بناء معنويات الفريق 

يؤثر عاملان رئيسان في بناء معنويّات الفريق وعنفوانه: الوقت الذي يمضيه أعضاء الفريق مع بعضهم في التجارب المشتركة، والتواصل بين أعضاء الفريق، إنّ ما يجلب النجاح هو نوع كلٍّ من الوقت والتواصل وكمّيته. 

أولا: التجارب المشتركة: 

يجب أن يتشارك أعضاء الفريق في التجارب الشخصية والمهنية وأن تشمل جميع أعضاء الفريق. فالخبرات المشتركة تدفع أعضاء الفريق ليستبدلوا تركيزهم على أنفسهم بالانسجام مع الفريق. قضاء الوقت، وتشارك الخبرات بعضهم مع بعض لا يعني أن يجلسوا إلى جانب بعضهم في المهاجع، أو أن يذهبوا معًا إلى الفطور، فهذه بحدّ ذاتها لا تبني المعنويّات والعنفوان والروح.

إنّ قضاء الوقت مع بعضهم البعض، وتشاركهم الخبرات يمكن أن يتمّ في سياق اجتماعيّ. ربما يرى البعض أنّ هذا إضاعةٌ للوقت، إلّا أنّه يمكن أن يكون أكثر الوسائل فاعليّة في بناء المعنويّات والعنفوان والروح. فالوقت الذي يُقضى في هذا العمل هو استثمار فعليّ للفريق ورؤياه. ويكون عوضًا عن قضاء المزيد من الوقت في العمل، اقضوا بعض الوقت في النشاطات الاجتماعيّة. يمكن أن يبدو هذا نقيضًا للبداهة، إلا أنّه سيكون له أثرٌ كبيرٌ في تحقيق إنتاجيّة متزايدة وعمل جماعيّ يلبي رغباتنا. إنّ النشاطات الاجتماعية المشتركة تعزّز التفاهم والتواصل والعلاقات بين أعضاء الفريق.

ثانيا: التواصل: 

يلعب التواصل بين أعضاء الفريق دورًا مهمًّا في بناء المعنويات والعنفوان والروح. فالتواصل رابطٌ رئيس يجعل الفريق متماسكًا، وهو أساسيٌّ لتحقيق العلاقة الإيجابيّة والثابتة. يحتاج أفراد الفريق لمعرفة معلومات عن الأشياء التي تؤثّر عليهم؛ هذا صحيح وخاصّة في مكان العمل. فعندما يتلقى أعضاء الفريق معلوماتٍ من قبل قائدهم أو من أعضاء آخرين في الفريق، فإنّ هذا يشعرهم بأهميّتهم ويزوّدهم بإحساس الأمن العاطفيّ. وهذا بدوره يزيد من ارتباطهم بالفريق ورؤيته.  

القادة، طبعًا، مسؤولون عن عمليّات تواصل فرقهم. ويجب أن يمثّلوا القدوة لهم وذلك أن يكونوا أكثر وداعةً وأقلّ توجيهًا. ويجب عليهم أن يصونوا حقّ كلّ فرد من أفراد الفريق بالاستماع إلى آرائه وأفكاره، وأن يكونوا محترمين ومنفتحين على وجهات النظر المختلفة والمضادة وأن يقودوا الحوارات بمهارةٍ مع أسئلة تطرح في الوقت المناسب وتعليقاتٍ تفسيريّة. 

المصدر: جين كلان ، بناء معنويات فريقك وعنفوانه وروحه، مكتبة العبيكان، الرياض، 2099.