12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

مجالس حي على العزاء >> المجلس 7 - خدمة المؤمنين - مرحلة الكشافة والمرشدات

المجلس 7 - خدمة المؤمنين

مرحلة الكشافة والمرشدت

 

المدّة: 20 دقيقة

الأغراض:

-    أشرح ثواب قضاء حوائج المؤمنين. (الكشافة: 124، المرشدات: 125)
-    أحفظ حديثًا حول ثواب قضاء حوائج الناس. (الأشبال: 112، الزهرات: 125)


المقدّمة 

صلّى الله عليك يا أبا عبد الله، صلّى الله عليك يا ابن رسول الله، -جميعًا- واحسيناه، واحسيناه، واحسيناه، حبيبي حسين، غريب حسين، مظلوم حسين، عطشان حسين، صلّى الله عليك وعلى أخيك أبي الفضل العبّاس نعم الأخ المواسي لأخيه، يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزًا عظيمًا.

 

القصيدة:

أحقُّ الناسِ أن يُبكى عليهِ         فتًى أبكى الحسينَ بكربلاءِ
أخوه وابن والده عليّ        أبو الفضل المضرّجِ بالدماءِ
ومن واساه لا يثنيه شيءٌ        وجاد له على عطشٍ بماءِ  
رحم الله الشاعر يصوّر حال أبي عبد الله (عليه السلام) بعد سقوط أبي الفضل العباس (عليه السلام) وحال زينب العقيلة وسكينة
ومشى إليه السبط ينعاهُ كسرْتَ        الآن ظهري يا أخي ومعيني
عباسُ تسمعُ زينبَا تدعوك من        لي يا حمايَ إذا العِدى نهروني
أَوَلَسْتَ تسمعُ ما تقول سكينةٌ                    عمّاه يومَ الأسرِ من يحميني

 

 النعي:

سِكنة تنادي بصوتْ        مني القلب مفتوتْ
عمّي عباس يحامينا        جيب الماي واسقينه
عظمَ اللهُ أجورَنا بمُصابِنا بالعبّاس (عليه السلام)، وجعَلَنا وإيَّاكُمْ من الطالبينَ بثارِهِ معَ الإمامِ المهديِّ من آلِ محمَّدٍ صلواتُ اللهِ عليهِ وعليهِمْ، لتعجيل الفرج صلّوا على محمّد وآل محمّد.

 

المصيبة:

من خدمة الناس سقاية الماء وهذه خصيصة اختصّ بها أبو الفضل العباس (عليه السلام)، فهو سقى الحسين (عليه السلام) وهو صغير، وسقى عياله وأصحابه في اليوم السابع من المحرّم، وفي يوم عاشوراء بذل جهده لكنّه استشهد دون ذلك وقبل أن يصل الماء إلى الحسين (عليه السلام) وأطفاله وعياله. 
موقف السقاية الأول لأبي الفضل العباس كان أيّام أمير المؤمنين (عليه السلام):
كان العبّاس يجلس في المسجد مع أبيه أمير المؤمنين وأخويه الحسن والحسين (عليهم السلام)، وإذا بالحسين يقول: إنّي عطشان، بادر العباس إلى خدمته وهو صبيٌّ صغير، وانطلق إلى أمّه أمّ البنين وقال لها أمّاه: إنّ أخيّ الحسين عطشان -لله درّك يا أبا الفضل ما هذه المشاعر الأخويّة؟ أخي الحسين عطشان- فقامت أمّ البنين وملأت وعاءً ووضعته على رأس العبّاس فأقبل العبّاس (عليه ‌السلام) بالماء نحو الإمام الحسين (عليه‌ السلام) والماء يتصبّب من القدح على كتفيه، فوقع عليه نظر أبيه الإمام أمير المؤمنين (عليه‌السلام) ناداه: ولدي عبّاس، أنت ساقي عطاشى كربلاء، فسمّي عند ذلك بالسقّاء . 
موقف السقاية الثاني لأبي الفضل العباس (عليه السلام) في اليوم السابع: 
بعد أن ضيّق الأعداء على الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأطفاله ومنعوا وصول الماء إلى المخيّم نفذ الماء من جيش الإمام الحسين (عليه السلام).  
التفت الحسين (عليه السلام) إلى أخيه أبي الفضل (عليه السلام) وأمره أن يأخذ القرب ويملأها، فانطلق أبو الفضل ومعه جماعةٌ من أصحاب الإمام ليملؤوا القرب ماءً لنساء أهل البيت وأطفالهم الذين أضرّ بهم العطش.
فلما قاربوا النهر صاح بهم عمرو بن الحجاج الزبيدي من هناك؟ وعمرو بن الحجاج الزبيدي هو قائد المجموعة التي وكّلها عمر بن سعد بمنع الماء عن معسكر الحسين (عليه السلام). فأجابه نافع بن هلال الجملي: أنا "نافع" جئنا لنشرب من هذا الماء الذي منعتموه عنّا.
فقال عمرو بن الحجاج (لعنه الله): إشرب وارجع.  هل ترى أن نافع يشرب ويرجع؟ كلا. 
"نافع" المخلص لأبي عبد الله (عليه السلام) لا يمكن أن يقبل بشرب الماء والحسين (عليه السلام) وعائلته عطاشى: لا واللَّه لا أشرب قطرةً والحسين وآله وصحبه عطشى.
في هذه الأثناء العباس (عليه السلام) يتقدّم المقاتلين، و"نافع" يحمل راية هذه المجموعة التي خرجت لطلب الماء،  وقاموا بالهجوم على القوم فأزاحوهم عن الماء، وملؤوا القربَ ماءًا، وعادوا موفورين إلى مخيم الحسين (عليه السلام) .
موقف السقاية الثالث لأبي الفض العباس (عليه السلام) كان يوم عاشوراء: 
بعد أن استشهد أصحابه، وأهل بيته،لم يبقَ مع الإمام الحسين (عليه السلام) أحدٌ سوى أخيه أبي الفضل  العباس، والراية ما تزال تخفق في يده. أنظروا معي إلى أبي الفضل في هذه اللحظات الصعبة، فارسٌ في الرابعة والثلاثين من عمره، يقف إلى جانب أخيه، يسمع صوت الأطفال يبكون، وعلى الجانب الآخر أخوته وأولاد عمومته كلّهم شهداء، لم يعد أبو الفضل يتحمّل هذا المشهد، تقدّم من أخيه الحسين (عليه السلام) يستأذنه بالقتال، الإمام الحسين (عليه السلام) يجيبه: "يا أخي، أنت صاحب لوائي، فإذا مضيت تفرّق عسكري"، ولكن أمام إصرار العبّاس، أجابه الإمام الحسين (عليه السلام): "إن كان لا بدّ من النزول، فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء".
ذهب أبو الفضل العباس، وقف مقابل جيش عمر بن سعد يطلب الماء للأطفال والنساء، تحدّث معهم، أنّ هؤلاء الأطفال لا ذنبَ لهم بالقتال، حذّرهم من عذاب الله يوم القيامة، لكن أعداء الله قست قلوبهم، فلم ينفعهم كلام العباس فرجع إلى الإمام الحسين (عليه السلام) من دون ماء.  
صاحب الغيرة والحميّة أبو الفضل أراد أن يأتيَ بالماء للأطفال بالقوّة، فركب فرسه، وأخذ القربة، وقصد نحو الفرات، مخترقًا أشجار النخيل، وآلاف الجنود التي تحيط بالفرات، حاول الجنود منعه من التقدّم وشكّلوا سدًّا منيعًا، حمل عليهم العبّاس ففرّوا من أمامه، عجزوا عن إيقاف تقدّم فارس بني هاشم، وها هو العباس يقتحم الفرات وها هو رشاش المياه يتطاير بين حوافر الفرس.
شعر الحصان ببرودة الماء، فراح يعبّ الماء عبًّا، مدّ العباس كفّه وملأها ماءً، أراد الفارس الظامئ أن يشرب من الماء ليطفئ لهيب قلبه، لمّا أحسّ ببرودة الماء، تذكّر عطش أخيه الحسين، رمى الماء من يده، والله لا أشرب وأخي الحسين عطشان، وجعل يرتجز: 
يا نفس من بعد الحسين هوني        وبعده لا كنتِ أو تكوني
ثمّ ملأ القربة وحملها على كتفه، وخرج فاستقبله الجنود الموكل إليهم منع الماء عن معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) فحمل عليهم أبو الفضل ففرّوا من أمامه. حينما رأى عمر بن سعد فرار جنوده أمام العبّاس صاح بهم: اقطعوا عليه طريقه، وارشقوه بالنبل، فوالله، لئن وصل الماء إلى مخيّم الحسين لأفناكم عن آخركم، فتكاثروا عليه، وأحاطوا بالعبّاس من كلّ جانب فقاتلهم قتال الأبطال، وهو يقول: 
إنّي أنا العبّاس أغدو بالسقا        نفسي لسبط المصطفى الطهر وقا
لم يستطيع أحدٌ من جيش عمر بن سعد أن يوقف تقدّم العبّاس (عليه السلام) فكمن له أحد الجنود وراء نخلة ولما مرّ العبّاس بقربه ضربه على يمينه فأكمل العباس طريقه وهو يرتجز: 
والله إن قطعتم يميني        إنّي أحامي أبدًا عن ديني
تابع العباس تقدّمه بين العسكر باتجاه مخيم الأطفال والنساء، كلّ همّ العبّاس كان أن يوصل الماء إلى المخيّم، بينما هو كذلك جاءته السهام، فأصاب سهمٌ القربة فخرقها وأريق ماؤها، فوقف أبو الفضل، فتتابعت عليه السهام، فوقع عن جواده إلى الأرض مناديًا بأعلى صوته: "أخي أبا عبد الله، أدركني".
فجاءه الحسين (عليه السلام) مسرعًا، وقف على مصرع العباس، -ساعد الله قلبك أبا عبد الله- نادى: "الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمُت بي عدوّي"، الآن أصبح وحيدًا بين الأعداء، أبو عبد الله ترك العبّاس على شاطىء الفرات، ورجع إلى مخيّمه منكسرًا حزينًا باكيًا يكفكف دموعه بكمّه، فأقبلت إليه سكينة، وسألته عن عمّها، فقال لها: عظّم الله لك الأجر بعمّك العبّاس، فصرخت ونادت: واعمّاه، واعبّاساه، فسمعتها العقيلة زينب فخرجت وهي تنادي: واأخاه، واعبّاساه، واضيعتاه بعدك يا أبا الفضل، نور عيني يا عبّاس، أنت تدري غدًا يأخذوننا سبايا، وأبي أوصاك بنا، أنت كافلنا، لمن تتركنا؟
يا كفيلي             يال علي موصيك بينا
يا كفيلي             ارحم دموعي الحزينة
يا كفيلي             قوم ورجعنا المدينة
إلتفت العقيلة زينب إلى الشهداء من بني هاشم
يا إخوتي             مِن تغيبون يأسروني
يا إخوتي             شمر يضربني على متوني
        
عبّاس من يرعى الفواطم في غدِ            عبّاس من يحمي بنات محمّدِ
إن صرن يسترحمن من لا يرحمُ
إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا آل محمّد أيّ منقلب ينقلبون والعاقبة للمتّقين.

 

الدعاء:

اللهم إنّا نسألك بالحسين الشهيد (يا الله)، 
وبأخيه أبي الفضل العبّاس (يا الله)،
أن تصليّ على محمّد وآل محمد (يا الله)،
وتعجّل فرج محمّد وآل محمّد (يا الله)،
اللهم وفقّنا لطاعتك وجنبنا معصيتك (يا الله)،
اللهم ارزقنا شفاعة نبيّك وأهل بيته (صلّى الله عليه وآله) (يا الله)،  
اللهم إحفظ إمامنا الخامنئي (دام ظلّه) (يا الله)،
اللهم ارحم شهداءنا (يا الله)،  
اللهم انصر مجاهدي المقاومة الإسلاميّة، وثبت أقدامهم، وسدّد رميتهم (يا الله)،  
إلى روح الإمام الخميني (قدّس سرّه)، أرواح السيّد عباس، الشيخ راغب، الحاج عماد، الشهداء، المؤمنين والمؤمنات، نهدي الجميع ثواب المباركة الفاتحة مسبوقةً بالصلاة على محمّد وآل محمد.

 

فيديو المجلس:

 

لتحميل الملف بصيغة mp3: اضغط هنا

 

 

برامج
1912قراءة
2021-07-28 21:11:59

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا