12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> مستودع أسرار الأمير

 

ميثم التّمّار

   هم خِيرة من حواريي محمّد وآل بيته  عليهم السلام، الّذين ما تخلّوا عنهم في الدّنيا وسينالون شرف مجاورتهم في الآخرة إنّهم خِيرة الأصحاب لخير البشر وأفضلهم، لذا كانت هذه الصّفحة كي تعرّفنا إليهم عن قرب.

  ميثم بن يحيى, النّهروانيّ بالولادة، الأسديّ بالولاء، الكوفيّ بالسّكن. بلغ ميثم (رضوان الله عليه) في شأنه وشرفه أن يوصي رسول الله صلى الله عليه وآله به وصيَّه المرتضى عليه السلام، وهذا نبأ كريم يرشدنا إلى عظيم منزلة ميثم التّمّار.

 امتازت حياته بالبساطة, وروحه وقلبه بالإيمان وبحبّ الله سبحانه وتعالى والنّبيّ محمّد‘ وأهل البيت عليهم السلام. وقد كان من خُلّص أتباع الإمام علي عليه السلام وعشّاقه.

  كان ميثم عبدًا لامرأة من بني أسد، فاشتراه أمير المؤمنين عليه السلام منها وأعتقه، وسمّي بالتّمّار لأنه بعد إعتاقه عمل في بيع التّمر.

 كان الإمام علي عليه السلام يحب ميثم، وكثيرًا ما كان يقصده في دكّانه في الكوفة فيزوره فيها ويعلّمه من علمه الإلهيّ، أو يصطحبه معه إلى الصّحراء، فأصبح من خاصّته وحواريّيه، ومستودع أسراره ومغرس علومه.

شهادته :

حجّ  في السّنة الّتي استشهد فيها، فدخل على أُمّ سلمة (رضي الله عنها) فقالت: مَن أنت؟ قال: أنا ميثم، قالت: والله لربّما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي بك عليًّا في جوف اللّيل.. ولما رجع إلى الكوفة أمر عبيد الله ابن زياد باعتقاله, وأُدخل عليه فقال له ابن زياد أين ربّك؟ قال: بالمرصاد للظّلمة وأنت منهم. قال: إنّك على أعجميّتك لتبلغ الّذي تريد, أخبرني ما الّذي أخبرك صاحبك إنّي فاعل بك؟ قال: أخبرني أمير المؤمنين عليه السلام "أنّك تصلبني عاشر عشرة وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة". فقال ابن زياد: لَنخالفنّه. فقال ميثم كيف تخالفه؟ والله ما أخبرني إلّا عن النّبيّ‘ عن جبرائيل عن الله عزّ وجلّ. ولقد عرفت الموضع الّذي أُصلب فيه,_ كان ميثم يزور النّخلة الّتي أرشده إليها أمير المؤمنين باستمرار، ويرويها_ فأمر ابن زياد بحبسه، وحُبس معه المختار الثّقفيّ, وكان هذا بعد شهادة مسلم بن عقيل وهانىء بن عروة. وكان ميثم في السّجن يفيض من علومه الجمّة وإخباره بالمغيّبات على السّجناء معه, منها قوله للمختار الثّقفيّ "إنّك ستخرج ثأرًا بدم الحسين عليه السلام فتقتل هذا الّذي يريد أن يقتلك".

 ثمّ جاء بريد الشّام من يزيد وفيه العفو عن قتل المختار لشفاعةٍ من بعض أصهاره، وقرارٌ بصلب ميثم، فلما رُفع ميثم على الخشبة أخذ يحدّث النّاس بفضائل عليّ عليه السلام وبني هاشم, فقيل لابن زياد قد فضحكم هذا العبد، قال: ألجموه[1], فكان أوّل من أُلجِم في الإسلام, وبعد يومين من صلبه طُعِن بحربة فكبّر، واستشهد متأثّرًا بجراحه في الثّاني والعشرين من شهر ذي الحجّة، قبل عشرة أيّام من وصول الإمام الحسين عليه السلام إلى العراق.

مرقده الشّريف :

يقع مرقده الشّريف غرب مسجد الكوفة, ويؤمّه الزّائرون بكثرة.

السـّلامُ عـليكَ أيـّها الشّهيـدُ العاشق لمولاه، أيّها التّمّار ورحمةُ الله وبركاتُهُ يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيًّا.

 

 

[1] أي اقطعوا لسانه.

دليلة
1937قراءة
2019-09-18 09:34:38

إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا