المجلس 6 - بين أصحاب الحسين وأنصار المهدي
مرحلة الكشافة والمرشدات
المدّة: 20 دقيقة
المقدّمة
صلّى الله عليك يا أبا عبد الله، صلّى الله عليك يا ابن رسول الله، -جميعًا- واحسيناه، واحسيناه، واحسيناه، حبيبي حسين، غريب حسين، مظلوم حسين، عطشان حسين، يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزًا عظيمًا.
القصيدة:
يصف الشاعر حالة أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) واسبتشارهم بالشهادة معه، فيقول:
قد شروا أرواحهم فيه فداءًا يشترون الجنّة المأوى لقاءَا
أبصروا العيشَ بلا السبطِ مماتاً وكذا الموتَ معَ السِّبطِ بقاءَا
خير أصحابٍ مضَوْا في خير دربٍ شهداءًا بل وسادوا الشهداءَا
لستُ أنساه ينادي: أنيامٌ يرتجيهم كيْ يلبّوه رجاءَا
يناديهم بأسمائهم،
يا حبيبٌ، يا بريرٌ، يا زهيرٌ انهضوا كي تكشفوا عنّي البلاءَا
أين جونٌ؟ أين قيسٌ؟ أين حُرٌّ؟ بنوا حربٍ قدِ اجتاحوا الخِباءَا
بعدكمْ جيش النفاق استضعفوني وبعينيَّ لقد سدّوا الفضاءَا
النعي:
كأنّي بالأصحاب يخاطبون أبا عبد الله في ليلة العاشر لو قُطّعنا ألف مرّة، لو أحرقنا أبا عبد الله فنحن فداء لك:
يبو اليمه إلك فدوه يذبحونا ألف مرّه
عمرنا والأهل يحسين فلا اتساوي إلك ذره
إلك نتسابق بهل يوم وفاز اللي انقطع نحره
فاز اللي نصر هالدين فدا أهله وفدا دمه
وكأنّي بالمولى يذكّرهم بوعدهم له بعد أن سقطوا شهداء في أرض المعركة:
نمتوا يا أنصار الوغى كلكم يطيبين
وما قلتوا ظل وحدي بلا ناصر ولا امعين
نمتوا ولا قلتوا اشيصير بحالة حسين
وعباس يم المشرعه امقطع الكفين
عظّمَ اللهُ أجورَنا بمُصابِنا بالحسينِ (عليه السلام)، وجعَلَنا وإيَّاكُمْ من الطالبينَ بثأرِهِ معَ الإمامِ المهديِّ من آلِ محمَّدٍ صلواتُ اللهِ عليهِ وعليهِمْ، لتعجيل الفرج صلّوا على محمّد وآل محمّد.
المصيبة:
كان "عابس بن أبي شبيب الشاكريّ" شجاعًا، خطيبًا، ناسكًا، متهجّدًا. تقدّم عابسٌ نحو الإمام الحسين (عليه السلام) وقال له: "يا أبا عبد الله، أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريبٌ ولا بعيدٌ أعزّ عليّ ولا أحبّ إليّ منك، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشيءٍ أعزّ عليّ من نفسي ودمي لفعلته. السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد أنّي على هداك وهدى أبيك"، ثمّ مشى نحو القوم مصلتًا السيف، وعابسٌ كان شجاعًا إلى الحدّ الذي لم يجرؤ أحدٌ من القوم أن يبرز إليه ليقاتله وجهًا لوجه.
نزل عابس ونادى وين الأبطال خلها بساح الحرب يمّي الرجال
نزع درعه بفنون العشق آجال وصاح آنا جنيت بالوجه المنير
فنادى عمر بن سعد: ويلكم أرضخوه بالحجارة، فرمي بالحجارة من كلّ جانب فلمّا رأى ذلك ألقى درعه وخوذته خلفه وبرز بقميصه نحو جيش ابن سعد يضربهم بسيفه حتّى استشهد (رضوان الله عليه).
وسقط الأصحاب شهيدًا تلو الآخر حتّى أصبح أبو عبد الله وحيدًا فريدًا، لا ناصر ولا معين، توجّه نحو أصحابه أخذ ينظر يمينًا وشمالاً، فرآهم صرعى قد صافحوا التراب.
فناداهم (عليه السلام): "يا حبيبَ بن مظاهر، يا زهير بن القين، يا هلال بن نافع،[...] يا مسلم بن عوسجة،[...] يا أبطال الصفا،[...]، ما لي أناديكم فلا تجيبوني، وأدعوكم فلا تسمعوني؟! أنتم نيام أرجوكم تنتبهون، أم حالت مودّتكم عن إمامكم فلا تنصرونَه؟!
فهذه نساء الرسول (صلّى الله عليه وآله) لفقدكم قد علاهنّ النحول، فقوموا من نومتكم، أيّها الكرام! وادفعوا عن حرم الرسول الطغاة اللئام، ولكن صرعكم والله ريب المنون[...]، وإلا لما كنتم عن دعوتي تقصّرون، ولا عن نصرتي تحتجبون، فها نحن عليكم مفتَجَعون وبكم لاحقون، فإنّا لله وإنا إليه راجعون" . وكأنّي بالأصحاب يتململون على التراب وهم شهداء ولسان حالهم يجيب أبا عبد الله:
ما نعوفك يا غريب الغاضرية
ما نعوفك والله لو نلگه المنيه
ما نعوفك لا وحگ ضلع الزكيه
نبقى نبقى إعله نهجك ما نعوفه
نبقى نبقى لو دهرنه سل سيوفه
نبقى نبقى وحگ عباس وكفوفه
بأبي من شرَوا لقاء حسينٍ بفراق النفوس والأرواحِ
إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا آل محمّد أيّ منقلب ينقلبون والعاقبة للمتّقين.
الدعاء:
اللهم إنّا نسألك بالحسين الشهيد (يا الله)،
أن تصليّ على محمّد وآل محمد (يا الله)،
وتعجّل فرج محمّد وآل محمّد (يا الله)،
اللهم وفقّنا لطاعتك وجنبنا معصيتك (يا الله)،
اللهم ارزقنا شفاعة نبيّك وأهل بيته (صلّى الله عليه وآله) (يا الله)،
اللهم إحفظ إمامنا الخامنئي (دام ظلّه) (يا الله)،
اللهم ارحم شهداءنا (يا الله)،
اللهم انصر مجاهدي المقاومة الإسلاميّة، وثبت أقدامهم، وسدّد رميتهم (يا الله)،
إلى روح الإمام الخميني (قدّس سرّه)، أرواح السيّد عباس، الشيخ راغب، الحاج عماد، الشهداء، المؤمنين والمؤمنات، نهدي الجميع ثواب المباركة الفاتحة مسبوقةً بالصلاة على محمّد وآل محمد.
فيديو المجلس:
لتحميل الملف بصيغة mp3: اضغط هنا
برامج
1956قراءة
2021-07-28 21:07:26