اعلمي أيتها الدّليلة العزيزة أنّ عظمة كلّ كلام وكلّ كتاب إما بعظمة متكلّمه وكاتبه وإما بعظمة المرسل إليه وحامله وإما بعظمة حافظه وحارسه، وإما بعظمة شارحه ومبيّنه، وإما بعظمة وقت إرساله وكيفية إرساله.
1- هل نويت حقًّا حفظ القرآن الكريم؟
هناك فرق كبير بين كلمتي (نية) و (أمنية) فالنّية الّتي يحاسبنا الله عليها منبعها القلب وهي أن تنوي نية صالحة أن يكون عملك لأجل الله فتبدأين بالتأمّل والتّخطيط والتّنظيم، يليه العمل الجاد للوصول إلى الهدف.
أما الأمنية فهي أن تظلّي تحملين وتفكرين وتغرقين في أحلامك دون أن تفعلي شيئًا ولا تبلغي هدفًا.
2- كيف تكون النّية صالحة في حفظ القرآن؟
أولًا: التقرّب إلى الله عزّ وجلّ بأفضل الأشياء وهو كلامه سبحانه وتعالى، وطلب مرضاته.
ثانيًا: اتباع المنهج الرباني السّليم بالتزام القواعد والأوامر القرآنية والابتعاد عن نواهيه.
ثالثًا: طلب النّجاة من النّار.
رابعًا: العمل بما في القرآن وتدبّره وفهم معانيه.
خامسًا: الاستعاذة من الشّيطان الّذي لا يقدر بأيّ حال من الأحوال على القرآن الكريم.
3- ابدأي الآن
الآن وأنت تقرأين هذه الكلمات تيقني أنّك ما قرأتها من نفسك لكنّ إرادة الله تعالى دفعتك وساعدتك عليها.
توجّهي للوضوء، صلّي ركعتين لله وانوي من قلبك أنك تحفظي القرآن قربة لله، وحدّدي نواياك كما اتفقنا من قبل ثمّ ابدأي العمل الجاد لتحقيق هدفك.
4- كيف؟
1- الدعاء الكثير، ليلًا ونهارًا، أثناء الصّلاة وخارجها...
2- ضعي خطة لسيرك -بالتّشاور مع أهل الاختصاص(جمعية القرآن الكريم)-.
3- انظري لمن سبقوك بذلك، هم يريدون الجنة! وأنت؟ هم يريدون رضوان الله! وأنت؟ هم يريدون حب القرآن! وأنت؟
4- تعرّفي على فائدة حفظ القرآن ولا تقولي أنا لي بكل آية 10 حسنات، وتقولين أنا لي كذا وكذا لا يا عزيزتي!
ادعي الله واطلبي منه الخير في الآخرة وأحسني الظنّ به وتيقني أن الله يضاعف ويضاعف أكثر ممّا تتوقعين.
5- انظري إلى الجنة، دعي خيالك الآن يوصلك إلى الجنة وأنتِ حافظة للقرآن، ما مدى سعادتك الآن؟
اسألي الله أن يرزقنا ويرزقكم حفظ القرآن الكريم، بهمّة عالية، وأن يملأ قلوبنا حبًّا للقرآن وعملًا به وأن يطيل أعمارنا في طاعته ونشر دينه إنّه أرحم الراحمين.
دليلة
2451قراءة
2016-11-09 11:08:23