12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> فوائد الدُّعاء للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف

فوائد الدُّعاء للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف


إنَّ فوائد الدُّعاء للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كثيرةٌ وجليلةٌ، ومنها:

1- تأكيد المعرفة بالإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف:

لأنّ الدُّعاء للإمام يستبطن مقدمات عديدةً، أهمّها "معرفة الإمام"، لأنّ الدَّاعي لا بدّ وأن يكون على معرفة بشخص المدعو له، وصفاته وعلاماته، وأهمّية كونه الصلة بين الله تعالى وعباده ومظهراً تاماً لدين الله تعالى، ومن هنا نفهم شيئاً مهمّاً من الدُّعاء: "اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني"1.

2- إظهار المحبة الباطنية: 

فالحبّ وإن كان أمراً خفيّاً قلبياً، ولكن له آثار ظاهرة، وفروع متكاثرة، فهو "كشجرة أغصان، ولكلّ غصن من الورد أفنان، فبعض آثاره يظهر في اللسان، وبعضٌ في سائر جوارح الإنسان، فكما لا يمكن منع الشجر عن إبراز أزهاره، لا يمكن منع ذي الحبّ عن ظهور آثاره"2.
ومن آثار الحبّ في اللسان ذكر المحبوب في كلّ مكان وزمان، والاهتمام في الدُّعاء بتعجيل فرج الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف إظهاراً للحبّ له باللسان المنبئ عن المحبّة الكامنة بالقلب.

3- استجابة الدُّعاء تنجي من الفتن :

والدليل على ذلك ما ورد عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، إذ قال: "دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام، وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال عليه السلام لي مبتدئاً: يا أحمد بن إسحاق، إنّ الله تبارك وتعالى لم يخلِ الأرض منذ خلق آدم عليه السلام ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجّة لله على خلقه، به
يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض. قال: فقلت له: يا بن رسول الله عليه السلام فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض عليه السلام مسرعاً فدخل البيت، ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين، فقال: يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على الله عزّ وجلّ وعلى حججه، ما عرضت عليك ابني هذا، إنَّه سميّ رسول الله وكنيّه الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً. يا أحمد بن إسحاق، مثله في هذه الأمّة مثل الخضر، ومثله مثل ذي القرنين، والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبّته الله عزّ وجلّ على القول بإمامته ووفّقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه"3.

4- استحقاق دعاء الإمام له بالنصرة:

فالإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف يدعو للداعي له بالفرج والنصر، ويدلّ على ذلك قوله عجل الله تعالى فرجه الشريف: "واجعل من يتبعني لنصرة دينك مؤيّدين، وفي سبيلك مجاهدين وعلى من أرادني وأرادهم بسوءٍ منصورين"4.
فمن يدعو للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فإنّه ينال من الإمام الدُّعاء بالتّأييد والنّصرة والمنعة والكرامة، وغير ذلك من أنواع التّوفيقات.

5- تعجيل الفرج:

إنّ الاهتمام والمداومة في طلب فرج مولانا صاحب الزمان عليه السلام من الله تعالى بشروطه الموجبة لقبول الطّلب والدّعاء، يصير سبباً لقرب وقوعه. ففي توقيع الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى إسحاق بن يعقوب: "وأكثروا الدّعاء بتعجيل الفرج، فإنَّ في ذلك فرجكم"5.

6- الأمن من العقوبات الأخروية:

ومن الفوائد أيضاً الأمن من العقوبات الأخروية، وأهوال يوم القيامة ويشهد لذلك آيات عديدة، منها: قوله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ 6 بناءً على أن يكون المراد باليوم الآخر هو زمان دولة القائم عليه السلام.

وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ﴾7 .

أنَّه قال: "معرفة أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام، ﴿نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ قال: نزيده منها... ﴿وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ﴾ قال عليه السلام: ليس له في دولة الحقّ مع القائم عليه السلام نصيب"8.

7- نيل الحظوة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

فالدّعاء بتعجيل الفرج للإمام، والطَّلب من الله تعالى أن يكون من أنصاره والشاهدين على دولته والقيام بين يديه، ما يفرح قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد بشّر صلى الله عليه وآله وسلم القوم الذين يدركون القائم بمبّشرات عدة، كالمروي عن الإمام الصادق عليه السلام: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي، وهو مقتدٍ به قبل قيامه يتولّى وليّه، ويتبرّأ من عدوّه ويتولَّى الأئمّة الهادية من قبله، أولئك رفقائي، وذوو ودِّي ومودَّتي، وأكرمُ أمّتي عليّ"9.

** نماذج من أدعية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف :

• دعاء الغريق: عن عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام أنَّه قال: "ستصيبكم شبهة فتبقون بلا عَلَم يُرى، ولا إمام هدى، ولا ينجو إلا من دعا بدعاء الغريق. قلت: كيف دعاء الغريق، قال: يقول: يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلّب القلوب، ثبّت قلبي على دينك. فقلت: يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلّب القلوب والأبصار، ثبِّت قلبي على دينك. قال: إنَّ الله عزَّ وجلّ مقلّب القلوب والأبصار، ولكن قُلْ كما أقول لك: يا مقلِّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"10.

• دعاء العهد: ورد عن الإمام الصَّادق عليه السلام أنَّه قال: "من دعا إلى الله أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، وإن مات أخرجه الله إليه من قبره، وأعطاه الله بكلّ كلمةٍ ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة"11.

• دعاء النُّدبة: وهو مذكور في مختلف كتب الأدعية، والمشهور من أوقات قراءته، أنَّه يُقرأ كلّ يوم جمعة، إلا أنّ المروي هو استحباب قراءته في الأعياد الأربعة.

• دعاء الحجّة: "اللهمّ كن لوليك الحجّة بن الحسنِ صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة وفي كلّ ساعة، ولياً وحافظاً..."12.

• دعاء آخر: الإمام الحسن العسكري عليه السلام في دعائه له عجل الله تعالى فرجه الشريف: "اللهمّ أعذه من شرّ كلّ طاغٍ وباغٍ، ومن شرّ جميع خلقك، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، واحرسه وامنعه أنْ يصلَ إليه بسوء، واحفظ فيه رسولك وآل رسولك، وأظهر به العدل، وأيّده بالنّصر"13.
• زيارة آل ياسين: ولا سيما زيارة آل ياسين الواردة عنه عجل الله تعالى فرجه الشريف حيث يعلمنا فيها كيف نشعر بحضوره فنقول: "السّلام عليك حين تقوم، السّلام عليك حين تقعد، السّلام عليك حين تقرأ وتبيّن، السلام عليك حين تصلّي وتقنت، السّلام عليك حين تركع وتسجد..."14.

• - التوسّل به: وقد ورد في بعض الرّوايات توسّلٌ بالإمام صاحب العصر، والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، منها: "اللهمّ إنّي أسألك بحقّ وليّك وحجّتك صاحب الزمان إلا أعنتني به على جميع أُموري، وكفيتني به مؤونة كلّ مؤذ وطاغ وباغ، وأعنتني به، فقد بلغ مجهودي وكفيتني كلّ عدوّ وهمّ وغمّ ودين، وولدي وجميع أهلي وإخواني ومن يعنيني أمره وخاصتي، آمين رب العالمين"15.

• الصَّلاة عليه: فقد ورد استحباب الصَّلاة عليه في أكثر من موردٍ كما في دعاء الافتتاح. وكالصّلاة الواردة عن الإمام العسكري عليه السلام: "اللهمّ صلّ على وليّك وابن أوليائك، وليّ الأمر المنتظر الحجّة بن الحسن، اللهمّ صل على وليّك وابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم"16.

المصدر:
1 - الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص485.
2- الأصفهاني، مكيال المكارم، ج1، ص293.
3- الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص384.
4- السيد ابن طاووس، أبو القاسم رضي الدين علي بن موسى بن محمد: مهج الدعوات ومنهج العبادات، ص302، قم، كتابخانه سنائي، ط1.
5- الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص 485.
6- سورة البقرة، الآية 62.
7- سورة الشورى، الآية 20.
8-الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص436.
9- الشيخ الطوسي، الغيبة، ص456.
10- الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص352.
11- الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج5، ص393
12- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص630.
13- م.ن، ص405.
14- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص405.
15- الأصفهاني، مكيال المكارم، ج2، ص248.
16- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص405.

تدريب
9643قراءة
2016-08-18 15:52:06

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا