نتائج كربلاء واستثمارها، من هنا عندما كلّفها الإمام الحسين (عليه السلام) رعاية العيال والأطفال، فهو تحدّث معها كشخص قياديّ له دور يتجاوز الدور التنفيذي الذي يرتبط بالأم أو بالأخت أو الابن... فهي تشكّل الراعي والحاضن لمجمل التحرّكات والأهداف التي لا بدّ من تحقيقها بعد كربلاء، وهؤلاء العيال والأطفال يحتاجون هذا التوجيه كي لا يقعوا في أزمة المأساة، وكي لا تتبعثر جهودهم وكي لا يخسروا النتائج المتوقّعة ما بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)".


كيف نوجّه نساءنا وفتياتنا ليكنَّ كزينب (عليها السلام) في حملها لهذه الرسالة التربوية العظيمة؟

 

يجيب الشيخ قاسم: "إنّ توجيه أخواتنا ونسائنا ليكنّ كزينب (عليها السلام)، مرتبط بتعبئة وتوجيه المرأة المسلمة والشابة المسلمة بشكل عام، بأهداف الإسلام الرسالية، فالسيدة زينب (عليها السلام) كانت تعبّر عن هذه الأهداف، وبالتالي كلّما زدنا من الوعي في فهم أهداف وأحكام الإسلام ودور المرأة على مستوى الأمّة، كلّما استطعنا أن نحصل على مستوى أرفع لدى الأخوات اللواتي يشاركن في المسار الجماعي وفي حماية مسار الأمّة.

 

هذا من ناحية المعرفة، وهناك ناحية سلوكيّة لها علاقة بالتربية والعبادات والأداء الروحي، الذي يساهم في بلورة الشخصية على المستوى الخاص وعلى مستوى تطبيق هذه التعاليم. ونحن بحاجة لإيجاد الربط الدقيق بين المعرفة والسلوك، فكم لاحظنا أنّ عددّا من النساء يملكن معرفة جيّدة، لكن لا يتميّزن بسلوك فاعل، وكما أنّ بعضهن يملكن سلوكًا معقولًا وجيّدًا لكنّهن عاجزات عن إيصال ما يردن إلى أطفالهن أو إلى الآخرين. من هنا يجب أن يكون هناك توازن حقيقيّ في الاهتمام بالتعليم والانعكاس المعرفيّ على الشخصية وكذلك تزكية النفس العباديّة، واللَّه تعالى قال: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ فربط بين التلاوة والتزكية والمعرفة ليكون هناك جوّ من التكامل، وهذا كان موجودًا عند السيّدة زينب (عليها السلام). وكلما زدنا من التفاعل في إطار المعرفة والتزكية، كلّما استطاعت المرأة أن تأخذ الدَّور الأفضل وأن تقوم بالواجب بشكل أكثر إتقانًا."

 

يتبع....

أمانة برامج الأشبال والبراعم
1639قراءة
2021-11-10 22:30:14

إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا