أعطِ الأفراد فرصة اللعب بمفردهم
تسود وجهة نظرٍ جديدة بين المدرّبين ومفادها: أنّ التعلّم من خلال اللعب يجعل الأفراد يكتشفون الأشياء بأنفسهم، سواءً مع تقديم الدعم لهم أو بدونه، بدلًا من توضيح ذلك لهم بطريقةٍ تعليميّةٍ، فالقيمة الحقيقيّة للعب تتأصّل في الأنشطة والتفاعل مع الأقران بدلًا من تدخّل القائد.
لكن، هناك وجهة ظرٍ أخرى تدعم أحقّيّة لعب الأفراد لوحدهم، دون تدخّل القائد، خاصّةً في لعبهم الحرّ؛ لأنّ هذا الأمر يختصّ بهم وحدهم، أضافوا أنّ هذا الأمر يعود إليهم برمّته من بدايته إلى نهايته، ولا يفضّل أن يوجّه لهم أيّ توجيهاتٍ مطلقًا، كما أنّهم اعتبروا أنّ تدخّل القائد غير المدروس سوف يثبط عزيمة الأفراد.
فمتى يُعتبر تدخّل القائد بلعب الأفراد ضروريًّا؟
يعتبر تدخّل القائد في لعب الأفراد ضروريًّا إذا كان تدخّله للأسباب الآتية:
1- إذا وجد خطرًا يحيط بسلامة الأفراد فعليه حينئذٍ التدخّل مباشرةً لإبعاده، وقد يكون الخطر من الخارج أو من الأفراد أنفسهم كعراكٍ وصراعٍ وغيره.
2- إذا واجه الأفراد صعوبةً بالغةً في لعبةٍ مّا، ورأى القائد أنّ الموقف سيشعرهم بالإحباط، وبالتالي من الممكن أن يؤثّر على عزيمتهم.
3- لمساعدة الأفراد في إدراك أهميّة اكتشافاتهم التعليميّة.
4- لتنفيذ تجربةٍ مشتركةٍ بينه وبين الأفراد، وللتفاعل عن عمدٍ مع الأفراد للتأثير بشكلٍ مباشر بهم.
5- لتقويم أنشطة اللعب بالنسبة للأفراد، وتأثيرها على تعلّم الأفراد وتطوّر قدراتهم.
وهذا يعني أن تدخّل القائد في لعب الأفراد عليه أن يكون مقصودًا، كما أنّ على القائد التحلّي بالصبر في بعض الأحيان وعدم التدخّل بسرعةٍ، بل عليه أن يعرف الوقت المناسب للتدخّل، وكيفيّة هذا التدخّل ومداه، حتّى لا يكون التدخّل فرضًا لأفكاره على الأفراد، كما ويفترض به أن يكون على درايةٍ كبيرةٍ بما يدور حوله خلال اللعب، وذلك لاستغلال فرص التعلّم المحتملة في كلّ موقفٍ يلاحظه.