التشبيك مزيجٌ بين الفنّ والتربية

التشبيك هو أحد الفنون الجميلة التي نمارسها في الكشفيّة؛ إنّه تنظيم وترتيب مجموعةٍ من الخيطان حول قاعدةٍ من المسامير التي تُنشئ أنماطًا هندسيّة، تنتج عنها أشكالٌ متعدّدةٌ تُستعمل للزينة والتجميل في المركز الكشفيّ للفوج وفي المخيّمات. ولهذا الفن تأثيرٌ تربويّ يتعدّى الناحية الترفيهيّة والجماليّة.

• تأثير التشبيك على النموّ الحركيّ للأفراد:

على الفرد أن يستخدم المطرقة لدقّ المسامير على اللوحة، كما عليه التركيز والنظر في آنٍ واحد، وهو ما يسمّى بالتآزر الحركي البصري، وبالتالي فهو يمرّن عضلات الزند، وأيضًا من أجل لفّ الخيطان حول المسامير، عليه أن يستخدم عضلات أصابع اليد، فتتحسّن حركتها ويسهُل دورانها وتزداد مرونتها، وبالتالي تقوى هذه العضلات.

• تأثير التشبيك على النموّ العقلي:

أولى هذه التأثيرات "التحفيز القوي للعقل" ، فمن أجل تحديد الخريطة الهندسيّة للوحة التشبيك، على العقل أن يقوم بعمليّاتٍ حسابيّةٍ دقيقة لتحديد موقع كلّ مسمارٍ على اللوحة، فضلاً عن وجود أنواعٍ مختلفةٍ من التشابيك التي باختلافها يزيد المستوى المطلوب للتحليل والتركيز لتنفيذ هذه اللوحة.

• تأثير التشبيك على  الصحّة النفسيّة:

العمل الفنّي بشكلٍ عام يتطلّب حصر التركيز فيه من أجل إتقانه. وإنّ العمل على لوحةٍ فنيّةٍ بتقنيّة التشبيك، تجبر الفرد على حصر ذهنه في الخطوات والحسابات الرياضيّة الدقيقة المطلوبة لتنفيذ اللوحة، وتجعله لا يفكّر في أمرٍ غير لوحته، فيحصل بالتالي على صفاءٍ ذهنيّ، يؤدّي الى تفريغه للمشاعر السلبيّة خلال القيام بهذا العمل.

• تأثير التشبيك على النموّ الاجتماعي:

قد يتطلّب تنفيذ لوحةٍ من التشبيك أو ساريةٍ كشفيّة -عملٌ فنّيٌّ يُوضع وسط المخيّم الكشفي- عملاً جماعيًّا لإنجازها، وهذا ما يستدعي التعاون والتكاتف بين أفراد المجموعة، ويفرض على الفرد الانخراط في الجماعة، وكسر حاجز الخجل، والتعرّف الى أنماط شخصيّاتٍ مختلفةٍ ومتنوّعة، ما يؤدّي إلى تطوير النموّ الإجتماعي للفرد، ومساعدته لتخطّي الكثير من العقبات التي قد تواجهه في حياته أثناء التواصل مع الآخرين.

نستنتج ممّا تقدّم، أنّ التشبيك لا يقتصر على كونه فنًّا جماليًّا، بل هو أيضا عاملٌ مساعدٌ في تطوير قدرات الفرد العقليّة والجسديّة والنفسيّة والاجتماعيّة.